مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نحو 1,5 مليون شخص ادلوا باصواتهم في الانتخابات النيابية في الاردن

اردني يدلي بصوته في عمان في 20 ايلول/سبتمبر 2016 afp_tickers

اغلقت مراكز الاقتراع للانتخابات النيابية مساء الثلاثاء ابوابها في الاردن بعدما ادلى الناخبون الاردنيون باصواتهم لاختيار اعضاء مجلس النواب ال130 التي شهدت مشاركة الحركة الاسلامية المعارضة التي قاطعت انتخابات 2010 و2013.

وقال جهاد المومني الناطق باسم الهيئة المستقلة للانتخابات في مؤتمر صحافي ان “مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخابات قرر اغلاق مراكز الاقتراع في جميع انحاء المملكة عند الساعة الثامنة مساء (05,00 تغ)”.

واضاف “لكن صناديق الاقتراع لم تغلق حتى الان حيث لازال عدد كبير من الناخبين داخل المراكز الانتخابية يواصلون الادلاء باصواتهم حتى تنتهي عملية اقتراعهم”.

وبحسب ارقام نشرتها الهيئة المستقلة للانتخابات فقد ادلى مليون و 492 الفا من الناخبين باصواتهم في الانتخابات التي استمرت 12 ساعة.

يشار الى ان عدد المقترعين الاجمالي في انتخابات عام 2013 بلغ 1,288 مليون ناخب.

ومددت الهيئة الانتخابات لساعة واحدة بسبب “كثافة الاقبال في بعض الدوائر”.

ودعي حوالى 4,139 ملايين ناخب تتجاوز اعمارهم 18 عاما وتشكل النساء نسبة 52,9% منهم لانتخاب اعضاء مجلس النواب ال130 من بين 1252 مرشحا لولاية من اربع سنوات. وهناك نحو مليون ناخب مغترب لا يمكنهم التصويت في مكان اقامتهم و150 الف رجل امن لا يحق لهم الاقتراع.

من جانبه، قرر وزير التربية محمد الذنيبات تعطيل الدوام في المدارس الحكومية يومي الاربعاء والخميس من اجل “استكمال لعملية الانتخابية” في اشارة الى عملية العد والفرز.

ولم تذكر الهيئة موعد اعلان النتائج.

ورجح مدير الهيئة المستقلة للانتخابات خالدة الكلالدة ان تستمر عمليات العد والفرز لمدة 48 ساعة.

وكانت مكاتب الاقتراع فتحت ابوابها عند الساعة السابعة (04,00 تغ). وكان يفترض ان تغلق عند الساعة 19,00 (16,00 تغ). وبحسب قانون الانتخاب يمكن تمديد العملية الانتخابية لمدة لا تزيد عن ساعتين. ولكن الهيئة مددتها ساعة واحدة فقط في 15 دائرة في المدن الكبيرة ومنها عمان.

وقال الكلالدة انه “سيتم اعادة الانتخابات في ثمان صناديق تعرضت للاعتداء في دائرة بدو الوسط جنوب عمان” دون ان يحدد موعدا لذلك.

وكان رئيس الوزراء هاني الملقي صرح بعد الادلاء بصوته بالانتخابات “اننا فخورون باجراء الانتخابات في هذا الجو من الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الاردن”.

وفي منطقة تلال العلي شمال شرق عمان، قال عبد السلام ابو الحاج (75 عاما) الذي حضر الى المركز الانتخابي بعكازه مرتديا دشداشة بيضاء، لوكالة فرانس برس “انتخبت لأني أشعر ان هذا واجبي أن أشارك في اختيار من يمثلني في البرلمان”.

واضاف “آمل من المرشح الذي انتخبته أن يفي بالوعود التي قطعها من عدالة اجتماعية ومكافحة فساد وتحسين مستوى معيشة المواطن، انا انتخب منذ عقود ولكن آمل أن تكون هذه المرة مختلفة عن سابقاتها”.

من جهتها، قالت سجى العساف (20 عاما) وهي طالبة محجبة “انا انتخب لأول مرة في حياتي والاقتراع كان سهلا ومنظما”. واضافت “بصراحة نحتاج الى نواب جدد اقوياء ومؤثرين يعملون من اجل تأمين مستقبل الشباب الذين يعانون من البطالة”.

وفي الفحيص شمال غرب عمان، قال براء زيدان (١٩ عاما) “انتخبت لاول مرة في حياتي واخترت من يمثلني. وآمل ان يكون من اخترته على قدر المسؤولية وان يحل مشاكلنا من مواصلات ووظائف ونظام تعليم فمشاكلنا كثيرة والاوضاع تسوء. نريد ان نبني مستقبلا افضل”.

واكد محمد المومني وزير الدولة لشؤون الاعلام في مؤتمر صحافي”نحن نفتخر في الاردن باننا نحتكم الى صناديق الاقتراع ونتحاور من خلال الانتخابات في حين ان كثيرا من دول الاقليم للاسف لا نسمع منها الا دوي المدافع”.

ومن جهته، اكد مدير الامن العام اللواء عاطف السعودي ان عملية الاقتراع تجري دون مشاكل. واشار الى “حوادث بسيطة جدا وقعت في بعض المناطق كمشاجرة بين انصار مرشحين واطلاق نار خارج احد المراكز تم ضبط مطلقه”. وتابع انه “تم القبض على ثلاثة اشخاص حاولوا منع الناخبين من الادلاء باصواتهم”.

ويتنافس 1252 مرشحا بينهم 253 سيدة و24 مرشحا شركسيا و65 مرشحا مسيحيا انضموا في 226 قائمة انتخابية على مقاعد مجلس النواب ال130.

وخصص 15 مقعدا للنساء وتسعة مقاعد للمسيحيين وثلاثة للشركس والشيشان كما تم تقسيم المملكة التي تضم 12 محافظة الى 23 دائرة انتخابية.

وبحسب رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخابات خالد الكلالدة فانه تم وضع 4883 صندوق اقتراع في 1483 مركزا انتخابي ونصب خمسة الاف كاميرا لمراقبة عملية العد والفرز.

واشرف على الانتخابات 80 الف موظف و10 الاف متطوع و676 مراقب دولي منهم 66 مراقب من الاتحاد الاوروبي و14 الف مراقب محلي. كما اشرف على أمن العملية الانتخابية 53 الف رجل أمن (30 الف شرطي و23 الف دركي).

يضم مجلس الامة في الاردن مجلس النواب الذي ينتخب اعضاؤه كل اربع سنوات، ومجلس الاعيان الذي يعين الملك اعضاءه بموجب الدستور.

– مشاركة الحركة الاسلامية المعارضة المنقسمة –

وشكرت قائمة “التحالف الوطني للاصلاح”، التي تضم الحركة الاسلامية المعارضة، المواطنين الذين ادلوا باصواتهم وخصوصا الذين دعموا لقوائمها.

وتحدثت القائمة في بيان عن رصد “العديد من التجاوزات والمعوقات والخروقات التي رافقت العملية الانتخابية”، معربة عن أملها ب”انجاز انتخابات نزيهة وخالية من التزوير حفاظا على المصالح الوطنية العليا”.

ويشارك حزب جبهة العمل الاسلامي في الانتخابات بعد ان قاطعها في 2010 و2013 احتجاجا على نظام “الصوت الواحد” الذي اتبع منذ منتصف التسعينات والذي ينص على انتخاب مرشح واحد عن كل دائرة على ان تقسم البلاد الى دوائر بعدد اعضاء المجلس النيابي بحيث يكون عدد ناخبي الدوائر متساويا. لكن الحكومة اقرت في 31 اب/اغسطس مشروع قانون انتخابي جديد الغى قانون “الصوت الواحد” المثير للجدل.

وتشهد العلاقة بين جماعة الاخوان المسلمين والسلطات الاردنية توترا مع بداية الانتفاضات في دول عربية عدة في ربيع 2011.

وتأزمت العلاقة بين الجماعة والسلطات اكثر بعد منح الحكومة ترخيصا لجمعية تحمل اسم “جمعية الاخوان المسلمين” في آذار/مارس 2015 وتضم عشرات المفصولين من الجماعة الام.

واتهمت الحركة الاسلامية السلطات بمحاولة شق الجماعة التي تشكل عبر جبهة العمل الاسلامي، المعارضة الرئيسية في البلاد.

-تحديات مختلفة-

تجري الانتخابات في وقت يواجه فيه الاردن ظروفا اقتصادية صعبة بعد ان ارتفع الدين العام الى نحو 35 مليار دولار.

وفرض تدفق اللاجئين الى الاردن واغلاق معابره مع سوريا والعراق بسبب النزاعات فيهما، عبئا ثقيلا على اقتصاده المتعثر.

ويستضيف الاردن بحسب الامم المتحدة، اكثر من 650 الف لاجئ سوري مسجلين، فيما تقول السلطات ان عددهم يقارب 1,3 مليونا.

وللاردن مخاوف امنية بسبب النزاع في سوريا والعراق حيث يسيطر تنظيم الدول الاسلامية المتطرف على مساحات واسعة فيهما. ويشارك الاردن منذ نحو عامين في التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمحاربة الجهاديين في سوريا والعراق.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية