مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

موسكو تنتقد أعضاء مجلس الأمن الآخرين بشأن جنوب السودان

عناصر ميليشيات من المعارضة في جنوب السودان مع اسلحتهم قرب قاعدتهم في تونيور بجنوب السودان، في 11 نيسان/ابريل 2017. afp_tickers

انتقدت روسيا الولايات المتحدة وحلفاءها في مجلس الأمن الدولي لعدم دعمهم على حد اعتبارها اتفاق السلام في جنوب السودان بدعمهم قرارا طرح عليهم الجمعة للتصويت.

وامتنعت روسيا عن التصويت خلال جلسة لمجلس الأمن على قرار قدمته واشنطن يدعو قادة جنوب السودان إلى إبداء المزيد من الإرادة السياسية لإحلال السلام في بلادهم.

وحصل القرار الذي ينص أيضا على تجديد تفويض القوات الدولية لحفظ السلام في جنوب السودان لعام، على تأييد أعضاء مجلس الأمن الـ14 الآخرين.

ورأت روسيا أن النص لا يدعم اتفاق السلام الموقع في أيلول/سبتمبر برعاية السودان، معتبرة أن ذلك يوجه “رسالة خاطئة” إلى أطراف النزاع في جوبا.

وأعرب مساعد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي عن “خيبة أملنا حيال تعنت زملائنا في امتناعهم عن الترحيب بالاتفاق”.

كذلك أعربت الصين عن خيبة أمل لعدم إبداء مجلس الأمن دعما حازما لاتفاق السلام، غير أنها صوتت رغم ذلك لصالح القرار.

ووصف القرار اتفاق السلام بأنه “خطوة مهمة إلى الأمام” و”فسحة فرص” لكنه دعا قادة جنوب السودان إلى “إظهار إرادة سياسية في تسوية النزاع بالسبل السلمية”.

وشدد القرار على أن البنود الأساسية في اتفاق السلام المتعلقة بتقاسم السلطة والترتيبات الأمنية لعودة قادة المعارضة إلى جوبا، وهي بنود لا تزال قيد التفاوض، هي “أساسية” من أجل عملية السلام.

وقال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة بالوكالة جوناثان كوهن أمام المجلس بعد التصويت أن “الولايات المتحدة لا تزال قلقة كثيرا حيال عدم إبداء الأطراف على المستوى الوطني التزاما سياسيا من أجل التطبيق الكامل لكل بنود الاتفاق الأساسية”.

ووقع الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار في أيلول/سبتمبر في أديس ابابا اتفاق سلام جديدا ينص على تقاسم السلطة في حكومة هدفها التحضير لانتخابات تطوي صفحة خمس سنوات من الحرب في البلاد.

ويقول معارضو الاتفاق إنه نسخة من اتّفاق سابق تم التوصّل إليه في عام 2015 وانهار إثر اندلاع معارك عنيفة في جوبا بين قوات الرئيس ومقاتلين موالين لمشار.

وسيواجه الاتّفاق اول اختبار له في أيار/مايو حين تتولى حكومة انتقالية يقودها كير وخمسة نواب للرئيس، بينهم مشار الموجود حاليا في المنفى، الحكم في البلاد.

وفي مسعى لتعزيز اتّفاق السلام دعت الأمم المتحدة إلى تقديم دعم مالي عبر التبرّعات لصندوق ائتماني تم إنشاؤه للمساهمة في تأمين الموارد لجنوب السودان.

لكن الولايات المتحدة، أكبر داعم مالي للبلاد، أعلنت بكل وضوح أن على حكومة جوبا تخصيص جزء من عائداتها من انتاج النفط لدعم السلام.

وغرق جنوب السودان في الحرب في كانون الأول/ديسمبر 2013 بعد اتّهام كير لمشار بالتخطيط لانقلاب ضده.

وبموجب اتّفاق سابق عاد مشار من المنفى مع مجموعة من حراسه في تموز/يوليو 2016 ما تسبب بمعركة كبرى في جوبا أجبرت زعيم التمرّد على الفرار.

وأدت الحرب منذ حوالى خمس سنوات إلى مقتل عشرات الآلاف وشرّدت أكثر من ثلث سكان جنوب السودان البالغ عددهم 12 مليون شخص وسجّلت خلالها أعمال عنف جنسي وهجمات دموية ضد مدنيين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية