مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

منظمة الصحة العالمية تدعو أوروبا لمزيد من الجهد وإصابات بالنسخة المتحورة في فرنسا

ممرضة تحمل لقاح فايزر/بايونتيك في 6 كانون الثاني/يناير 2021 afp_tickers

دعت منظمة الصحة العالمية الخميس أوروبا إلى “بذل مزيد” من الجهود في مواجهة “وضع ينذر بالخطر” بسبب انتشار سلالة متحورة من فيروس كورونا المستجد أشد عدوى، فيما عثر على تجمعين من الإصابات يمثلان خطورة في فرنسا.

وقال مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية هانس كلوغه خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت “يجب تعزيز هذه الإجراءات الأساسية التي نعرفها جميعا، بهدف خفض نسبة انتقال العدوى والتخفيف عن كاهل الخدمات الصحية المثقلة وإنقاذ الأرواح”.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن 22 دولة في منطقة أوروبا التي تضم 53 دولة بما في ذلك روسيا، سجلت حالات مرتبطة بالسلالة الجديدة. وسجلت أوروبا أكثر من 27,6 مليون إصابة و603 آلاف وفاة، بحسب المنظمة.

– تجمعان خطران فرنسا –

ووفقا لتقديرات المنظمة، فإن الفيروس المتحوّر “يمكن أن يحل تدريجا مكان السلالات الأخرى المنتشرة في المنطقة الأوروبية، كما لوحظ في المملكة المتحدة وبشكل متزايد في الدنمارك”.

وأعلنت فرنسا الخميس أنها رصدت على أراضيها “تجمعين يمثلان خطورة” من السلالة البريطانية، في بريتانييه في الغرب وإيل دو فرانس في منطقة باريس.

وقالت وزارة الصحة إنه تم تأكيد 19 إصابة بهذه النسخة المتحورة في جميع أنحاء فرنسا، بالإضافة إلى ثلاث إصابات بنسخة مختلفة رُصدت في البدء في جنوب إفريقيا.

وانخفض عدد المرضى في المستشفيات بشكل طفيف الأربعاء في فرنسا إلى 24708 (-163 في 24 ساعة)، واستقر عدد المرضى في العناية المركزة تقريبًا عند 2607 (-9).

لكن مع تسجيل 25379 إصابة مؤكدة بكوفيد-19 لهذا اليوم، “نصل إلى أرقام مقلقة”، وفق جان فرانسوا دلفريسي، رئيس المجلس العلمي الذي يقدم المشورة للحكومة.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس الخميس أن الحدود الفرنسية مع المملكة المتحدة ستظل مغلقة “حتى إشعار آخر” للحد من انتشار الفيروس البمتحور.

وقال كاستيكس في مؤتمر صحافي “قررنا في 20 كانون الأول/ديسمبر إغلاق الحدود مع المملكة المتحدة وسيتم تمديد هذا الإجراء حتى إشعار آخر”، محددًا أن “فئات معينة فقط من الأشخاص سيتمكنون من العبور، بشرط أن يخضعوا لاختبار الفيروس قبل دخول فرنسا”.

وفيما فُرض إغلاق ثالث طويل على إنكلترا، اتخذت جراءات عزل في اسكتلندا بعدما أعادت إيرلندا الشمالية وويلز الإغلاق للمرة الثالثة بعد عيد الميلاد مباشرة.

وشددت إيرلندا قيودها بسبب ما وُصف بأنه “تسونامي” من الإصابات وفقا لرئيس وزرائها مايكل مارتن، على أن تبقى مدارسها مغلقة حتى نهاية الشهر الحالي.

ويسود وضع مقلق أيضا في جنوب أوروبا مع قرار البرتغال تشديد القيود على الحركة وتوسيع حظر التجول خلال نهاية الأسبوع ليشمل البلاد بأكملها، بعد حصيلة قياسية من الإصابات اليومية بلغت 10 آلاف إصابة في 24 ساعة.

وقال رئيس الوزراء أنطونيو كوستا إن بلاده قد “تتخذ إجراءات أكثر صرامة اعتبارا من الأسبوع المقبل”.

وتبقى اللقاحات الأمل الوحيد في القضاء على هذا الفيروس.

فقد وافق الاتحاد الأوروبي الأربعاء على لقاح موديرنا لاستخدامه في الدول السبع والعشرين الأعضاء فيه، بعد الموافقة الشهر الماضي على لقاح فايزر/بايونتيك الذي أجيز استخدامه في 21 كانون الأول/ديسمبر، وهو أمر سيعطي قوة دفع لحملات التطعيم التي اعتبرت بطيئة جدا في الاتحاد الأوروبي.

وتلقى أكثر من مليون من سكان الاتحاد الأوروبي جرعة من اللقاح ضد الفيروس، في مقدمهم الدنماركيون والألمان والإيطاليون، وفقا لتقرير أعدته وكالة فرانس برس.

– “معركة طويلة” –

ومع ذلك، فإن حملات التطعيم بالنسبة إلى منظمة الصحة العالمية ستكون “معركة طويلة جدا”. وقال مايكل راين مدير الطوارئ الصحية في المنظمة “ما زال أمامنا طريق بالغ الصعوبة في الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة”.

وقال مسؤولو الصحة الأميركيون إن واحدا من بين كل 100 ألف شخص أصيب برد فعل تحسسي خطر بعد تلقي جرعة من لقاح فايزر/بايونتيك، مؤكدين أن فوائد اللقاح تفوق بكثير أخطاره المحتملة.

لكن الوباء يزداد سوءًا في الولايات المتحدة التي سجلت 3626 وفاة على مدار 24 ساعة مساء الأربعاء، في اليوم التالي لتسجيل رقم قياسي، إضافة إلى 236,601 إصابة جديدة.

والوضع الوبائي يتدهور أيضا في آسيا.

فقد أعلن رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا الخميس فرض حالة الطوارئ مجددا في طوكيو وضواحيها، في حين يسجل الأرخبيل الياباني، لا سيما في العاصمة، حصيلة قياسية في عدد الإصابات.

وقال سوغا “هناك مخاوف من أن يكون للانتشار السريع لفيروس كورونا في أنحاء البلاد تأثير كبير على حياة السكان والاقتصاد”.

وتشمل حالة الطوارئ التي تطال خصوصا المطاعم والحانات، العاصمة وثلاث مناطق مجاورة اعتبارا من الجمعة ولمدة شهر ويمكن تمديدها لتشمل منطقة آيتشي في الوسط.

ويسود القلق أيضا في الصين حيث ظهر فيروس كورونا المستجد قبل أكثر من عام وحيث تمكنت السلطات من القضاء عليه إلى حد كبير منذ الربيع.

فيوم الخميس، أبلغت السلطات عن تسجيل 63 إصابة جديدة بكوفيد-19 خلال 24 ساعة، وهو رقم قياسي منذ تموز/يوليو.

وسجّلت غالبية هذه الإصابات الجديدة في شيجياتشوانغ عاصمة إقليم هيباي المحيطة ببكين (51 إصابة أضيفت إليها 69 إصابة بدون أعراض).

وقطعت السلطات الطرق الرئيسية المؤدية إلى شيجياتشوانغ كما أغلقت المدارس في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة.

وفي لبنان الذي فرض تدابير الإغلاق اعتبارا من الخميس وحتى الأول من شباط/فبراير، تم تسجيل 4166 إصابة جديدة بكوفيد-19 الاربعاء وهو عدد قياسي يومي منذ بدء انتشار هذه الجائحة في البلد الذي باتت فيه المستشفيات شبه عاجزة عن استقبال المرضى.

وسبق للبنان أن فرض إجراءات إغلاق كان آخرها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. إلا أن التدابير خُففت كثيرا في كانون الأول/ديسمبر مع إعادة فتح الحانات والمراقص الليلية ما ساهم في ارتفاع كبير في الإصابات خلال فترة الأعياد.

وفي كندا، أعلن رئيس وزراء كيبيك فرانسوا ليغو فرض حظر تجول ليليا بدءا من السبت وحتى 8 شباط/فبراير في هذه المقاطعة بين الثامنة مساء والخامسة صباحا.

وتسببت الجائحة بوفاة ما لا يقل عن 1,884,187 شخصًا في جميع أنحاء العالم منذ ظهور المرض في نهاية ديسمبر 2019، وفقًا لحصيلة أعدتها فرانس برس الخميس.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية