مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مواجهات في باحة الاقصى بين الفلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية

فلسطينيون يحنفلون عند باب الاسباط فجر 27 تموز/يوليو 2017 بازالة تجهيزات امنية اسرائيلية مستحدثة من الحرم القدسي afp_tickers

اندلعت مواجهات بعد ظهر الخميس بين شبان فلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية في باحة المسجد الاقصى فيما كان الاف المسلمين يدخلون المسجد بعد انقطاع لاسبوعين اثر ازالة اسرائيل كل الاجراءات الامنية المستحدثة في محيط الحرم القدسي.

وتحدثت مراسلة فرانس برس عن مواجهات بعيد دخول الاف المصلين باحة الاقصى لاداء صلاة العصر.

وأعلنت جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني انها تعاملت مع نحو مئة إصابة في مواجهات على ابواب المسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة وداخل باحاته بين شبان فلسطينيين وقوات الأمن الاسرائيلية.

وقالت الجمعية “تعاملت طواقمنا مع 96 اصابة تم علاجها حتى اللحظة منذ بداية دخول المصلين للمسجد الاقصى، وتوجد حالات كثيرة اضافية بحاجة للعلاج”.

وتنوعت الاصابات بين اعتداء بالضرب أدى الى كسور وإصابات بالرصاص المطاطي وبغاز الفلفل وبقنابل الصوت.

وجرت مواجهات في باب الأسباط وباب حطة بحسب مراسلة فرانس برس، وعلقت الاعلام الفلسطينية فوق المسجد الاقصى.

وانتشرت الوحدات الخاصة وشرطة الشغب الإسرائيلية التي كانت تعتمر خوذات وتحمل العصي وقنابل الغاز اضافة الى مختلف أنواع السلاح على سطح مسجد الصخرة وفي باحات الاقصى.

وقال مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في بيان الخميس “بسبب الحساسية الأمنية والأحداث التي وقعت بعد ظهر اليوم في الحرم القدسي ( جبل الهيكل،) أوعز رئيس الوزراء بتعزيز قوات الشرطة العاملة في القدس بقوات تابعة لحرس الحدود”.

وقالت الناطقة باسم الشرطة “عند دخول المصلين الى منطقة الحرم، بدأ القاء الحجارة على الشرطة. البعض منها سقط على ساحة حائط المبكى (البراق) ولم ترد تقارير عن إصابات هناك”.

من جهة اخرى، دعا نتانياهو الخميس الى اعدام فلسطيني قتل ثلاثة اسرائيليين طعنا الاسبوع الماضي في مستوطنة حلميش قضاء رام الله.

وقال اثناء تقديم التعزية الى عائلة القتلى الثلاثة “لقد آن الأوان لتنفيذ حكم الإعدام على الإرهابيين في الحالات القصوى”.

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت الشرطة الاسرائيلية ازالة كل الاجراءات الامنية التي استحدثتها في محيط الحرم القدسي اثر هجوم في 14 تموز/يوليو، واثارت غضبا فلسطينيا واسلاميا عارما وصدامات دامية بين محتجين فلسطينيين والقوات الاسرائيلية أسفرت عن مقتل خمسة فلسطينيين.

واعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الخميس وفاة فلسطيني سادس هو محمد كنعان البالغ السادسة والعشرين والذي كان اصيب الاثنين بجروح خلال صدامات في الضفة الغربية.

وازالت القوات الاسرائيلية فجر الخميس المسارات الحديدية وأعمدة الكاميرات وهي إجراءات رأى فيها الفلسطينيون محاولة من اسرائيل لبسط سيطرتها على الموقع، ورفضوا دخول الحرم القدسي وأدوا الصلاة في الشوارع المحيطة.

وليل الجمعة الفائت، طعن فلسطيني عائلة مستوطنين اسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة فقتل ثلاثة منهم.

وتعليقا على ازالة الاجراءات الامنية، قال رئيس مجلس الاوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب في مؤتمر صحافي “هذا الانتصار هو انتصار للشعب الفلسطيني بوقفته الواحدة التي اتحد بها مع قيادته وخلف العمائم، خلف القيادة الدينية التي بينت للعالم أجمع ان الشعب الفلسطيني لا يرضى ان يمسَّ في عقيدته، والمسجد الاقصى هو عقيدة”.

وقال إمام المسجد الاقصى الشيخ عمر الكسواني لوكالة فرانس برس عن الدعوة لأداء صلاة العصر، “يستحق شعبنا الذي صلى في الشوارع على الاسفلت الحار أن يعود (…) وحتى يأتي عدد كبير وندخل مهللين مكبرين مع ابناء شعبنا المقدسي الذي احتمل الايام الماضية”.

وأيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدعوة للعودة إلى المسجد الأقصى، خلال اجتماع للقيادة في مقر الرئاسة برام الله، قائلا “الصلاة ستعود إلى المسجد الأقصى”، مشيدا “بصمود المقدسيين مسلمين ومسيحيين في وجه إجراءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى”.

وكان عباس اشترط الثلاثاء عودة الامور الى ما كانت عليه قبل 14 تموز/يوليو لاستئناف “العلاقات الثنائية” مع إسرائيل بعد إعلان تجميدها مساء الجمعة.

في القاهرة، اعتبر الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط الخميس خلال اجتماع طارىء للمجلس الوزاري للجامعة العربية ان محاولة اسرائيل فرض سيادتها على الحرم القدسي من شانه “اشعال فتيل حرب دينية”.

وقال “لا سيادة لدولة الاحتلال على الحرم القدسي أو المسجد الأقصى. لا أحد في العالم يُقر بهذه السيادة.. ومحاولة فرضها بالقوة وبحكم الأمر الواقع هي لعبٌ بالنار ولن يكون من شأنها سوى إشعال فتيل حربٍ دينية وتحويل وجهة الصراع من السياسة إلى الدين بكل ما ينطوي عليك ذلك من مخاطر”.

– احتفالات –

ما ان ازالت القوات الاسرائيلية التجهيزات حتى توافد الفلسطينيون الى محيط باحة الاقصى مطلقين ابواق السيارات احتفالا بهذا “الانتصار”.

وقال فراس عباسي مبديا تأثره الشديد “لقد انتصرنا على اسرائيل (…) منذ 12 يوما ولا أحد منا ينام، لا نفعل شيئا سوى المجيء الى الحرم الشريف”.

وصلى المقدسيون صلاة الظهر امام المداخل وبعد الصلاة بدأت الناس بالتكبير فرحا.

وقال ابو جهاد “حتى الان لم ندخل الى الاقصى ولم نتاكد ان كان هناك كاميرات بعد. لا داعي للفرح الزائد حتى نعرف ماذا فعلوا” داخل الأقصى.

وبعد ضغوط مكثفة مارستها الاسرة الدولية خشية تصعيد أعمال العنف، وافقت إسرائيل على إزالة أجهزة رصد المعادن الثلاثاء الا انها قالت انها ستستبدلها بوسائل مراقبة أخرى “تقوم على وسائل ذكية”.

وحملت مسألة التجهيزات الجديدة والشكوك المرجعيات الإسلامية على التريث في معاودة الدخول الى الحرم.

ولم يتضح على الفور ما اذا كانت اسرائيل ستلتزم بخطط اعلنتها سابقا بوضع كاميرات مراقبة ذكية في المدينة القديمة.

وتثير اي إجراءات إسرائيلية في الحرم القدسي ومحيطه غضب الفلسطينيين. وفي العام 2000، أدت زيارة زعيم اليمين آنذاك أرييل شارون إلى الحرم إلى إشعال الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي دامت أكثر من أربعة أعوام.

ويقع الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها بعد حرب 1967 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية