مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نشطاء يستعدون للابحار الى غزة في مسعى لكسر الحصار الاسرائيلي

اطفال يلهون عند ابنية مدمرة في غزة 22 يونيو 2015 afp_tickers

اتخذت اسرائيل كل الاجراءات لمنع وصول اسطول جديد يحاول كسر الحصار عن قطاع غزة بعد خمس سنوات على محاولة مماثلة انتهت بهجوم دام استهدف سفن الاسطول.

واطلق على الاسطول اسم “اسطول الحرية 3” ويضم سفنا على متنها ناشطون مؤيدون للفلسطينيين ونائب عربي في البرلمان الاسرائيلي بالاضافة الى نائب اوروبي على الاقل، ومن المفترض ان تتوجه الى قطاع غزة في اواخر الشهر الجاري.

وتأتي الحملة بينما تواجه اسرائيل ضغوطا دولية متزايدة حول ما يحدث في قطاع غزة، خاصة بعد نشر تقرير للامم المتحدة الاثنين جاء فيه ان اسرائيل والمجموعات المسلحة الفلسطينية ارتكبت على الارجح جرائم حرب خلال الحرب الاسرائيلية على غزة صيف 2014.

والحصار البري والبحري والجوي الذي فرض في حزيران/يونيو 2006 اثر خطف جندي اسرائيلي، تم تشديده في حزيران/يونيو 2007 اثر سيطرة حركة المقاومة الاسلامية على قطاع غزة.

وقال الناشط ستيفان جرانر من على متن سفينة ماريان غوتنبرغ السويدية المشاركة في الاسطول لوكالة فرانس برس “لسنا وحدنا من يعتبر الحصار غير انساني وغير قانوني”.

واضاف “نريد ..الابقاء على الضغط الدولي لانهاء الحصار” المفروض على قطاع غزة.

وستنضم السفينة السويدية التي ابحرت الجمعة من جزيرة صقلية في ايطاليا الى اربع سفن تحمل نحو 70 ناشطا في طريقهم الى غزة، بحسب بيان صادر عن مجموعة فرنسية تضم منظمات غير حكومية مؤيدة للفلسطينيين.

ويقول المنظمون ان من بين المشاركين في الاسطول الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، والعضو الاسبانية في البرلمان الاوروبي انا ماريا ميراندا بيريز والعضو العربي في البرلمان الاسرائيلي باسل غطاس.

واثارت مشاركة غطاس في الاسطول غضبا في اسرائيل، حيث انتقده مسؤولون حكوميون يمينيون قائلين ان هذا مسعى “لتشويه صورة اسرائيل” ووصفه البعض بانه “داعم للارهاب”.

ووجه غطاس النائب من القائمة العربية المشتركة رسالة الى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، طلب منه فيها عدم التعرض لاسطول الحرية مشيرا ان الاسطول “يحمل المعونات الانسانية لسكان القطاع املا في انهاء الحصار، وليس هناك اي سبب لمنعه”.

واكد غطاس في بيان وزعه على وسائل الاعلام “ان هدف الاسطول كسر الحصار، وتسليط الضوء العالمي على قضية 1,8 مليون فلسطيني يعيشون في ظروف اشبه بالسجن، وفي ظروف حياتية قاسية، نتيجة للحصار البحري والبري الذي تفرضه اسرائيل على غزة، والذي يشكل جريمة ضد الإنسانية.”

وحذّر غطاس نتانياهو من محاولة السيطرة على السفن ومنعها من مواصلة طريقها، وقال ان “كل محاولة شبيهة، ستقحم اسرائيل في ازمه عالمية، تتحمل مسؤوليتها حكومة نتاياهو”، وطالبه بان يعطي الامر لقوات الأمن الإسرائيلية بالابتعاد عن الأسطول، والسماح له بمواصلة طريقه إلى غزة.

وكان غطاس يشير الى مقتل عشرة اتراك على متن سفينة مافي مرمرة التركية في ايار/مايو 2010 بعد ان هاجم كوماندوس اسرائيلي في المياه الدولية اسطولا يضم ست سفن كان يحمل مساعدات انسانية الى غزة.

حاولت عدة سفن يقودها ناشطون مؤيدون للفلسطينيين بعد اسطول الحرية الوصول الى شواطىء غزة، ولكن البحرية الاسرائيلية منعتها.

وما زال ناشطو اسطول الحرية 3 مصممين على التوجه الى غزة، مشيرين الى ان الضغوط الدولية على اسرائيل بعد الحرب التي شنتها الصيف الماضي على قطاع غزة بالاضافة الى الضجة التي اثارها الهجوم على سفينة مافي مرمرة في عام 2010، تجعل من غير المرجح ان تلجأ اسرائيل لاستخدام العنف هذه المرة.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية اعلنت العام الماضي انها لن تلاحق اسرائيل بشأن الهجوم الدامي على اسطول الحرية معتبرة ان التداعيات ليست “خطرة بما يكفي” للملاحقة.

واكد ستيفان جرانر “على المرء ان يكون واقعيا. نعلم باننا نبحر باتجاه حصار تؤيده اساسا قوتان بحريتان كبيرتان” في اشارة الى القوات البحرية المصرية والاسرائيلية. ويتهم البعض مصر بالمساعدة في تعزيز الحصار الامر الذي تنفيه القاهرة.

وتابع “نعتقد بان اسرائيل خسرت الكثير عبر اعمال العنف التي لجأت اليها في عام 2010. وسيكون من الغبي جدا ان تستخدم اسرائيل العنف ضدنا”.

شنت اسرائيل في الصيف الماضي حربا دامية على قطاع غزة، استمرت خمسين يوما وخلفت اكثر من 2200 قتيل فلسطيني غالبيتهم من المدنيين و73 قتيلا في الجانب الاسرائيلي معظمهم من الجنود.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية