مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نحو 500 شخص يعتصمون امام رئاسة الوزراء للمطالبة باستقالة الحكومة بعد اغتيال الكاتب حتر

متظاهرون امام مقر رئاسة الحكومة في عمان afp_tickers

تظاهر حوالى 500 شخص امام مقر رئاسة الوزراء في الاردن الاثنين تنديدا باغتيال الكاتب ناهض حتر إثر نشره رسما كاريكاتوريا على صفحته على فيسبوك اعتبر بانه “يمس الذات الالهية”، فيما حظرت السلطات نشر الاخبار المتعلقة بالقضية الى حين انتهاء التحقيقات.

وتجمع المعتصمون وبينهم افراد عائلة حتر وعشيرته ومتضامنون معهم قرب رئاسة الوزراء في الدوار الرابع وسط عمان مطالبين باستقالة رئيس الحكومة هاني الملقي ووزير داخليته سلامة حماد اللذين اتهمهما المعتصمون ب”التقصير في توفير الحماية لحتر”، حسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وردد المعتصمون هتافات “الشعب يريد اسقاط الحكومة” و”يسقط يسقط هاني الملقي، يسقط سلامة حماد” اضافة الى “لا أمن ولا أمان قتلوا ناهض في عمان”.

وحملوا صورا للكاتب حتر ولافتات كتب عليها “الشهيد البطل ناهض حتر” و”ناهض حتر شهيد الكلمة والفكر والموقف” اضافة الى “اردن موحد في ادانة جريمة اغتيال الكاتب ناهض حتر.. لا للاغتيال لا للعنف”.

وقال خالد حتر شقيق ناهض “لم يغتالوا ناهض فقط بل حاولوا اغتيال الاردن كله”.

واضاف “لقد زودنا محافظ العاصمة عمان ب200 اسم لاشخاص هددوا اخي بينهم اسم القاتل وطالبناه بتوفير الحماية له ولكنه رفض وقال ان لا وجود للتهديد في الواقع”.

وترفض عائلة ناهض حتر استلام جثمانه وهي تشترط استقالة رئيس الوزراء ووزير الداخلية قبل ذلك.

ودانت منظمتا العفو الدولية واليونيسكو الاثنين اغتيال الكاتب حتر، واعتبرتاه هجوما خطيرا على حرية التعبير.

وقال فيليب لوثر المسؤول في منظمة العفو الدولية في بيان ان “هذا الاغتيال المؤسف لصحافي في وضح النهار، يوجه رسالة مخيفة عن حالة حرية التعبير في الأردن اليوم،” متهما السلطات الاردنية بتغذية “المناخ الذي تنتشر فيه التهديدات العنيفة ضد الأشخاص الذين تعد وجهات نظرهم مهينة من قبل الآخرين”.

من جهتها، قالت مديرة منظمة اليونيسكو ايرينا بوكوفا في بيان ان “هذه الجريمة هي اعتداء خطير على حرية التعبير وتؤثر على المجتمع الأردني ككل”.

وقتل حتر صباح الاحد امام قصر العدل وسط عمان عندما كان يهم بدخول البوابة الرئيسية لحضور جلسة محاكمته بعد نحو اسبوعين على اطلاق سراحه بكفالة مالية اثر نشره رسما كاريكاتوريا على صفحته على فيسبوك اعتبر انه “يمس الذات الالهية”.

والقي القبض على مطلق النار البالغ من العمر 49 عاما، ووجهت له تهم “القيام بعمل ارهابي ادى الى موت انسان، والقتل العمد مع سبق الاصرار، وحمل وحيازة سلاح ناري دون ترخيص”.

من جهة اخرى، اعلنت السلطات الاثنين حظر نشر الاخبار المتعلقة بالقضية التحقيقية لاغتيال حتر.

وقالت هيئة الاعلام الرسمية التابعة للحكومة في بيان، تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، ان “محكمة أمن الدولة قررت حظر نشر أي اخبار او معلومات فيما يخص قضية مقتل حتر وبأي وسيلة كانت، سواء عبر المواقع الالكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي أوغيرها من وسائل الاعلام والنشر”.

واوضحت ان القرار اتخذ “حفاظا على سرية التحقيق، وتحقيقا للصالح العام” داعية وسائل الاعلام الى “التقيد التام بالقرار الى حين انتهاء التحقيقات في هذه القضية”.

واستثنى القرار ما يصدر عن النائب العام لمحكمة أمن الدولة من بيانات ومعلومات.

من جهته، دان الاتحاد الدولي للصحافيين في بيان الاثنين اغتيال حتر.

وكان مدعي عام محكمة الجنايات الاردنية الكبرى وجه الاحد “ثلاث تهم لقاتل حتر هي تهمة القتل العمد مع سبق الاصرار، وجناية القيام بعمل ارهابي أدى الى موت انسان، وحمل وحيازة سلاح ناري بدون ترخيص”، بحسب ما افاد مصدر قضائي لوكالة فرانس برس.

واوضح المصدر الذي فضل عدم كشف هويته ان “المدعي العام قرر توقيف القاتل 15 يوما على ذمة القضية واحالة ملف القضية على محكمة أمن الدولة صاحبة الاختصاص”.

وبحسب قانون العقوبات الاردني تصل عقوبة تهمة القتل العمد مع سبق الاصرار الى الاعدام شنقا.

وكانت السلطات افرجت عن حتر في 8 ايلول/سبتمبر لقاء كفالة مالية بعد نحو شهر على توقيفه على خلفية نشره رسما كاريكاتوريا على صفحته على موقع فيسبوك إعتبر مسيئا للذات الالهية.

ووجه مدعي عام عمان للكاتب اليساري المسيحي تهمتي “اثارة النعرات المذهبية” و”اهانة المعتقد الديني”، واعلن حظر النشر في القضية. ونفى حتر حينها ما اتهم به مؤكدا انه “غير مذنب”.

وكانت عقوبة اي من التهمتين المسندتين لحتر قد تصل، في حال ادانته، الى الحبس ثلاث سنوات.

وكان حتر (56 عاما) نشر رسما كاريكاتوريا، لم يرسمه، على صفحته الشخصية على فيسبوك بعنوان “رب الدواعش” ما اثار جدلا واستياء على مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن حتر حذف المنشور من صفحته بعد ان اكد أن الرسم “يسخر من الارهابيين وتصورهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الالهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهة عما يروجه الارهابيون”.

واضاف قبل ان يغلق صفحته الشخصية ان “الذين غضبوا من هذا الرسم هم نوعان: أناس طيبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من الإرهابيين وتنزيه للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي، وهؤلاء موضع احترامي وتقديري”.

وتابع ان النوع الثاني “إخونج داعشيون يحملون الخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية. وهؤلاء استغلوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية