مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هيلاري كلينتون تخوض معركة حياتها ضد ترامب

المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في نيويورك في 7 حزيران/يونيو 2016 afp_tickers

دعت الديموقراطية هيلاري كلينتون الاميركيين الى ان يكتبوا معها صفحة جديدة من تاريخ الولايات المتحدة عبر انتخابها رئيسة للبلاد في تشرين الثاني/نوفمبر معبرة عن رفضها رسالة “الحقد” التي يوجهها الجمهوري دونالد ترامب.

وبعد ثماني سنوات تماما على هزيمتها امام باراك اوباما، اعلنت المرشحة البالغة من العمر 68 عاما فوزها في الانتخابات التمهيدية المضنية امام سناتور فيرمونت بيرني ساندرز.

وبعد سلسلة جديدة من عمليات الاقتراع، اصبح لديها ما يكفي من اصوات المندوبين لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي رسميا في فيلادلفيا في نهاية تموز/يوليو.

وفازت خصوصا في كاليفورنيا، الولاية الاكبر ضمن اقتراع “الثلاثاء الكبير” في ختام منافسة شديدة. وهذا الفوز يعتبر رمزيا ويرتقب ان يزيد الضغط على منافسها لكي ينسحب من السباق.

لكن بيرني ساندرز وعد بمواصلة “الثورة السياسية” حتى نهاية الانتخابات التمهيدية الثلاثاء المقبل في ولاية واشنطن. لكنه ترك الباب مفتوحا امام الانسحاب بتاكيده ان اولويته هي معركة الافكار ومنع دونالد ترامب من الوصول الى الرئاسة.

ومدت الديموقراطية اليد الى ملايين من انصار الاشتراكي ساندرز وهم عموما من شريحة الشباب واحتفلت بفوزها خلال سهرة طويلة في نيويورك.

واكدت انه انتصار “تاريخي” تحققه امرأة ومنعطف للولايات المتحدة التي تعاقب على رئاستها 44 رئيسا من الذكور مؤكدة تاييدها للمساواة بين الجنسين وحقوق الاقليات.

وقالت “لا تدعوا احدا يقول لكم ان اميركا غير قادرة على القيام بامور عظيمة”، مضيفة “استفيد من فرصة هذه السهرة والايام المقبلة لكي اؤكد على التاريخ الذي نكتبه هنا” وذلك بعد 16 عاما على مغادرة زوجها كلينتون البيت الابيض.

والحملة التي تبدا الان غير مسبوقة، لانها اولا تجري بين امرأة ورجل اعمال لا يحظى بخبرة سياسية، لكن ايضا لان المرشحين يثيران انقساما في الولايات المتحدة اكبر من اي وقت مضى.

وفي هذا السباق على تعزيز مستويات الشعبية، تريد كلينتون ان تطبع في اذهان الاميركيين صورة عن ترامب بانه رجل متهور وطائفي.

وقالت “هذه الانتخابات لن تكون شبيهة باي من المعارك القديمة بين الجمهوريين والديموقراطيين” مضيفة “هذه الانتخابات مختلفة لان هوية بلادنا على المحك”.

وعنونت الصحف الصادرة الاربعاء على انجاز كلينتون وبينها صحيفة “نيويورك بوست” التي كتبت على صفحتها الاولى “السيدة الاولى”.

– معركة قوية-

بالنسبة لدونالد ترامب فان نقطة ضعف هيلاري كلينتون هي سلسلة القضايا التي طالتها من تحقيق مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) حول استخدام بريدها الخاص حين كانت وزيرة خارجية (2009-2013) والتمويل الخارجي للمؤسسة التي اسسها زوجها بيل.

وقال الثلاثاء ان “الزوجين كلينتون اصبحا خبيرين في فن الاثراء الشخصي”، في اشارة الى تمويلات مؤسسة كلينتون.

وعلى غير عادته، قرأ رجل الاعمال خطابا مكتوبا وهو امر سخر منه باستمرار. ويبدو ان ترامب يريد اعادة ترتيب حملته بعد ايام من الجدل داخل المعسكر الجمهوري.

فقد دان مسؤولون جمهوريون تصريحاته عن حياد قاض فدرالي يتحدر من اميركا اللاتينية. وعبر رئيس مجلس النواب بول راين عن اسفه لهذه التصريحات “العنصرية”.

ورد ترامب الثلاثاء معتبرا ان تعليقاته “فسرت خطأ على انها هجوم علني على اشخاص من اصل مكسيكي”. واكد في بيان “انني صديق ورب عمل لآلاف من اصل مكسيكي او ناطقين بالاسبانية”.

وشدد على ما يعتبره قرارات “جائرة” و”خاطئة” صدرت عن القاضي كورييل في ملف “جامعة ترامب” وعلى علاقاته مع “بعض المنظمات المهنية”، معتبرا ان التساؤل عن “حياد” القاضي امر “مبرر”.

لكن تصريحات ترامب لم تجلب الهدوء بل ادت الى ردود فعل جديدة تعبر عن الاستياء.

وقال المرشح الجمهوري السابق جيب بوش انه “على دونالد ترامب سحب تعليقاته لا الدفاع عنها”، مؤكدا انه “لا مكان للعنصرية في الحزب الجمهوري في هذا البلد”.

وقال نورمان اورنشتاين الخبير السياسي في معهد “اميركان انتربرايز” لوكالة فرانس برس “كلينتون لديها معرفة وثيقة بملفات وبرنامج مفصل لكن بما ان ترامب ليس لديه برنامج، فانه لا احد يركز على الاختلاف بينهما. كما ان المرشحين يثيران الريبة اكثر من الثقة” لذلك فان السباق سيتركز على خلاف بين شخصيتين ولن يكون معركة حول الجوهر مثل الاقتصاد او السياسة الخارجية.

وتقوم استراتيجية معسكر كلينتون على استغلال الجدل الذي يثيره ترامب لالقاء الضوء على خبرة هيلاري كلينتون وقيمها.

وقال تيم ميلر المستشار الاعلامي السابق لدى الجمهوري جيب بوش الذي لم يكمل السباق الرئاسي “لا يمكن لاحد ان ينافس ترامب في حدة الكلام” مضيفا “من المؤكد انها ستخسر في حال خاضت معركة غير نظيفة”.

واوضح لوكالة فرانس برس انه سيكون على ترامب العمل لتشجيع مشاركة الناخبين السود والمتحدرين من دول اميركا اللاتينية والشباب.

وسبق ان وجهت كلينتون اشارات الاسبوع الماضي في سان دييغو حول حملتها ضد ترامب حيث انتقدت عدم تماسك خطابه مركزة على المصداقية التي تحظى بها هي على الساحة السياسية الخارجية.

وحتى الان نالت الديموقراطية 44% من نوايا الاصوات مقابل 42% لترامب.

وتوقع هوارد دين الرئيس السابق للحزب الديموقراطي الذي كان مرشحا للانتخابات التمهيدية في 2004 لوكالة فرانس برس انه “في حال واصلت كلينتون حملتها كما فعلت في سان دييغو، فسينتهي امر ترامب”.

وخصصت كلينتون جزءا كبيرا من خطابها الذي استغرق حوالى عشرين دقيقة الثلاثاء لتحدي خصمها الجمهوري وقالت “عندما يقول دونالد ترامب ان قاضيا مميزا في انديانا لا يمكنه القيام بمهامه بسبب اصوله المكسيكية او يسخر من صحافي مصاب باعاقة او يصف النساء بالخنازير، فهذا ابعد بكثير مما كنا نتصوره”، بينما كان مؤيدوها يعبرون عن غضبهم.

واضافت “نعتقد ان التعاون افضل من النزاع والوحدة افضل من الانقسام والانفتاح افضل من الكراهية (…) الجسور افضل من الجدران”، ملمحة بذلك الى الجدار الذي قال ترامب انه يريد بناءه على الحدود مع المكسيك.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية