مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

منفذ اعتداء نيويورك خطط للعملية منذ أسابيع باسم تنظيم الدولة الاسلامية

الشاحنة التي استخدمت في الاعتداء في 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

اكدت الشرطة الاميركية الاربعاء ان الاوزبكي منفذ اعتداء نيويورك بايع تنظيم الدولة الاسلامية وخطط منذ اسابيع للاعتداء الذي ادى الى مقتل ثمانية اشخاص، في حين تعهد الرئيس الاميركي بانهاء برنامج اليانصيب على الاقامة الدائمة الذي دخل بموجبه منفذ الاعتداء الاراضي الاميركية.

واقدم سائق الشاحنة، الذي دخل الولايات المتحدة بصورة شرعية في 2010، على دهس مارة وراكبي دراجات هوائية بشاحنته مقتحما بها ممرا مخصصا للدراجات في مانهاتن في حين كان الاطفال يستعدون للاحتفال مع ذويهم بعيد هالوين، في أسوأ اعتداء تشهده نيويورك منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

واكدت الشرطة ان السائق سيف الله سايبوف (29 عاما) الذي اصيب في البطن برصاص حين خرج من شاحنته شاهرا سلاحا، لم يكن يوما موضع تحقيق لمكتب التحقيقات الفدرالي، كما اكدت انه خطط للاعتداء منذ اسابيع.

وقالت الشرطة انه قاد شاحنته فوق ممر للدراجات والمشاة حيث كان السياح وسكان المدينة يتنزهون بعيد الثالثة بعد الظهر (19,00 ت غ) قبل ان يصطدم بحافلة مدرسية.

وبعد توقف شاحنته، خرج السائق شاهرا مسدسا يعمل بالضغط الهوائي وبندقية لكرات الطلاء، فاطلق عناصر الشرطة النار عليه واعتقلوه.

وقالت الشرطة انها استجوبت سايبوف في المستشفى، وانه موقوف رهن التحقيق.

كما عثرت الشرطة على رسالة مكتوبة بخط اليد بايع فيها تنظيم الدولة الاسلامية.

وقتل في الاعتداء ثمانية اشخاص خمسة منهم ارجنتينيون كانوا جزءا من مجموعة جاءت من روزاريو إلى نيويورك للمشاركة في حفل مدرسي، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية الارجنتينية.

وقال جون ميلر رئيس جهاز الاستخبارات ومكافحة الارهاب في شرطة نيويورك في مؤتمر صحافي ان سايبوف “قام بفعلته باسم تنظيم الدولة الاسلامية”.

– “حيوان” –

واضاف ميلر “يبدو انه اتبع بدقة التوجيهات التي كان نشرها تنظيم الدولة الاسلامية عبر قنوات التواصل الاجتماعي في السابق كما والتعليمات لمبايعي التنظيم حول كيفية تنفيذ اعتداء كهذا”.

ونفذ مبايعو تنظيم الدولة الاسلامية مرارا في الآونة الأخيرة اعتداءات دهسا بالسيارات في اوروبا والولايات المتحدة، ولا سيما في نيس بغرب فرنسا في 14 تموز/يوليو 2016 حين دهس تونسي يبلغ من العمر 31 عاما ويقود شاحنة تبريد ضخمة حشدا من الناس كانوا متجمعين على الكورنيش البحري لمشاهدة عرض ألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني الفرنسي.

وقالت الشرطة انه من المبكر ان يتوصل التحقيق الى تحديد الوقت الذي اعتنق فيه سايبوف التطرف الا ان حاكم ولاية نيويورك أندرو كوومو قال لشبكة سي ان ان ان ذلك حصل بعد دخوله الولايات المتحدة. وهو كان يقيم بصورة شرعية منذ اذار/مارس 2010.

والاربعاء وصف الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الذي يواجه اسوأ هجوم جهادي تتعرض له البلاد منذ وصوله الى الرئاسة، منفذ اعتداء نيويورك “المروع” بانه “حيوان”، وقال ان سايبوف شكل نقطة تواصل لـ23 مهاجرا أو طالب هجرة، مضيفا انه “سينظر بالتأكيد” في ارسال منفذ الاعتداء الى معتقل غوانتانامو.

وقال ترامب انه “سيباشر عملية انهاء” برنامج يانصيب الاقامة الدائمة، الذي سمح على حد قوله لسايبوف بدخول البلاد.

وقال ترامب “علينا ان نفعل الصواب لحماية المواطنين”، مضيفا “علينا التخلص من برنامج اليانصيب هذا باسرع وقت ممكن”.

ويمنح البرنامج الذي اطلق في 1990 تأشيرات اقامة دائمة لقرابة 50 الف شخص من حول العالم سنويا.

وكان ترامب قلص اعداد اللاجئين الذين يتم استقبالهم في الولايات المتحدة باكثر من النصف، وشدد اجراءات منح التأشيرات وسعى الى منع رعايا 11 دولة غالبيتها مسلمة من دخول البلاد، الا ان اوزبكستان ليست من ضمنها.

وقال ترامب مع بدء اجتماع لادارته “علينا ان نتوصل الى عقاب أسرع وأشد مما يعاقب به هؤلاء الحيوانات حاليا”.

واعلن ترامب من البيت الابيض “نحتاج الى عدالة سريعة وعدالة قوية. أسرع واقوى مما لدينا الان”.

وافادت تقارير بان سايبوف كان يقيم في فلوريدا واوهايو قبل ان ينتقل الى باترسن، المركز الصناعي السابق في نيو جيرسي على بعد 30 كيلومترا الى شمال شرق نيويورك، واقام هناك مع زوجته واطفالهما الثلاثة. وقد استاجر الشاحنة في نيو جيرسي.

– “مخيف” –

واعرب الاربعاء جيران منفذ الاعتداء عن صدمتهم وخوفهم، وقالوا ان معرفتهم بسايبوف كانت محدودة جدا وانه كان منغلقا على نفسه.

وقالت كيمبرلي بيريز (20 عاما) التي تقيم في الجهة المقابلة من منزل سايبوف “انه حي هادئ. نحن لا نقفل ابوابنا. كنا نعتقد اننا بامان، ولكن من المخيف ان تعلم ان احدا كهذا يقيم على مقربة منك”.

واعلن مسؤولو نيويورك ان ماراثون المدينة سيقام في موعده الاحد. وأكدت الشرطة ان الحدث الذي يجمع اكثر من 50 الف مشارك ومليوني ونصف متفرج، سيتمتع بحماية هي الاكبر على الاطلاق مع إقامة مراكز مراقبة فوق اسطح المباني، ومضاعفة عديد فرق القناصة.

وشدد رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو على ان المدينة ستبقى صامدة، مؤكدا اقامة الماراثون السنوي في موعده المقرر الاحد.

وقال دي بلازيو “كان هذا اعتداء ضد الولايات المتحدة واعتداء ضد مدينة نيويورك”، واضاف “لن نرضخ للترهيب”.

وفيما قال مسؤولون ان الادلة الاولية تشير الى ان سايبوف نفذ الاعتداء منفردا ولم يكن جزءا من مخطط اكبر، شدد كوومو الاجراءات الامنية في المطارات، والانفاق و “محطة بن”، التي اعتبرها مركز القطارات الاكثر حيوية في العالم.

واوزبكستان البلد ذو الغالبية المسلمة المحاذي لافغانستان والذي كان ضمن الاتحاد السوفياتي السابق محكوم بقصبة حديدية وينتشر فيه الفقر والفساد.

وفي اقل من سنة تم توجيه الاتهام الى ثلاثة اوزبكيين آخرين في الاعتداء على ملهى راينا في اسطنبول وتفجير مترو الانفاق في سان بطرسبرغ كما واعتداء ستوكهولم.

وفي اذار 2015 اوقف اوزبكيين وكزاخستاني في نيويورك بتهم تقديم الدعم لتنظيم الدولة الاسلامية. وحكم الأسبوع الماضي على أحدهم كان هدد الرئيس السابق باراك اوباما، بالسجن 15 عاما.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية