مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هدنة “الفرصة الاخيرة” تسود في جميع ارجاء سوريا

ساد الهدوء في سوريا بعد ساعات من بدء تنفيذ الهدنة بموجب اتفاق اميركي-روسي ، حسبما افاد صباح الثلاثاء مراسلو وكالة فرانس برس وناشطون في عدد من المناطق afp_tickers

دخلت الهدنة في سوريا والتي وصفت بأنها “الفرصة الأخيرة” للسلام حيز التنفيذ في اول يوم كامل الثلاثاء، حسبما افاد سكان في عدد من المناطق، موضحين انهم قضوا ليلة هادئة هي الاولى منذ اشهر.

وتوقف صوت المدافع مع بدء سريان اتفاق الهدنة بموجب اتفاق اميركي روسي عند مغيب شمس الاثنين. ومن المتوقع ان يتبعها خطوة ثانية تتمثل بتوزيع مساعدات انسانية عاجلة للسكان.

وفي حلب (شمال) التي تعد ساحة رئيسية للمعارك في البلاد، اكد مراسلو وكالة فرانس برس في كل من الطرف الشرقي الذي تسيطر عليه الفصائل المقاتلة والقسم الغربي الذي يسيطر عليه النظام ان الليل كان هادئا لم تسمع فيه اصوات غارات او قصف.

وانتهز السكان فرصة الهدوء وتوقف القتال للخروج الى الشوارع والاحتفال باول ايام عيد الاضحى حتى منتصف الليل.

وأفاد مراسلو فرانس برس في الاحياء التي تسيطر عليها الحكومة والضواحي التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة أنها أيضا كانت هادئة.

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان جبهات القتال الرئيسية في حلب ودمشق وادلب “كانت هادئة تماما”.

ومن المنتظر ان تسمح الهدنة بادخال المساعدات الانسانية دون عوائق الى المناطق المحاصرة وبخاصة الى حلب.

واعلنت الامم المتحدة “عن استعدادها لايصال مساعدات انسانية بصورة عاجلة لمستحقيها بعد دخول الاتفاق حيز التطبيق”، حسبما افادت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية فرانس برس.

ولم تعلن المعارضة والفصائل المقاتلة التي تكبدت خسائر ميدانية خلال الفترة الاخيرة، موقفا حاسما من الهدنة. وطلبت الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم ممثلين عن اطياف واسعة من المعارضة السياسية والمسلحة “ضمانات” من حليفها الاميركي حول تطبيق الاتفاق، مبدية “تحفظها” على “الاتفاق المجحف”.

وأعلنت دمشق موافقتها على الاتفاق الذي توصلت اليه موسكو وواشنطن الجمعة والتزامها بتطبيق “نظام التهدئة على أراضي الجمهورية العربية السورية لمدة سبعة أيام”.

ويستثني الاتفاق الجماعات الجهادية من تنظيم “الدولة الاسلامية” وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) اللذين يسيطران على مناطق واسعة في البلاد، على غرار الاتفاق السابق الذي تم التوصل اليه شباط/فبراير الماضي واستمر لاسابيع.

-“الريبة كبيرة”-

وسيؤدي الاتفاق في حال استمرار تطبيقه الى تعاون غير مسبوق بين روسيا والولايات المتحدة لمواجهة التنظيمين الجهاديين.

وتسعى راعيتا الاتفاق موسكو حليفة النظام وواشنطن التي تدعم الفصائل المقاتلة عبر تطبيق الاتفاق الى التشجيع على استئناف المحادثات بين النظام والمعارضة لوضع حد للنزاع الذي اسفر عن مقتل 290 الف شخص ودفع العديدين للهجرة او النزوح وبروز تنظيم “الدولة الاسلامية”.

واكد مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الاثنين ان “المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا سيدعو جميع الاطراف (للمحادثات) في بداية تشرين الاول/اكتوبر على الارجح”.

لكن المهمة تبدو صعبة لان النزاع معقد ومتشعب الاطراف.

وليلا اصدرت فصائل المعارضة المسلحة بيانا عددت فيه “جملة من تحفظاتها على هذا الاتفاق المجحف” دون ان ترفضه رسميا.

واخذت الفصائل على الهدنة خلوها من “اي ضمانات حقيقة او آليات مراقبة او عقوبات واضحة وزاجرة” واستثنائها “جبهة فتح الشام في حين غضت الطرف كليا عن الميليشيات الطائفية الاجنبية التي تقاتل مع النظام (..) وهو ما نعتبره ازدواجية مريبة ومرفوضة للمعايير”.

وبموجب الاتفاق، يمنع القيام باي اعمال قتالية لمدة 48 ساعة يعاد تجديدها في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة باستثناء المناطق التي تتواجد فيها جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة الاسلامية.

ويجب ان يمتنع النظام السوري بحسب كيري، عن القيام بغارات “على المناطق التي تتواجد فيها المعارضة والتي تم الاتفاق عليها”. الا ان مقاتلي الفصائل المسلحة متحالفون في عدد من المناطق مع جبهة فتح الشام التي تعتبرها واشنطن وموسكو “ارهابية”.

الا ان مسؤولا في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) صرح انه حتى اذا صمدت الهدنة لسبعة ايام فان ذلك لا يعني بدء التعاون بشكل تلقائي. وقال ان “المهل قصيرة لكن الريبة كبيرة”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية