مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ميركل تحفز معسكرها مع انتهاء الحملة الانتخابية واليمين القومي يسعى لتحقيق اختراق

المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في غرفسفالد في 23 ايلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

تختتم المستشارة انغيلا ميركل الاوفر حظا في الانتخابات الالمانية وكذلك منافسها الاشتراكي الديموقراطي مارتن شولتز السبت حملتيهما الانتخابيتين في معقليهما بعد حملة مضنية ترافقت نهايتها مع صعود اليمين القومي.

وتوجهت ميركل (63 عاما) صباح السبت الى مقر حملتها في برلين وقالت لانصارها “كل صوت له قيمة” في سعيها لولاية رابعة بعد 12 عاما من حكم المانيا.

ومن المقرر ان تتوجه ميركل بعد الظهر الى دائرتها في منطقة ميكليبورغ-فوربومره في شرق المانيا. لكنها لم تختر المناطق الاسهل حيث قررت الذهاب الى غرفسفالد التي هزم فيها حزبها امام حركة “البديل من اجل المانيا” في انتخابات المناطق العام الماضي.

وشهدت الاسابيع الاخيرة تشويشا على المستشارة اثناء تجمعاتها الانتخابية من قبل مجموعات صغيرة من أنصار هذا اليمين الشعبوي تتهمها بالخيانة” عبر فتح ابواب المانيا في 2015 لمئات آلاف طالبي اللجوء معظمهم من المسلمين.

-كراهية قومية-

وحزب البديل من اجل المانيا الذي صعد من لهجته في نهاية الحملة الانتخابية كسب بعض النقاط في استطلاعات الراي وبات في المركز الثالث في نوايا التصويت (بين 11 و13 بالمئة) متقدما على حزب دي لينكه اليساري الراديكالي والحزب الليبرالي والخضر.

ولم تشهد المانيا نوايا تصويت مماثلة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويحذر قسم كبير من المجتمع المدني من التصويت لحزب البديل من اجل المانيا الذي يصفه الكثيرون بانه حزب يميني متطرف بل وحتى وريث النازية.

وتحقيق هذا الحزب اختراقا قد يلقي بالظلال على الفوز المتوقع للمحافظين بقيادة ميركل (34 الى 36 بالمئة) الذين تظهر استطلاعات الرأي تقدمهم بفارق كبير على الاشتراكيين الديمقراطيين (21 الى 22 بالمئة).

وحذر وزير الخارجية الاشتراكي الديمقراطي سيغمار غابرييل من صعود اليمين القومي قائلا “للمرة الاولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية سيجلس نازيون حقيقيون في البرلمان”.

وعبر كريستوف هوبنر نائب رئيس اللجنة الدولية للناجين من معسكر اوشفيتز النازي عن خشيته من صعود حزب البديل الذي يشكل “تجمعا للمعادين للسامية واعداء الديمقراطية ودعاة الكراهية القومية” و”دفعا كبيرا للشعبويين والمتطرفين اليمينيين في أوروبا باسرها”، بحسب وكالة دي بي ايه الالمانية.

وكتبت صحيفة سودوتشه تسايتونغ ان وصول حزب البديل من أجل المانيا الذي يتأهب ليكون أول حزب حامل لهذه الايديولوجيا يدخل البرلمان، “سيشكل علامة فارقة في تاريخ المانيا”.

واضافت “ان عنصريين (…) سيدخلون البرلمان. لم نفهم خطورة الوضع الا بشكل متأخر جدا”، مشيرة الى انه مع هذا الامر لا يمكن القول ان الحملة كانت مملة.

من جهته دعا الكسندر غاولاند احد المرشحين البارزين عن حزب البديل من اجل المانيا الناخبين للتخلص من عقدة الذنب من الحربين العالميتين ومحرقة اليهود والافتخار بالمحاربين القدامى.

اما شولتز المتأخر كثيرا في استطلاعات الراي، فسيعقد آخر اجتماعاته الانتخابية في آخن (غرب) قرب مسقط راسه.

ومع تردد ثلث الناخبين وتراجع المحافظين في آخر الاستطلاعات، يأمل الرئيس السابق للبرلمان الاوروبي (61 عاما) في تحقيق المفاجأة.

– اي ائتلاف؟ –

واتهم شولتز الجمعة في تجمع انتخابي كبير ميركل بانها مرشحة الجمود.

وقال ان “السنوات الاربع القادمة لا يجب ان تكون سنوات جمود وسبات” منددا ب”سياسة التنويم” التي تنهجها ميركل برايه.

لكن خطاب شولتز لم يبد فعالا طوال الحملة لحزبه الذي يحكم مع حزب ميركل منذ 2013. ولم يلق خطابه من اجل مزيد من العدالة الاجتماعية صدى في بلد يشهد ازدهارا قويا مع بطالة متدنية.

وان كان الفوز شبه محسوم لميركل فانها ستجد نفسها إثره امام تحدي تشكيل ائتلاف حاكم.

فقد استبعدت الحكم مع حزبين متشددين. والخيار الاسهل نظريا هو الاستمرار في التحالف مع الاشتراكيين الديمقراطيين.

لكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي المهدد في وجوده يمكن ان يختار البقاء في المعارضة.

والخيار الآخر الممكن لميركل هو التحالف مع الحزب الليبرالي والخضر. لكن الخلافات بين انصار البيئة والليبراليين حول مستقبل الديزل او ملف الهجرة قد تجعل ادارة التحالف امرا بالغ التعقيد.

كما ان الزعيم الشاب الجذاب المظهر للحزب الليبرالي كريستيان ليندنر (38 عاما) الذي يعارض بشدة مقترحات الرئيس الفرنسي باصلاح منطقة اليورو، يبدو شريكا صعبا لميركل.

كما ستجد ميركل نفسها ايضا امام تحديات دولية عديدة بينها خصوصا علاقاتها الصعبة مع دونالد ترامب وفلادمير بوتين ورجب طيب اردوغان.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية