مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نصرالله يتهم السعودية بـاحتجاز الحريري وواشنطن تحذر من استخدام لبنان في النزاعات الاقليمية

الامين العام لحزب الله حسن نصرالله يتحدث عبر شاشة في مناسبة حزبية وسط حشد من أنصاره تجمعوا في قاعة في الضاحية الجنوبية لبيروت في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

اتهم الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله الجمعة السعودية بـ”احتجاز” رئيس الحكومة سعد الحريري وعدم السماح له بالعودة إلى البلاد بعدما “أجبرته” قبل أيام على الاستقالة.

وصعد نصرالله خطابه إزاء السعودية، وصولا الى حد اتهامها بتحريض اسرائيل على شن حرب ضد لبنان.

ومنذ استقالة الحريري المفاجئة السبت التي اعلنها من الرياض، يتم التداول بشائعات وسيناريوهات متعددة حول وجوده في “الاقامة الجبرية” أو توقيفه، ما دفع اطرافا خارجية الى التعبير عن القلق. ودعا وزير الخارجية الاميركي الجمعة الى عدم جر لبنان إلى “نزاع بالوكالة”.

وطالما شكل لبنان مسرحاً لصراعات في المنطقة، ويجمع محللون على ان التطورات الاخيرة فيه تعكس تصاعد التوتر الايراني السعودي.

وقال نصرالله في خطاب تم بثه عبر شاشات التلفزة في مناسبة حزبية، “الرجل محتجز في السعودية وممنوع من العودة الى لبنان، هذا الامر يجب ان يقال بوضوح وصراحة”.

وبعدما اتهم السعودية بـ”اجبار” الحريري على تقديم استقالته، قال نصرالله “الأخطر هو تحريض اسرائيل على ضرب لبنان”.

من جهة أخرى، قال نصرالله ان لديه “معلومات” مفادها ان “السعودية طلبت من اسرائيل ضرب لبنان”، معتبرا ان “السعودية جاهزة لتقديم المليارات لإسرائيل لضرب لبنان”.

وأكد استعداد حزبه للمواجهة، مضيفا “نحن اليوم أشد وأقوى عودا، وأقسى عودا وأقوى وقودا، ونحذرهم من أي خطأ في الحسابات والتقدير، ومن أي خطوة ناقصة”.

وأعلن الحريري الأسبوع الماضي من الرياض استقالته من رئاسة الحكومة في خطاب نقلته قناة العربية السعودية وحدها، وهاجم فيه بشدة حزب الله اللبناني وايران.

ولم يقبل رئيس الجمهورية ميشال عون حتى الآن استقالة الحريري، على اعتبار أنه ينتظر عودته لاستيضاح الأسباب، ويبني بالتالي “على الشيء مقتضاه”.

وقال نصرالله “حالياً، نحن نعتبر الاستقالة المعلنة غير دستورية وغير شرعية، ولا قيمة لها على الاطلاق، لأنها أتت تحت الاكراه”.

ولم تمنع لقاءات عدة قام بها الحريري في السعودية، وفق بيانات صادرة عن مكتبه، التساؤلات حول حرية حركته. وعمت التساؤلات والشائعات الشارع اللبناني حول مصيره.

وعبر محللون عن خشيتهم من أن تؤجج استقالة الحريري الوضع الداخلي اللبناني المعقد والهش اصلاً، أو من مواجهة إقليمية على أراضيه او من حرب جديدة ضد حزب الله.

وأجمعت القوى السياسية اللبنانية على الدعوة إلى التهدئة على الساحة الداخلية.

وطالب الرئيس اللبناني ميشال عون الجمعة خلال لقاء مع القائم بالاعمال السعودي في لبنان وليد البخاري بعودة سعد الحريري إلى لبنان، كما أبلغه أن الطريقة التي حصلت فيها استقالته من الرياض “غير مقبولة”.

كما التقى عددا كبيرا من سفراء الدول العربية للبحث في المسألة ذاتها.

واعرب عون خلال لقاء مع مجموعة الدعم الدولية للبنان التي تشكلت في العام 2013 وتضم الامم المتحدة والصين وفرنسا وألمانيا وايطاليا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية، “عن قلقه لما يتردد عن الظروف التي تحيط بوضع الرئيس الحريري وضرورة جلائها”، وفق بيان صادر عن المكتب الاعلامي للرئاسة.

وقال البيان ان عون ذكّر “أعضاء المجموعة بالاتفاقات الدولية التي ترعى العلاقات مع الدول والحصانات التي توفرها لأركانها”.

وأصدرت المجموعة إثر اللقاء بياناً عبّر فيه أعضاؤها عن “قلقهم المستمر حول الوضع والغموض السائد في لبنان. وناشدوا إبقاء لبنان محمياً من التوترات في المنطقة”.

– لا “لنزاع بالوكالة” –

في واشنطن، حذر وزير الخارجية الاميركي ريكس تيليرسون الجمعة من استخدام لبنان لخوض “نزاعات بالوكالة”، مشدداً على ان واشنطن تعتبر الحريري “شريكاً قوياً” لها.

وقال تيلرسون في بيان إن “الولايات المتحدة تحذر من أن يقوم أي طرف، من داخل أو خارج لبنان، باستخدام لبنان مسرحا لنزاعات بالوكالة، أو باي صورة تساهم في زعزعة استقرار هذا البلد”.

وأعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الجمعة عن “قلقه الكبير” حيال الازمة السياسية في لبنان، مؤكدا انه يكثف “الاتصالات” للحؤول دون “تصعيد تنجم عنه عواقب مأساوية”.

وشهدت الاسابيع الاخيرة تصعيداً كلامياً كبيراً بين الرياض وطهران على خلفية نزاعات المنطقة التي يدعمان فيها اطرافاً متناقضة، من اليمن الى البحرين وسوريا.

في لبنان، يتلقى حزب الله دعماً سياسياً وعسكرياً كبيراً من إيران، وهما يساندان النظام السوري في الحرب الدائرة على أرضه. ورفض الحريري على الدوام مشاركة حزب الله عسكريا في الحرب السورية.

ويُعد الحريري حليفاً للرياض التي كانت تقدم المساعدات على نطاق واسع للبنان لدعم موقف حلفائها. وحصل فتور خلال الفترة الأخيرة بين الحريري والسعودية التي أخذت عليه خضوعه لإرادة حزب الله.

وأفادت وزارة الداخلية اللبنانية الجمعة عن خطف مواطن سعودي في لبنان في حادثة لا تمت بصلة بالوضع السياسي الراهن.

وأكد وزير الداخلية نهاد المشنوق لوكالة فرانس برس أن “الخطف لا علاقة له بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد، مسألة شخصية جداً (…) ولن نفصح عنها لحين جلاء كل المعلومات حول عملية الاختطاف”.

وكانت السعودية دعت الخميس مواطنيها إلى مغادرة لبنان “في أقرب فرصة ممكنة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية