مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

موسكو تندد بالعقوبات الغربية الجديدة وتهدد واشنطن والاتحاد الاوروبي

يتفقدون الاضرار جراء القصف في دونيتسك في 29 تموز/يوليو 2014 afp_tickers

نددت موسكو التي طالتها عقوبات جديدة اميركية واوروبية بسبب دورها في الحرب في اوكرانيا، الاربعاء بالاجراءات “المعادية لروسيا” وهددت واشنطن والاتحاد الاوروبي ملمحة الى ارتفاع اسعار الطاقة في اوروبا.

والعقوبات التي اعلنت في الوقت الذي كثفت فيه القوات الاوكرانية هجومها لعزل المتمردين، هي الاشد بحق روسيا منذ نهاية الحرب الباردة. ولئن تم تخفيف اثرها الاقتصادي على المستوى الرسمي فانها تثير قلقا شديدا في اوساط الاعمال التي تخشى ركودا وعزلة روسيا على المدى البعيد.

وقالت وزارة الخارجية الروسية ان “انعكاسات هذه السياسة المدمرة على واشنطن على الامد المنظور ستكون ملموسة جدا” مؤكدة ان العقوبات التي اتخذتها بروكسل “ستكون نتيجتها الحتمية ارتفاع الاسعار في سوق الطاقة باوروبا”.

ونددت موسكو بما اعتبرته “عقوبات معادية لروسيا (..) غير مشروعة” وانتقدت بلهجة قوية وغير معتادة سياسة الاتحاد الاوروبي “التي لم تعد تقوم اليوم على حقائق مثبتة بل تمليها واشنطن”.

وقالت الخارجية الروسية في بيان ان العقوبات التي تبناها الاتحاد الاوروبي تترجم “عدم قدرة الاتحاد الاوروبي على القيام بدور مستقل في الشؤون العالمية”.

وبعد اعلان الاتحاد الاوروبي فرض قيود على تعامل بنوك الدولة الروسية مع مستثمرين اوروبيين واضافة ثلاث مؤسسات مالية روسية الى اللائحة السوداء الاميركية، اكد البنك المركزي الروسي من جانبه ان “كافة الاجراءات سيتم اتخاذها عند الضرورة، لدعم البنوك” التي تتاثر بالعقوبات.

وقللت الخارجية الروسية من جهة اخرى من اثر العقوبات مؤكدة ان “الصعوبات التي يمكن ان تظهر في بعض القطاعات الاقتصادية الروسية سيتم بالتاكيد تجاوزها”.

لكن المحللين ليسوا مطمئنين. وقال نيكولاي بيتروف من الكلية العليا للاقتصاد بموسكو ان العقوبات الجديدة “تطال مباشرة الاقتصاد” و”سيشعر الروس العاديون سريعا بآثارها”.

واقر العديد من الشركات الكبيرة التي استثمرت بقوة في روسيا في السنوات الاخيرة، بان الازمة الحالية قد تؤثر عليها.

واعلنت ادارات البيطرة الروسية الاربعاء منع واردات الفواكه والخضار من بولندا، في ما اعتبره الكثير من الخبراء اجراء انتقاميا.

وقال المحلل ايغور نيكولاييف “ربما لدى روسيا رغبة في الرد على هذه الاجراءات، لكن باي طريقة؟ ايقاف تزويد الغاز والنفط؟ وكيف سيتم دفع معاشات تقاعد الروس؟”

واختار نائب رئيس وزراء روسيا دميتري روغوزين السخرية على تويتر من الاجراءات المتخذة بحق موانىء السفن الروسية العسكرية بقوله ان هذه الاخيرة “اصبحت مشكلة لاعداء روسيا”.

وقللت الصحافة الروسية من جانبها من اثر العقوبات الجديدة واكدت انها يمكن ان تفيد الرئيس فلاديمير بوتين على مستوى السياسة الداخلية.

وكتبت صحيفة فودوموستي المتخصصة في الاقتصاد “ان العقوبات اما انها لن يكون لها اثر، او يكون لها اثر واضح في المدى البعيد” معتبرة ان “العقوبات الاميركية على كوبا التي بدات في 1960 (..) لم تضعف نظام كاسترو”.

اما صحيفة ايزفيستيا فقد اكدت من جهتها ان “العقوبات لن تؤدي الا الى مزيد من التحام الشعب الروسي بسلطاته لانها ستعتبر محاولة من الولايات المتحدة للانتصار على روسيا”.

وفرضت واشنطن عقوبات جديدة تطال قطاعات رئيسية هي الطاقة والتسليح والمالية كما اعلن الاتحاد الاوروبي سلسلة اجراءات تعرقل وصول الشركات والبنوك الروسية الى الاسواق المالية الاوروبية وتمنع اي بيع للسلاح والتكنولوجيا الحساسة في ميدان الطاقة.

كما قرر الاوروبيون تجميد ارصدة ثمانية اشخاص بينهم اربعة من رجال الاعمال المقربين من بوتين اتهموا بالافادة من انضمام القرم او بدعم نشط لزعزعة استقرار اوكرانيا.

ميدانيا واصلت القوات الاوكرانية تقدمها واعلنت انها استعادت من الانفصاليين مدينة افديفكا التي تبعد عشرة كلم من دونيتسك معقل المتمردين.

وخلفت المعارك في غورليفكا القريبة ايضا من دونيتسك، خمسة قتلى في الساعات الاربعء والعشرين الماضية، بحسب وكالة انترفاكس.

وتسعى القوات الاوكرانية الى عزل المتمردين المتحصنين اساسا في منطقة تقع بين مدينتي دونيتسك ولوغانسك القريبة من الحدود.

ولليوم الرابع على التوالي لم يتمكن خبراء شرطة من استراليا وهولندا من زيارة موقع تحطم طائرة ماليزية منتصف تموز/يوليو، بسبب المعارك، كما افاد مسؤول هولندي.

وخلفت تلك الكارثة 298 قتيلا بينهم نحو 200 هولندي. ودفعت الاوروبيين الى ضرب الاقتصاد الروسي والانتقال الى “المرحلة الثالثة” من عقوباتهم بعد ان نسب الصاروخ الذي اسقط الطائرة الى انفصاليين مدعومين من روسيا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية