مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

موعد انتهاء الهدنة في غزة يقترب و6 قتلى بينهم صحافي ومترجم في انفجار عرضي

منازل مدمرة في شمال قطاع غزة قريبا من السياج الفاصل مع اسرائيل في 13 اب/اغسطس 2014 afp_tickers

بعد يومين من الهدوء في غزة بموجب اتفاق تهدئة لمدة 72 ساعة، قتل ستة اشخاص بينهم صحافي ايطالي ومترجم فلسطيني في انفجار عرضي في القطاع الاربعاء بينما استأنف الاسرائيليون والفلسطينيون مفاوضاتهم غير المباشرة الشاقة في القاهرة.

وقتل صحافي ايطالي يعمل لوكالة الانباء الاميركية اسوشيتد برس وخمسة فلسطينيين في انفجار وقع اثناء قيام خبراء متفجرات في امن حماس بتفكيك صاروخ اسرائيلي سقط على قطاع غزة خلال عمليات القصف الاسرائيلية ولم ينفجر.

وقتل خمسة على الفور ثم اعلنت وزارة الصحة في غزة في المساء وفاة شخص سادس متاثرا بجروحه التي اصيب بها في الحادثة.

واعلنت وزارة الخارجية الايطالية في بيان ان الاجنبي هو الصحافي الايطالي سيموني كاميلي.

اكدت وكالة الانباء الاميركية مقتل مراسلها الايطالي ومترجمه الفلسطيني موضحة ان الصحافي يبلغ من العمر 35 عاما ويعمل فيها منذ 2005 بينما قالت ان المترجم علي ابو عفش يبلغ من العمر (36 عاما).

وترك ابو عفش وراءه زوجة وطفلتين في السابعة والثانية من العمر.

وبالاضافة الى عمله كمترجم للصحافيين الاجانب، عمل ابو عفش بدوام جزئي كمساعد اداري في مكتب وكالة الصحافة الفرنسية في غزة.

وكاميلي اول صحافي اجنبي يقتل منذ بدء الحملة الاسرائيلية على قطاع غزة في الثامن من تموز/يوليو الماضي، التي ادت الى مقتل نحو الفي فلسطيني معظمهم من المدنيين.

واضافت الوكالة الاميركية ان مصورها الفلسطيني حاتم موسى اصيب بجروح خطيرة في الانفجار.

وفي روما نقل بيان لوزارة الخارجية الايطالية عن وزيرة الخارجية فيديريكا موغيريني قولها ان “موت سيموني كاميلي مأساة لعائلته وللبلد. مرة اخرى يدفع صحافي ثمن حرب مستمرة منذ سنوات طويلة”.

كما دعا البابا فرنسيس الى الصلاة لراحة نفس كاميلي وللوقوف دقيقة صمت تكريما له. وقال البابا انه قتل وهو “يقوم بعمله” ودان الحروب وقال ان مقتل الصحافي هو “من تبعات الحرب”. وطلب البابا من نحو سبعين مراسلا اعلاميا يرافقونه على الطائرة التي تقله الى آسيا الصلاة معه.

وتنتهي التهدئة التي دخلت يومها الثالث منتصف ليل الاربعاء (21,01 تغ الاربعاء).

وكتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بيتر ليرنير في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع تويتر ان “الجيش يتخذ الخطوات اللازمة ليكون مستعدا لهجوم من حماس بينما تقترب نهاية التهدئة”.

واعلن الوفد الفلسطيني ان المفاوضات غير المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين استؤنفت الاربعاء في القاهرة. وقال رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات التهدئة عزام الاحمد لوكالة فرانس برس ان “الوضع في غاية الدقة ونامل ان نصل الى اتفاق قبل الساعة 12 ليلا موعد انتهاء الهدنة”.

واضاف الاحمد ان “الوفد الاسرائيلي يفاوضنا شكلا كوفد فلسطيني ولكن يسيطر على تفكيره حالة الانقسام”، مؤكدا “سندافع عن مصالح الشعب الفلسطيني المستقبلية”.

ويضم الوفد الفلسطيني ممثلين عن السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية ولا سيما حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على غزة وتشكل الهدف الاساسي للهجوم الاسرائيلي على القطاع، وحركة الجهاد الاسلامي.

وتجري المفاوضات غير المباشرة في مقر المخابرات المصرية التي تقوم بلقاءات مكوكية بين الوفدين المتواجدين في قاعتين مختلفتين.

والتزم الطرفان بشكل صارم الثلاثاء بالتهدئة فيما حاول المفاوضون في القاهرة التوصل عبر الوسطاء المصريين الى صيغة توفق بين مطالب الطرفين المتناقضة، حيث تطالب اسرائيل بالامن فيما يتمسك الفلسطينيون بشرط رفع الحصار عن غزة.

ويسعى الطرفان لفرض مطالبهما بعد حرب استمرت اكثر من شهر واوقعت اكثر من الفي قتيل من الجانب الفلسطيني فيما قتل من الجانب الاسرائيلي 64 جنديا وثلاثة مدنيين بينهم عامل اجنبي.

في غزة ، يترقب الفلسطينيون ما ستسفر عنه هذه المفاوضات الاربعاء اما للاستقرار في منازلهم التي سلمت من الدمار او العودة الى مدارس الاونروا او اللجوء ثانية الى منازل اقاربهم في احياء اكثر امنا.

ووسط الخراب المخيم، لم يعلن عن اطلاق اي صواريخ او قذائف هاون من غزة على اسرائيل ولا عن اي ضربة اسرائيلية على القطاع منذ بدء التهدئة.

ويبدو الطرفان حريصين على عدم اعاقة المفاوضات الجارية في مصر، الوسيط التقليدي في مثل هذه الحالات.

واجرى الاسرائيليون من جهة والفلسطينيون من حركات حماس والجهاد الاسلامي وفتح الثلاثاء اكثر من عشر ساعات من المفاوضات غير المباشرة في مقر اجهزة المخابرات المصرية. وتوقفت المفاوضات في المساء على ان تستانف الاربعاء في اليوم الثالث والاخير من التهدئة، وفق ما اعلن الوفد الفلسطيني مشيرا الى تحقيق “تقدم”.

والمفاوضات الاربعاء حاسمة اذ المح الفلسطينيون الى انهم لا ينوون تمديد التهدئة في حال لم يتم التوصل الى اتفاق.

ويتصدر مطالب الفلسطينيين رفع الحصار الاسرائيلي البري والبحري المفروض على القطاع منذ العام 2006 بعدما احتجزت حركة حماس جنديا اسرائيليا.

وكرر اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الاربعاء ان التوصل لاتفاق تهدئة دائمة مع اسرائيل يتم برفع الحصار عن قطاع غزة.

وقال هنية في تصريحات نقلتها فضائية الاقصى التابعة لحماس في غزة “التوصل لتهدئة دائمة يتم برفع الحصار عن قطاع غزة”.

وتابع “ندعم وفدنا الفلسطيني في القاهرة وواثقون انه لا يخضع للابتزاز (…) تضحيات شعبنا الفلسطيني لا تسمح بالمساومة على الحقوق والمطالب”.

كما اضاف “تهديدات قادة العدو تزيدنا تمسكا بمطالب شعبنا وفي مقدمتها رفع الحصار”.

وقامت زوارق حربية اسرائيلية الاربعاء باطلاق النار على قوارب صيد في قبالة شاطئ مدينة رفح جنوب قطاع غزة مما يذكر بحقيقة الحصار الذي يخنق اقتصاد القطاع الصغير الذي يعش فيه نحو 1,8 مليون شخص محاصرين بين اسرائيل والبحر ومصر التي تبقي معبر رفح مغلقا الا في حالات استثنائية.

وقال الجيش الاسرائيلي ان القارب تجاوز نطاق الثلاثة اميال بحرية (5,5 كلم) التي يسمح ضمنها للفلسطينيين بالصيد.

ومن ناحيته، اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاربعاء مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة “بمنح شرعية للمنظمات الارهابية القاتلة مثل حماس” بعد يومين من اعلان المجلس تشكيل لجنة تحقيق دولية في جرائم الحرب المحتملة في قطاع غزة.

وقال نتانياهو في بيان “مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة يعطي شرعية لمنظمات ارهابية قاتلة مثل حماس وداعش (الدولة الاسلامية)” متهما المجلس بغض الطرف عن “المجازر” التي ترتكب في اماكن اخرى في الشرق الاوسط من اجل التحقيق ضد اسرائيل لدفاعها عن نفسها.

وتشكلت لجنة التحقيق بموجب قرار صادر عن مجلس الامن الدولي في 23 تموز/يوليو للتحقيق في انتهاكات محتملة للقانون الدولي الانساني في العمليات العسكرية ولتحديد المسؤولين عنها من اجل ملاحقتهم.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية