مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل 71 شخصا على الأقل في هجومين في افغانستان

عناصر من قوات الامن الافغانية يسيرون قرب موقع الهجوم الانتحاري في غارديز في 17 تشرين الاول/اكتوبر. afp_tickers

قتل 71 شخصا على الاقل وجرح حوالى 170 الثلاثاء في هجومين منفصلين بواسطة انتحاريين ومسلحين استهدفوا بشكل متزامن جنودا ورجال شرطة أفغان، معظمهم في غارديز (جنوب شرق) وفي غزنة التي تبعد حوالى مئة كلم غرب كابول.

وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن هجوم غارديز المنسق ضد عناصر الشرطة في ولاية باكتيا والذي سقط فيه 41 شخصا على الأقل، فيما قتل 25 من عناصر الأمن و5 مدنيين في كمين في غزنة جنوب غرب كابول.

واستهدف الهجوم الأول مجمعا عسكريا كبيرا في غارديز يضم وحدات عدة من قوات الشرطة ومركز تدريب على مقربة من احدى الجامعات، واسفر عن مقتل 41 شخصا على الاقل وأصابة نحو 160 شخصا بينهم مدنيون، بحسب نائب وزير الداخلية الجنرال مراد علي مراد.

واعلنت وزارة الداخلية في بيان انتهاء الهجوم بعد خمس ساعات على بدء المعارك، قبيل الساعة 14،30 (10,00 ت غ). واضافت ان “جميع المسلحين قد قضوا”، دون أن تحدد عددهم.

و قال الطبيب شير محمد كريمي نائب مدير الصحة لولاية باكتيا لوكالة فرانس برس “استقبلنا 26 جثة منها جثة امرأة و160 جريحا في المستشفى الرئيسي في غارديز. ولدينا ايضا ستة قتلى و52 جريحا في المستشفى العسكري”.

وتابع ان “المستشفى مكتظ، وندعو الناس الى المجيء والتبرع بالدم”.

وأصيب عدد كبير من طلاب الجامعة المجاورة في الانفجارات الاولى الناجمة عن سيارتين مفخختين.

-انفجار هائل-

وقال الطالب نور احمد “كنت في الصف عندما سمعت انفجار هائلا، اهتز المبنى بكامله وتناثر زجاج النوافذ. كنا نحاول الخروج، عندما سمعنا انفجارا ثانيا… الغبار والحطام اجتاحا قاعة الصف. واصيب عدد من رفاقي بفعل بشظايا الزجاج”. وفي بيان، اعلن مكتب حاكم باكتيا مقتل “المهاجمين الستة”، مؤكدا ان قائد شرطة الاقليم توريالي عبداني، قتل في بداية الهجوم.

وفي الوقت نفسه، قتل 25 من عناصر قوى الامن وخمسة مدنيين واصيب 10 بجروح في الهجوم الثاني في اقليم غزنة جنوب غرب كابول، كما أفادت وزارة الداخلية.

وانفجرت آلية من نوع هامفي امام مكاتب حاكم هذه المنطقة التي تبعد مائة كلم عن غارديز. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء.

وسارعت حركة طالبان في المقابل الى تبني عملية غارديز، عبر رسالة للمتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد على تويتر.

وولاية باكتيا القريبة من الحدود مع المناطق القبلية في باكستان، معقل لطالبان ورصد فيها ايضا حضور قوي لشبكة حقاني التابعة للمتمردين، والتي نفذت عددا كبيرا من الهجمات الدامية وعمليات الخطف.

وقال مسؤول رفيع في طالبان أفغانستان لم يكشف عن هويته لفرانس برس ان الهجوم كان ردا على الاعتداءات الجوية الأميركية.

-سترات متفجرة-

وفي تصريح لوكالة فرانس برس بعد الظهر، ذكر سردار والي المتحدث باسم شرطة باكتيا، ان “المهاجمين عمدوا اولا الى تفجير سيارتين محملتين بكمية كبيرة من المتفجرات ما ادى الى انهيار المجمع”.

وجاء في بيان لوزارة الداخلية ان “المهاجمين المزودين بسترات ناسفة واسلحة خفيفة، فجروا سيارة مفخخة قرب مركز التدريب المحاذي لمقر شرطة غارديز، ثم اقتحمت مجموعة من الارهابيين المقر”.

وارسلت الى المجمع قوات خاصة وتعزيزات.

ويضم مجمع غارديز، بالاضافة الى مركز التدريب قوات للشرطة الوطنية وشرطة الحدود وعناصر من الجيش.

وتشهد منطقة جنوب شرق افغانستان المحاذية لباكستان اضطرابات وهي معقل لحركات مسلحة مثل حركة طالبان، ويمر عبرها عناصر من شبكة حقاني وتنظيم القاعدة يتنقلون عبر الحدود بين البلدين.

وأقامت القوت الأميركية المكلفة عمليات مكافحة الإرهاب، قاعدة عسكرية قرب مدينة خوست.

وقد استهدفت عملية للجيش الباكستاني شبكة حقاني في الفترة الاخيرة، لتحرير عائلة كندية اميركية مؤلفة من والد وزوجته وأولادهم الثلاثة، خطفتهم الحركة وكانت تحتجزهم منذ خمس سنوات.

واستهدفت غارة شنتها طائرة اميركية بدون طيار مساء الاثنين اجتماعا لأعضاء من شبكة حقاني في منطقة كورام القريبة من حدود باكتيا، واسفرت عن سقوط 26 قتيلا على الاقل، كما ذكر مسؤولون محليون الثلاثاء.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية