مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

منفذ اعتداء باريس فرنسي مولود في الشيشان وملاحق بتهمة التطرف

إنتشار أمني في الشارع الذي شهد اعتداءً بسكين في باريس، في الثاني عشر من أيار/مايو 2018. afp_tickers

نفذ الاعتداء بسكين السبت بباريس الذي قتل فيه احد المارة وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية، فرنسي عمره 20 عاما ولد في الشيشان ومعروف لدى اجهزة الاستخبارات بتطرفه، وتم توقيف صديق له الاحد شرق فرنسا.

ومنفذ الاعتداء الذي قتل برصاص الشرطة، ولد في تشرين الثاني/نوفمبر 1997 في الشيشان، الجمهورية الروسية الواقعة في القوقاز وكانت شهدت حربين مدمرتين انبثقت منهما حركة تمرد اسلامية متطرفة تم جلب الكثير من عناصرها للقتال مع متطرفي سوريا والعراق.

في الاثناء اعتبر الرئيس الشيشاني رمضان قديروف الاحد ان فرنسا تتحمل “المسؤولية الكاملة” عن الاعتداء.

واوضح قديروف ان مرتكب الهجوم يدعى حمزة عظيموف، وهو شاب يتحدر من الشيشان يحمل جواز سفر روسيا منذ كان في الرابعة عشرة قبل ان يحصل على الجنسية الفرنسية في عامه العشرين.

وقال عبر تطبيق تلغرام للرسائل النصية “بناء عليه، اعتبر من المهم القول ان السلطات الفرنسية تتحمل المسؤولية الكاملة عن سلوك حمزة عظيموف طريق الجريمة”.

واضاف “لقد ولد فقط في الشيشان لكنه نشأ وبنى شخصيته وآراءه واقتناعاته داخل المجتمع الفرنسي”.

وقال مصدر قضائي لفرانس برس “وضع والده ووالدته صباح الاحد في الحبس على ذمة التحقيق”. كما تم تفتيش منزل الاسرة بدون “العثور على اي دليل اجرامي”، بحسب مصدر قريب من الملف.

ومنفذ الاعتداء ح.أ بحسب السلطات الفرنسية كبر في اسرة لاجئين بستراسبورغ (شرق) في حي اليو الشعبي الذي تقطنه جالية شيشانية كبيرة، بحسب مصدر قريب من الملف.

وتم في المدينة ذاتها توقيف صديق له مولود هو الاخر في 1997 ووضع قيد الحبس الاحتياطي الاحد، بحسب مصدر قضائي.

ولم يكن لمنفذ الهجوم اي سوابق قضائية لكنه كان مدرجا على سجل اجهزة الاستخبارات منذ 2016. ويضم هذا السجل اسماء اكثر من 10 آلاف شخص اكثر من نصفهم من الاسلاميين المتطرفين او افراد قد تكون لهم صلة بتيارات ارهابية.

واصبح الشيشاني فرنسي الجنسية “في 2010 اثر حصول امه على الجنسية” الفرنسية، بحسب بنيامين غريفو المتحدث باسم الحكومة. كما ادرج اسمه ضمن سجلات الوقاية من التطرف الاسلامي لكن تم ذلك “اساسا” بسبب “علاقاته” اكثر منه “سلوكه وتصرفاته ومواقفه”، بحسب مصدر قريب من الملف.

واضاف مصدر مقرب من التحقيق انه “تم سماعه قبل عام من شعبة مكافحة الارهاب في فرقة مكافحة الاجرام لانه كان يعرف رجلا على صلة بحزب في سوريا”.

-“ثمن الدم”-

وقتل في الاعتداء احد المارة وهو فرنسي يبلغ من العمر 29 عاما واصيب اربعة آخرون بجروح بيد المهاجم الذي هاجمهم وهو يكبر بحسب شهود. والمصابون ليسوا بحالة خطرة.

وسريعا ما تبنى تنظيم الدولة الاسلامية الاعتداء.

ونشرت وكالة اعماق التابعة للتنظيم لاحقا على تطبيق تلغرام شريطا مصورا يظهر شابا ملثما لا يظهر منه سوى عينيه متحدثا بالفرنسية ومعلنا مبايعته زعيم التنظيم الجهادي ابو بكر البغدادي.

وقال “مصدر امني” للوكالة ان “منفذ هذا الهجوم هو جندي في تنظيم الدولة الاسلامية، وتم تنفيذه ردا على دول التحالف” الدولي الذي يقاتل الجهاديين في سوريا والعراق.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة ان “فرنسا دفعت مرة اخرى الثمن بالدم لكنها لن تتراجع قيد انملة امام اعداء الحرية”.

وأشاد رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب ب”رد الفعل الاستثنائي لقوات الشرطة” التي مكن تدخلها في بضع دقائق من تفادي “حصيلة اكبر”.

حصل الاعتداء قُبيل الساعة 21,00 في شارع مونسينيي (19,00 ت غ) ، في الدائرة الثانية قرب دار الأوبرا وسط العاصمة الفرنسية، في حي سياحي يضم حانات ومطاعم ومسارح ويقصده عدد كبير من الناس مساء السبت.

وأوضح مدعي عام باريس فرنسوا مولانس للصحافة من موقع الاعتداء أنّ “في هذه المرحلة، وبناء على شهادات تحدثت عن أن المعتدي صرخ +الله اكبر+ خلال هجومه على المارة بسكين، واستنادًا إلى طريقة العمل (المتّبعة)، قمنا باستدعاء شعبة مكافحة الإرهاب”.

وأضاف أن إجراء التحقيق أوكل إلى شعبة الجريمة في الشرطة القضائية في باريس والمديرية العامة للأمن الداخلي والمديرية الفرعية لمكافحة الإرهاب.

-“لا بد من افعال”-

ونددت ادارة مسجد باريس الكبير ب “هجوم جبان ووحشي لا يمكن ان ينسب الى اية ديانة والذي ندينه بشدة”.

ودعت تشكيلات اليمين واليمين المتطرف الحكومة الى التشدد في تحركها ضد المتطرفين الاسلاميين.

وقال رئيس حزب الجمهوريين (يمين) لوران فوكييز في تغريدة “في الحرب على الارهاب الكلام لا يكفي لا بد من افعال”.

من جهتها قالت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبن “الان ننتظر معلومة اساسية” وهي “عبر اي شبكة تمكن هذا الارهابي الاسلامي واسرته من ان يوجد على اراضينا؟”.

وارتفع إلى 246 عدد الضحايا الذين قُتلوا في اعتداءات ارتكبت على الأراضي الفرنسية منذ العام 2015.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية