مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نجاة مفتي مصر السابق على جمعة من محاولة اغتيال في القاهرة

انتشار للشرطة امام مسجد فاضل في القاهرة في 5 اب/اغسطس 2016 afp_tickers

نجا مفتي مصر السابق علي جمعة المقرب من السلطات من محاولة اغتيال بالرصاص اثناء توجهه لصلاة الجمعة في القاهرة، اسفرت عن اصابة حارسه الشخصي بجروح طفيفة.

وكان جمعة (64 عاما)، المعروف بانتقاده الشديد لتيار الاسلام السياسي في مصر، تعرض لاطلاق النار وهو في طريقه لاداء صلاة الجمعة في مسجد فاضل الملاصق لمنزله في منطقة غرب سوميد في مدينة 6 اكتوبر في غرب القاهرة.

وقالت وزارة الداخلية في بيان ان “مجهولين كانوا يختبئون بإحدى الحدائق على خط سيره قاموا بإطلاق النار تجاه فضيلته إلا أن القوة المرافقة له والمكلفة بتأمينه بادلتهم إطلاق النيران”.

اصيب احد حراس المفتي السابق اصابة طفيفة في قدمه ولاذ المهاجمون بالفرار، بحسب الداخلية التي قالت انها تكثف جهودها للقبض عليهم.

شغل جمعة منصب مفتي الجمهورية في مصر بين عامي 2003 و2013 وهو من اشد رجال الدين المصريين انتقادا لتيارات الاسلام السياسي خصوصا جماعة الاخوان المسلمين، ودعم قيام الجيش بعزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013.

وجمعة معروف بقربه من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قائد الجيش السابق الذي قاد عملية الاطاحة بمرسي بعد احتجاجات شعبية واسعة ضد حكمه. وشارك جمعة في دعم حملة السيسي الانتخابية الرئاسية في العام 2014.

وقال علي جمعة في اتصال مع القناة الاولى للتلفزيون المصري “احتميت بسور المسجد ثم دخلت اليه” مع بدء اطلاق النار.

واضاف “لم ار اين كانوا يختبئون” مضيفا “اشترك كل من كان معه سلاح في رد هؤلاء حتى فروا منهزمين”.

واضاف جمعة الذي لم يكن مقررا ان يدلي بخطبة الجمعة، “لكنني خطبت الجمعة حتى تكون رسالة لهؤلاء” معتبرا الهجوم “رسالة هدفها التخويف”.

وقال شاهد يدعى محمد زكريا يسكن جوار المسجد في اتصال مع وكالة فرانس برس “كنت اهم بالتوجه للمسجد. سمعت اطلاق نار شديد. 20 او 30 ثانية من سلاح آلي”.

وتابع “راح المصلون يفرون من المسجد وإمام المسجد يطالبهم بالثبات والعودة”.

ولم تتبن اي جهة حتى اللحظة الاعتداء الذي وقع في منطقة تعد من الاحياء الراقية.

واحاط رجال امن مسلحون بالزي الرسمي والمدني بالمفتي السابق اثناء خروجه مبتسما من المسجد، حسب ما ظهر في صور بثتها قناة “سي بي سي اكسترا” الفضائية الخاصة التي قالت ان شرطيين يقومون بتمشيط الحدائق المحيطة بالمسجد.

-مهاجمون “اغبياء”-

وجمعة عضو هيئة كبار علماء الازهر احدى اعلى الهيئات الدينية في الازهر الشريف.

وهو يعرف بآرائه الدينية المعتدلة غير المتشددة، ويتهمه النشطاء الاسلاميون بدعم حملة القمع التي تشنها السلطات المصرية ضد انصار جماعة الاخوان المسلمين التي خلفت مئات القتلى والاف المحبوسين.

وافاد جمعة ان هذه المحاولة لم تكن الاولى لاغتياله. وقال في اتصال اخر مع هذه القناة “هذه ليست اول مرة. فجروا بيتي في الفيوم (قرابة 100 كلم جنوب القاهرة)، وحاولوا مرة اخرى في الحديقة. هؤلاء اغبياء جدا” في اشارة للمهاجمين.

وكان النائب العام المصري السابق هشام بركات قتل في حزيران/يونيو 2015 في تفجير سيارة مفخخة استهدفته في حي مصر الجديدة في شرق القاهرة ليكون اعلى مسؤول مصري يتم اغتياله منذ مقتل رئيس مجلس الشعب الاسبق رفعت المحجوب بالرصاص في القاهرة في العام 1990.

وفي الخامس من ايلول/سبتمبر 2013، نجا وزير الداخلية المصري السابق محمد ابراهيم من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة نفذها انتحاري في حي مدينة نصر في شرق القاهرة.

وتبنى هذا الهجوم الفاشل تنظيم “انصار بيت المقدس” الذي بايع تنظيم الدولة الاسلامية لاحقا واصبح يسمي نفسه “ولاية سيناء”.

وفي تشرين الاول/اكتوبر 2015، اغتال مسلحون مجهولون مرشح حزب النور السلفي في الانتخابات البرلمانية، في شمال سيناء التي تشهد قتالا عنيفا بين هذا التنظيم وقوات الامن المصرية منذ ثلاث سنوات. وهو معروف بدعمه للسلطات المصرية.

وقتل مئات الجنود وعناصر الشرطة خلال الكثير من المواجهات والاعتداءات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية