مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل 56 مدنيا في قصف لطائرات التحالف استهدف قرية في شمال سوريا

الدخان يتصاعد من حي صلاح الدين الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب شمال سوريا، السبت 9 تموز/يوليو 2016 afp_tickers

قتل 56 مدنيا على الاقل، بينهم 11 طفلا، فجر الثلاثاء في قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن استهدف قرية يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة حلب في شمال سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي محافظة حلب ايضا، وثق المرصد السوري مقتل 21 مدنيا في قصف “يعتقد انه روسي” على بلدة الاتارب في الريف الغربي.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “استهدف قصف التحالف الدولي فجر اليوم اطراف قرية التوخار في شمال مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، ما اسفر عن مقتل 56 مدنيا، بينهم 11 طفلا”.

واشار عبد الرحمن الى ان السكان “كانوا يحاولون الفرار من اشتباكات بين تنظيم الدولة الاسلامية وقوات سوريا الديموقراطية في القرية”.

ولفت الى اصابة العشرات بجروح ايضا نتيجة القصف الجوي، مضيفا “قد يكون ما حصل بالخطأ كون طائرات التحالف الدولي تستهدف الجهاديين في محيط القرية” التي تبعد 14 كيلومترا شمال مدينة منبج.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، قال التحالف الدولي انه “شن غارات جوية قرب منبج (…) مؤخرا”، مشيرا الى انه ينظر في مدى صحة تقارير تتحدث عن مقتل مدنيين.

واضاف عبر بريد الكتروني “سنراجع كل المعلومات المتوفرة لدينا حول الحادثة”، مؤكدا “نتخذ كافة الاجراءات اللازمة خلال عمليات الاستهداف لتفادي او تقليل الضحايا المدنيين او الاضرار الجانبية ولاحترام كافة مبادئ قانون الحرب” (القانون الانساني الدولي).

وحثت منظمة العفو الدولية بدورها التحالف الدولي في بيان على “مضاعفة جهوده لتفادي قتل المدنيين والتحقيق في انتهاكات محتملة للقانون الانساني الدولي”.

وقالت ماغدالينا مغربي، نائبة مدير برنامج منظمة العفو الدولية للشرق الاوسط وشمال افريقيا بالوكالة، “قد يكون القصف على التوخار اسفر عن اكبر خسارة في حياة المدنيين في عمليات للتحالف في سوريا”.

واسفر قصف للتحالف الدولي الاثنين ايضا، وفق المرصد، عن مقتل 21 مدنيا، هم 15 في مدينة منبج وستة في قرية التوخار.

ووفق عبد الرحمن فان قصف التحالف الدولي مستمر على منبج ومحيطها منذ 31 ايار/مايو، تاريخ بدء هجوم قوات سوريا الديموقراطية لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من المنطقة.

ووثق المرصد السوري منذ ذلك الحين مقتل 160 مدنيا، بينهم 40 طفلا، في قصف للتحالف الدولي على منبج وريفها.

ويواجه التنظيم المتطرف في منطقة منبج منذ نهاية ايار/مايو هجوما واسعا لقوات سوريا الديموقراطية التي نجحت في تطويق المدينة بالكامل ودخلتها في 23 حزيران/يونيو بدعم من طائرات التحالف الدولي.

وتعد منبج الى جانب مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا معاقل للتنظيم في محافظة حلب. ولمنبج تحديدا اهمية استراتيجية كونها تقع على خط الامداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة معقله في سوريا، والحدود التركية.

وتتواصل الاشتباكات داخل مدينة منبج الا ان قوات سوريا الديموقراطية تتقدم ببطء ولم تسيطر حتى الآن سوى على “25 في المئة منها”، وفق المرصد.

واعلن التحالف الدولي في بيان الثلاثاء ان قوات سوريا الديموقراطية سيطرت الاحد على “مركز قيادة” تابع للجهاديين في غرب منبج، مشيرا الى ان تلك القوات تمكنت ايضا من السيطرة على “جزء مهم من المدينة” ما فتح المجال امام المدنيين للفرار.

-معارك مدينة حلب-

على جبهة اخرى في محافظة حلب ايضا، تسعى قوات النظام السوري الى تثبيت مواقعها في شمال مدينة حلب بعد يومين على احكامها الحصار على الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، بعدما قطعت بشكل كامل طريق الكاستيلو، آخر منفذ الى تلك الاحياء التي يقطنها اكثر من مئتي الف سوري، بحسب المرصد.

وتدور الثلاثاء اشتباكات يرافقها قصف جوي في محيط مخيم حندرات شمال المدينة بين الفصائل الاسلامية والمقاتلة وقوات النظام التي تسعى الى السيطرة عليه.

واعلنت حركة احرار الشام الاسلامية الثلاثاء على حسابها على موقع تويتر بدء معركة فك الحصار عن الاحياء الشرقية. وكتبت في تغريدة “بدء معركة فك الحصار عن مدينة حلب من خلال تحرير عدة نقاط عسكرية في منطقة الملاح شمال حلب” والتي سيطرت قوات النظام على الجزء الجنوبي منها، والمطل على طريق الكاستيلو، في السابع من تموز/يوليو.

واستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الثلاثاء الاحياء الشرقية، ما اسفر وفق المرصد عن مقتل “ثلاثة مدنيين، بينهم طفل، في حي الصالحين، فضلا عن طفلين اثنين آخرين في حي المشهد”.

وتتقاسم قوات النظام والفصائل منذ العام 2012 السيطرة على احياء مدينة حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، وتعتبر المعارك فيها محورية في الحرب. وقد وصفها حسن نصرالله الامين العام لحزب الله اللبناني، والذي يقاتل الى جانب النظام السوري، بـ”المعركة الاستراتيجية الكبرى” في سوريا.

وفي ريف حلب الغربي، افاد المرصد السوري عن مقتل “21 مدنيا بينهم ستة اطفال، في قصف جوي يعتقد انه روسي” على بلدة الاتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل اسلامية ومقاتلة.

وكانت الحصيلة السابقة اشارت الى سقوط 12 شخصا في هذه البلدة.

وفي الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المقاتلة قرب دمشق، افاد المرصد عن مقتل “عشرة مواطنين” في قصف جوي على مناطق عدة، بينها حرستا وبيت سوى ودوما.

وتشهد سوريا نزاعا داميا بدأ في اذار/مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية ضد النظام، ثم تطور لاحقا الى نزاع متشعب الاطراف، اسفر عن مقتل اكثر من 280 الف شخص وتسبب بدمار هائل في البنى التحتية وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية