مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ميركل تشن هجوما على ترامب قبل قمة مجموعة العشرين الاسبوع المقبل

المستشارة الالمانية انغيلا ميركل تلقي كلمة امام مجلس النواب في برلين في 29 حزيران/يونيو 2017 afp_tickers

شنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الخميس هجوما قويا على الرئيس الاميركي دونالد ترامب قبل قمة لمجموعة العشرين في ألمانيا، منتقدة نزعته الحمائية وانسحابه من اتفاق باريس حول المناخ.

وامتنعت ميركل عن ذكر ترامب بالاسم في كلمة أمام مجلس النواب حول أهداف القمة التي تضم أبرز القادة الدوليين والمقررة الاسبوع المقبل في هامبورغ، الا انه كان من الواضح انه المعني بكلامها.

وقالت ميركل إن كل التحديات الدولية “لا حدود لها، لذلك وأكثر من اي وقت مضى، يرتكب خطأ كبيرا من يظن أن بالامكان حل مشاكل العالم من خلال الحمائية والانعزالية”.

وتابعت أنها حددت للقمة التي يشارك فيها خصوصا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والاميركي دونالد ترامب هدفا “أن يبرهن القادة عن ادراكهم لمسؤولياتهم (ازاء الكرة الارضية بأسرها) ويتحملونها”.

وبعد ان كانت العلاقات بين المانيا والولايات المتحدة جيدة جدا ابان حكم الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما، باتت تشهد توترا منذ اعلان خلفه ترامب انسحاب بلاده من اتفاق باريس وخطابه الحمائي على صعيد التجارة.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد اجتماع تحضيري لقمة العشرين في برلين مع العديد من نظرائه في الاتحاد الأوروبي “حول المناخ، نؤكد مجددا بوضوح التزامنا القوي باتفاق باريس ورغبتنا في المضي قدما، مع امل بالنسبة لي على أي حال، في عودة البعض الى المنطق” في اشارة الى الرئيس ترامب.

وبدورها، اكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي “التزام الحكومة البريطانية” حيال “ضرورة مواجهة مسالة التغير المناخي بشكل حازم بقدر ما يمكن “.

– خلافات واضحة في الرأي –

والمعروف ان ترامب يستهدف بشكل خاص ألمانيا والسيارات التي تصدرها إلى الولايات المتحدة وسبق أن هدد بفرض تعريفات جمركية عليها.

في ما يتعلق بالمناخ، قالت ميركل ان “الخلاف (مع الولايات المتحدة) معروف ولن يكون من الصواب ان نخفيه، وانا لن أقوم بذلك في كل الاحوال”.

واضافت ان أوروبا “أكثر تصميما من اي وقت مضى” على مكافحة التغير المناخي، مشددة على ان اتفاق باريس “غير قابل للتفاوض” من جديد، في استبعاد لطلب من الادارة الاميركية باعادة التفاوض حول الاتفاق.

من المتوقع ان تكون قمة مجموعة العشرين التي تمثل 75% من التجارة الدولية، احدى اللقاءات الدولية الأكثر خلافية في السنوات الاخيرة.

ولمواجهة نقاط الخلاف مع واشنطن تجمع ميركل ظهر الخميس في برلين عددا من القادة الاوروبيين وبينهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لتشكيل جبهة موحدة.

وتقول مصادر عدة ان الأعمال التحضيرية لقمة مجموعة العشرين من أجل التوصل الى مشروع بيان مشترك بدت حتى الآن “صعبة جدا”.

واتهم وزير خارجية ألمانيا سيغمار غابريال واشنطن صراحة بالسعي الى التخريب.

_”شبه جزيرة آسيوية” –

قال غابريال الثلاثاء “ليست هناك استراتيجية مناهضة للولايات المتحدة وبالتأكيد ليس من جانب الحكومة الالمانية، لكن هناك واضعي استراتيجية أميركيين يخططون لسياسات مناهضة لأوروبا ولألمانيا”.

ونظرا للاشكاليات مع واشنطن تسعى ميركل تحضيرا لقمة مجموعة العشرين إلى عقد تحالفات في ملفي المناخ والتجارة مع قوى آسيوية ناشئة كالهند والصين. لكن ذلك لا يحول دون حذرها من طموحات بكين.

وحذرت ميركل في مقابلة الخميس من النزعة التوسعية الاقتصادية لدى الصين، التي تعتبر اوروبا، بحسب المستشارة الالمانية “شبه جزيرة آسيوية”. أضافت “على اوروبا العمل بلا هوادة للدفاع عن تأثيرها”، معربة عن دعم مشروع ماكرون الهادف إلى تعزيز الدفاع على المستوى الاوروبي عن القطاعات الصناعية الاستراتيجية في مواجهة أطماع الخارج.

ويعكس هذا الدعم الدينامية المستعادة في العلاقة الفرنسية الالمانية، رغم ان تنافسا على الزعامة الأوروبية بدأ يرتسم بين ميركل وماكرون.

فقد حقق الرئيس الفرنسي مؤخرا إنجازين دبلوماسيين، مع نجاحه في احضار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى باريس، وإحرازه موافقة ترامب على المشاركة في احتفالات العيد الوطني الفرنسي في 14 تموز/يوليو.

إلى جانب الخلافات مع الرئيس الأميركي تهدد ملفات خلافية أخرى بالتشويش على قمة مجموعة العشرين.

فقد رفضت برلين الخميس طلب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان القاء خطاب أمام مواطنيه الأتراك في ألمانيا على هامش قمة مجموعة العشرين الأسبوع المقبل، وسط مناخ من التوتر الحاد بين البلدين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية