مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مهمة بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيمائية في سوريا مجمدة وسط مخاوف أمنية

جانب من مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق في 17 نيسان/ابريل 2018 afp_tickers

جمدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأربعاء عمل محققيها حول الهجوم الكيميائي المفترض في دوما، مطالبة بالوصول “من دون عقبات” الى المدينة غداة تعرض فريق استطلاع تابع للأمم المتحدة لاطلاق نار.

وبعد أربعة أيام من وصولهم الى دمشق، لم يبدأ محققو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عملهم الميداني بعد في دوما، التي تعرضت في السابع من الشهر الحالي لهجوم كيميائي مفترض تسبب بمقتل أربعين شخصاً، وفق ما افاد اطباء ومسعفون واتهمت القوى الغربية دمشق بتنفيذه.

وأعلن مدير المنظمة أحمد أوزمجو في بيان الأربعاء أن نشر المحققين في مدينة دوما يتوقف على السماح “بوصولهم بدون عقبات”.

وتعرض فريق أمني تابع للأمم المتحدة لاطلاق نار الثلاثاء خلال قيامه بمهمة استطلاعية في دوما تمهيداً لدخول المحققين، وفق ما أعلن مسؤول أممي لفرانس برس.

وتوجه الفريق الأمني الى موقعين ترافقه الشرطة العسكرية الروسية. وقال أوزمجو إن “حشداً كبيراً” من المتظاهرين استقبله في احد المواقع مطالبا اياه بالمغادرة وفي الموقع الثاني “تعرض الفريق لاطلاق نار من اسلحة خفيفة”.

ولم يحدد الجهة المسؤولة عن اطلاق النار.

ويؤكد الحادث وفق أوزمجو “مجدداً الاجواء غير المستقرة التي تعمل في ظلها (بعثة التحقيق) والأخطار الأمنية التي تواجهها طواقمنا”.

وقال إنه سينظر في انتشار فريق المحققين “فقط بعد الحصول على موافقة” الفريق الأمني التابع للامم المتحدة “شرط أن يتمكن فريقنا من الوصول بدون عقبات الى المواقع”.

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية افادت قبل يومين عن أن دمشق عرضت على بعثتها مقابلة “22 شاهد عيان يمكن احضارهم الى دمشق” بينما تتم تسوية الوضع الأمني.

وأبلغ مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري مجلس الامن الدولي الثلاثاء أن خبراء المنظمة لم يبدأوا مهمتهم بعد في انتظار الضوء الاخضر من الفريق الامني الاممي.

– عرقلة –

تنتشر في مدينة دوما منذ مطلع الأسبوع الماضي شرطة روسية، قبل أن تعلن قوات النظام سيطرتها عليها بالكامل السبت اثر اخراج آخر مقاتلي جيش الاسلام منها.

وقال قياديون في الفصيل المعارض انهم وافقوا على الخروج من المدينة بعد “الهجوم الكيميائي” الذي نفذته قوات النظام، فيما نفت موسكو مع حليفتيها موسكو وطهران شن أي هجوم بالسلاح الكيميائي.

وأثار الهجوم المفترض تنديداً غربياً، ووجهت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربات مشتركة فجر السبت ضد مواقع سورية يشتبه بانها مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيميائية السورية.

وفيما أشادت الدول الثلاث بالضربات، قللت كل من السلطات السورية وفصائل المعارضة من تداعياتها، خصوصاً أن المواقع المستهدفة كانت خالية بعدما أبلغت الدول الغربية روسيا بأمرها.

واتهمت دمشق الدول الغربية بشنها لاعاقة عمل بعثة تقصي الحقائق التي كانت قد دعتها الى زيارة سوريا متعهدة بتقديم كل التسهيلات اللازمة لها.

ووقعت الضربات قبل ساعات من وصول البعثة التي يبدو مصير مهمتها مجهولاً حتى اللحظة.

وقال اوزمجو الاربعاء “لا نعلم في الوقت الراهن متى يمكن نشر الفريق في دوما”.

واتهم سفراء غربيون لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية النظام السوري بعرقلة عمل البعثة.

بدوره، اتهم فصيل جيش الاسلام المعارض الذي كان يسيطر على دوما النظام ب”طمس” الادلة على الهجوم الكيميائي المفترض.

وكتب القيادي في جيش الاسلام محمد علوش على تويتر الاربعاء “مراوغة وتفجيرات مفتعلة وسيارات مفخخة وشهود زور ومضايقات ومداهمات للمقابر بحثا عن شهداء الكيماوي وعراقيل لا تنتهي وإطلاق نار على فريق اللجنة الدولية ليهرب من دوما ويرجع الى دمشق. هذا ما يفعله النظام لطمس ادلة الكيماوي”.

– مكان دفن الضحايا-

وأبدت باريس وواشنطن مخاوفهما من احتمال العبث بالأدلة قبل دخول المحققين الى دوما.

وقال رائد صالح رئيس منظمة “الخوذ البيضاء”، متطوعو الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، لوكالة فرانس برس “نعمل مع المؤسسات الدولية بشأن الهجوم على دوما”.

ويعد عناصر الدفاع المدني أحد أبرز المصادر عن الهجوم الكيميائي المفترض لكونهم اول من وصل الى الموقع المستهدف في دوما

وأضاف صالح “وفرنا للجنة معلومات عن مكان دفن شهداء الهجوم الكيميائي”.

وقال أحد متطوعي الدفاع المدني رافضا كشف اسمه لفرانس برس “الأساس هو زيارة اللجنة للموقع لأن كل الادلة موجودة هناك” حيث تم “دفن جميع شهداء الاعتداء الكيميائي والقصف الآخر”.

وتابع “النظام يقوم بإخفاء جميع الادلة”.

وتواجه البعثة مهمة صعبة في سوريا بعدما استبقت كل الأطراف الرئيسية نتائج التحقيق، بما فيها الدول الغربية.

ويهدف عمل البعثة بالدرجة الأولى الى تحديد ما اذا كان تم استخدام مواد كيميائية، ولا يقع على عاتقها تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.

وبعد استعادة الغوطة الشرقية بالكامل، يسعى الجيش السوري حالياً الى ضمان أمن العاصمة دمشق سواء عبر اتفاقات اجلاء جديدة او عمليات عسكرية.

واستهدفت قوات النظام خلال الليل بعشرات القذائف والصواريخ مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب دمشق وخصوصاً في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وفق ما أفاد المرصد السوري الأربعاء.

وتحشد قوات النظام منذ نحو أسبوعين تعزيزاتها العسكرية في محيط مخيم اليرموك وأحياء أخرى محاذية يتواجد فيها التنظيم المتطرف في جنوب دمشق تمهيداً لبدء عملية عسكرية تتيح للجيش السوري السيطرة على كامل العاصمة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية