مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نحو صدام مباشر بين مدريد وبرشلونة

رجل يمسك بنسخة من الرسالة التي وجهها رئيس حكومة كاتالونيا كارليس يوتشيمون لرئيس الحكومة الاسباية ماريانو راخوي في 19 تشرين الاول/اكتوبر 2017 ليوضح فيها انه لم يتم اعلان الاستقلال بعد لكن ذلك قد يتم اذا علقت مدريد الحكم الذاتي لكاتالونيا. afp_tickers

خطت الحكومة الاسبانية الخميس خطوة اضافية باتجاه تعليق الحكم الذاتي لكاتالونيا متهمة رئيس هذا الاقليم كارليس بوتشيمون بالسعي الى “مواجهة” كاملة في ازمة تهدد استقرار اسبانيا.

وكان يتعين على رئيس حكومة كاتالونيا ان يحدد بوضوح قبل الساعة 10,00 (08,00 ت غ) ما اذا كان سيتراجع عن المضي في استقلال منطقته التي يعيش فيها 16 بالمئة من الاسبان والتي تخوض صراعا لا سابق له مع الحكومة المركزية منذ ان اعتمدت مملكة اسبانيا الديمقراطية في 1977.

لكنه لم يجب بدقة على السؤال المطروح من حكومة مدريد التي سألته ان كان اعلن او لم يعلن استقلال كاتالونيا. كما انه لم يقبل “اعادة النظام الدستوري” كما طلبت مدريد.

وكتب كارليس بوتشيمون الخميس في رسالة وجهها الى رئيس الحكومة المركزية ماريانو راخوي “اذا اصرت الحكومة على منع الحوار ومتابعة القمع، فان برلمان كاتالونيا يمكن (..) ان يجري تصويتا على اعلان رسمي للاستقلال”.

وتوضيح بوتشيمون بشأن غياب اعلان رسمي للاستقلال كان يمكن ان يفتح الباب امام تهدئة.

لكن الحكومة الاسبانية رأت فيه تهديدا وتوعدت ب”اتخاذ كافة الاجراءات (..) لاستعادة الشرعية والنظام الدستوري باسرع ما يمكن”.

وسيتم السبت تحديد اجراءات تعليق الحكم الذاتي لكاتالونيا اثناء اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء الاسباني الذي يفترض ان يحيلها الى مجلس الشيوخ للتصديق عليها في نهاية تشرين الاول/اكتوبر.

ومن المقرر ان يتوجه راخوي بعد ظهر الخميس الى بروكسل للمشاركة في مجلس اوروبي محدد في الساعة 15,30 (13,30 ت غ) في وقت يثير فيه الملف قلقا في اوروبا ايضا.

وبحث رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر الامر مع زعيم المعارضة الاسبانية الاشتراكي بيدرو سانشيز في وقت تهدد فيه الحكومة الاسبانية بتطبيق مرجح جدا للفصل 155 من الدستور الذي يمكنها من تعليق كلي او جزئي للحكم الذاتي لاقليم ما اذا انتهك واجباته القانونية.

واكد زعيم المعارضة الملتحم في جبهة مشتركة بشأن كاتالونيا مع راخوي، في تصريحات “ان دعم المؤسسات الاوروبية اقوى من اي وقت مضى”.

واكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان الاتحاد الاوروبي سيوجه “رسالة وحدة” بشأن اسبانيا في ما يخص ازمة كاتالونيا، وعبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن املها في التوصل الى حلول “على قاعدة الدستور” الاسباني.

-ثقة ضربت-

وبدا الخميس ان استعادة الثقة بين برشلونة ومدريد، كما تريد المؤسسات الاوروبية والعديد من سكان كاتالونيا، بعيد المنال. وعبر سكان برشلونة عاصمة كاتالونيا عن ضيقهم.

وقال البيرت بويغ (35 عاما) “ما عدت استوعب (..) كل يوم هناك +مهلة مهمة جدا، تاريخ مهم جدا+”، مضيفا وهو يدخن سيجارة امام مقر عمله،”احاول بجهدي ان ابقى على اطلاع، لكني لا ارى تقدما”.

وتابع وهو الذي يقول انه “اقرب الى دعاة الاستقلال” انه لم يعد يعرف “بوضوح تام ما هو موقفه…لو سألتموني قبل شهر، لقلت اني متحمس”.

وعبر بوتشيمون في رسالته الى راخوي عن الاسف لكون مدريد لا تدرك “حجم المشكلة” و”ترفض الحوار” وهو شعور يشاطره الكثير من الكاتالونيين.

لكن حكومة راخوي المتهمة بانها متسامحة من جناحها المتشدد ، تتهم بوتشيمون ب “السعي عمدا ومنهجيا الى المواجهة المؤسساتية”.

وقال مايكل ايسيتا زعيم الاشتراكيين الكاتالونيين “مع وجود تهديد بالاستقلال على الطاولة، يصبح الحوار بالغ الصعوبة حتى لا نقول مستحيلا”.

ويجد بوتشيمون نفسه ممزقا بين عدة ضغوط.

ودعا حزب “سي يو بي” اليساري المتشدد الصغير والحليف الاساسي لبوتشيمون والراغب في ولادة فورية لجمهورية كاتالونيا المستقلة، الى تظاهرات مساء الخميس.

-مخرج مشرف؟-

وتضغط الاوساط الاقتصادية ايضا على رئيس كاتالونيا ليوقف العملية.

ونقلت اكثر من 800 شركة بينها اكبر مصرفين كاتالونيين، مقراتها من كاتالونيا منذ الاستفتاء، بحسب سجل التجارة والشركات. كما شهدت السياحة تراجعا.

ويرى قادة كاتالونيا ان استفتاء تقرير المصير المحظور من القضاء والذي نظم في الاول من تشرين الاول/اكتوبر، منح البرلمان الاقليمي “تفويضا شعبيا” لاعلان الاستقلال.

وبحسب الارقام التي اعلنوها ولا يمكن التحقق منها فان 90 بالمئة ممن شاركوا في الاستفتاء ايدوا الاستقلال. وبلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء 43 بالمئة.

لكن هناك انقساما عميقا في كاتالونيا حول الامر.

في الاثناء اشارت مصادر حكومية في مدريد الاربعاء الى حل لخروج مشرف من الازمة يتمثل في الدعوة الى انتخابات محلية مبكرة.

لكن خوان تاردا المتحدث باسم اليسار الاستقلالي في مجلس النواب بمدريد رفض ذلك الخميس.

واكد “ان الحكومة الكاتالونية لن تدعو الى انتخابات مبكرة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية