مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ترفض طلب روسيا الانضمام للتحقيق في قضية سكريبال

المقعد الذي عثر على العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا فاقدين الوعي عليه في سالزبري ببريطانيا، في 08 آذار/مارس 2018 afp_tickers

اعلنت روسيا انها فشلت في الحصول على تاييد غالبية الدول الاعضاء في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الاربعاء لتنضم إلى التحقيق في تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال.

وصرح سفير روسيا لدى المنظمة الكسندر شولغين للصحافيين “للاسف لم نتمكن من الحصول على ثلثي الأصوات لدعم ذلك القرار. كان من الضروري الحصول على الغالبية الموصوفة”.

وعقد اجتماع المنظمة الاربعاء في مقرها في لاهاي لبحث قضية تسميم سكريبال الذي حملت بريطانيا مسؤوليته لروسيا، غداة اعلان مختبر بريطاني انه لا يملك دليلا على ان روسيا هي مصدر المادة التي استخدمت في تسميم الجاسوس السابق في انكلترا.

كما طلبت روسيا من مجلس الامن الدولي عقد اجتماع الخميس لبحث القضية، بحسب ما اعلن سفير موسكو إلى الامم المتحدة الاربعاء.

وقال فاسيلي نيبنزيا أن روسيا طلبت عقد الاجتماع الخميس عند الساعة 19,00 ت غ لبحث اتهام الحكومة البريطانية لموسكو بشن هجوم بغاز اعصاب على العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا، وهو ما تنفيه موسكو.

وفي وقت سابق الاربعاء، اعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الامل في ان “تسود الحكمة” في قضية سكريبال التي تسببت بازمة دبلوماسية خطيرة بين روسيا والدول الغربية.

وقال بوتين في مؤتمر صحافي في انقرة “نأمل بان تسود الحكمة وان يتم الكف عن الحاق هذا الضرر الهائل بالعلاقات الدولية”.

واتهمت موسكو الاربعاء الاستخبارات الاميركية والبريطانية بتسميم سكريبال ودعت الدول الغربية الى الحوار بدلا من اسلوب العقاب، لتجنب ازمة تشبه ازمة الصواريخ الكوبية بينما طالب الكرملين “بالاعتذار”.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان “نظريتهم لن تتأكد باي حال لانه من المستحيل ان تتأكد”. واضاف ان “وزير الخارجية البريطاني الذي اتهم الرئيس (فلاديمير) بوتين ورئيسة الوزراء عليهما بشكل او بآخر مواجهة زملائهما في الاتحاد الاوروبي (…) وعليهما بشكل او بآخر تقديم اعتذاراتهما الى روسيا”.

من جهتها، طلبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية الاربعاء من لندن كشف الوضع الصحي للحيوانات الاليفة لاسرة سكريبال الجاسوس الروسي السابق الذي تعرض للتسميم مع ابنته يوليا قبل شهر.

وقالت ماريا زاخاروفا “نملك معلومات ذات مصداقية مفادها انه كان لسكريبال حيوانات اليفة (…) اين هي الان؟ (…) ما حالتها؟ لماذا لم يتحدث الجانب البريطاني عن هذا الامر؟ انها كائنات حية وان كان هناك مواد سامة في المنزل من المؤكد ان تكون هذه الكائنات الحية تعذبت”.

وبعد ايام من تسميم سكريبال وابنته يوليا في الرابع من اذار/مارس في سالزبري (جنوب غرب انكلترا)، وجهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اصابع الاتهام الى موسكو التي نفت اي علاقة لها بالحادثة.

وتعليقا على طلب موسكو اجتماع منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، قالت وزارة الخارجية البريطانية ان “هذه المبادرة الروسية تكتيك جديد لابعاد الانظار وتهدف الى تقويض عمل منظمة حظر الاسلحة الكيميائية”.

وكانت لندن طلبت من المنظمة “التحقق من تحليل الحكومة” البريطانية. وزار خبراء المنظمة المملكة المتحدة للحصول على عينات من المادة التي استخدمت في تسميم سكريبال لتحليلها في مختبرات دولية مستقلة.

– لا دليل –

واجتمعت المنظمة بعدما أقر المختبر البريطاني الذي قام بتحليل المادة المستخدمة في تسميم الجاسوس السابق الثلاثاء بانه لا يملك دليلا على ان هذه المادة مصدرها روسيا.

وقال غاري آيتكنهيد رئيس المختبر العسكري البريطاني في بورتون داون “تأكدنا من ان الغاز هو نوفيتشوك وتأكدنا انه غاز للاعصاب من النوع العسكري”، لكن “لم نتمكن من تحديد مصدره”. واضاف ان تصنيع هذا الغاز يتطلب “أساليب متطورة للغاية (…) وقدرات جهة تابعة لدولة”.

وسارعت الحكومة البريطانية الى الرد وقالت متحدث باسمها في بيان “نعلم بان روسيا سعت خلال العقد الاخير الى وسائل لانتاج عناصر سامة بهدف تنفيذ اغتيالات وانتجت وخزنت كميات محدودة من نوفيتشوك”.

لكن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين صرح الاربعاء ان تسميم سكريبال يشكل “استفزازا فاضحا” من قبل الاجهزة الخاصة البريطانية والاميركية.

واكد أن على موسكو ودول الغرب أن تتجنب خطر تصعيد الازمة الحالية بينها إلى مستوى يشبه أزمة الصواريخ الكوبية.

وقال “من المهم وقف المزايدات غير المسؤولة، ووقف استخدام القوة في العلاقات بين الدول لتجنب وصول الأمور إلى أزمة صواريخ كوبية ثانية” في اشارة إلى أزمة عام 1962 بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة التي كادت أن تتسبب بنشوب حرب نووية.

وكان مصدر دبلوماسي اعلن لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان اجواء الاجتماع في لاهاي “مشحونة”، مضيفا ان النقاشات ستستكمل بعد استراحة الغداء.

وفي المجموع، اعلنت المملكة المتحدة وحلفاؤها وخصوصا في الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي طرد اكثر من 150 دبلوماسيا روسيا من اراضيها. وقد ردت روسيا باجراءات مماثلة بحق عدد مماثل من دبلوماسيي هذه الدول.

ولا يزال سكريبال وابنته في المستشفى في سالزبري. واعلن المستشفى ان الوضع الصحي للابنة “يتحسن سريعا” و”لم تعد في وضع حرج” بخلاف والدها.

وكان المحققون البريطانيون اعلنوا ان الجاسوس السابق وابنته اصيبا للمرة الاولى بغاز الاعصاب في منزل سكريبال.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية