مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

موسكو تعلن عن اتفاق لتعويض عدم تسليم سفينتي ميسترال وباريس تنفي

سفينة ميسترال في مرفأ سان نازير في 16 آذار/مارس 2015 afp_tickers

اعلنت موسكو بعد اشهر من المفاوضات التوصل الى اتفاق مع باريس يقضي بدفع 1,16 مليار يورو الى روسيا تعويضا عن عدم تسليمها سفينتي ميسترال الحربيتين، لكن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نفى ذلك الجمعة.

ادى الخلاف بين فرنسا وروسيا الى احراج الرئاسة الفرنسية التي كان عليها ان توفق بين مصالحها الاقتصادية ورغبتها في دفع روسيا الى تليين موقفها في الازمة الاوكرانية.

واعلن فلاديمير كوجين مستشار التعاون العسكري والتقني للرئيس الروسي ان “المفاوضات انتهت تماما، لقد تقرر كل شيء، المهل والمبلغ”، في تصريح نقلته وكالة انباء ريا نوفوستي مساء الخميس.

واكد مصدر فرنسي قريب من الملف لفرانس برس “تم التوصل الى اتفاق لكن ما زال ينبغي وضع التفاصيل الاخيرة”.

ومساء الجمعة، نفى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التوصل الى اتفاق، بقوله خلال زيارة الى جنوب غرب فرنسا “هناك محادثات جارية. سأتخذ القرار خلال الأسابيع المقبلة”.

واوردت صحيفة كومرسانت الروسية الجمعة نقلا عن مصادر لم تكشف هويتها، ان المبلغ الذي يتعين على باريس دفعه الى موسكو تحدد ب 1,16 مليار يورو.

ورفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف التعليق على هذه المعلومات وكذلك الشركة المكلفة تصدير الاسلحة الروسية روسوبورون اكسبورت ولا اجهزة نائب رئيس الوزراء ديمتري روغوزين الذي اجرى المفاوضات.

ويسمم ملف ميسترال العلاقات بين البلدين منذ قررت باريس في تشرين الثاني/نوفمبر ربط تسليم سفينتين من هذا الطراز بتحسن الوضع في اوكرانيا.

وكانت السلطات الروسية تعتبر ان القيمة التي عرضتها فرنسا غير كافية. فقد اقترحت باريس تسديد 785 مليون يورو من الدفعات التي سددتها موسكو مقدما، لكن الاخيرة قيمت الضرر اللاحق بها بحوالى 1,163 مليار يورو.

وشملت موسكو بذلك المبالغ التي انفقتها على تدريب 400 بحار كانوا سيشكلون طاقمي السفينتين، وبناء البنى التحتية في فلاديفوستوك (اقصى الشرق الروسي) حيث كان يفترض ان تتمركز السفينة الاولى، وصنع اربع مروحيات قتالية.

ومن العراقيل الاخرى في الملف رفض روسيا اي اتفاق لاعادة تصدير السفن قبل اعادة المال، بحسب كومرسانت، فيما كانت هذه النقطة مهمة لباريس.

ففرنسا تتكلف في الحقيقة “بين مليون وعدة ملايين يورو شهريا” لضمان امن وصيانة سفينتي الميسترال، بحسب ايرفيه غيو رئيس مجلس ادارة مجموعة دي سي ان اس التي بنت حاملتي المروحيات.

واضاف كوجين “آمل ان نوقع خلال فترة وجيزة الاتفاق على فسخ العقد، وسيذكر فيه المبلغ الذي ستدفعه فرنسا لنا”.

والاثنين صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه سيتخذ “في الاسابيع المقبلة” قراره بخصوص تسليم روسيا السفينتين.

واكدت كومرسانت ان الاتفاق الرسمي سيعلنه رئيسا الدولتين الروسي والفرنسي “في الايام العشرة الاولى من آب/اغسطس”.

وان تم ذلك فستنتهي ثمانية اشهر من المفاوضات المكثفة التي قادها روغوزين والامين العام لشؤون الدفاع الفرنسي لوي غوتييه.

وكان يفترض ان تسلم باريس موسكو اولى البارجتين الحربيتين، “فلاديفوستوك” منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2014 ، اما الثانية “سيباستوبول” ففي خريف 2015.

لكن باريس اعلنت اواخر تشرين الثاني/نوفمبر تأجيل تسليم فلاديفوستوك “حتى اشعار آخر” متذرعة بدور روسيا في النزاع الاوكراني.

ثم بدأ البلدان مفاوضات طويلة تمحورت خصوصا حول قيمة التعويض الذي تطالب موسكو بالحصول عليه من باريس.

وكانت فرنسا وروسيا ابرمتا في حزيران/يونيو 2011 إبان رئاسة نيكولا ساركوزي عقدا ناهز 1,2 مليار يورو حول تسليم حاملتي مروحيات من نوع ميسترال الى روسيا.

ويمكن لهذه السفن الحربية المتعددة الوظائف نقل مروحيات ودبابات وزوارق انزال او حتى هيئة اركان او مستشفى.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية