مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

واشنطن تتحدى بكين قبل ساعات من مشاورات هاتفية بين ترامب ونظيره الصيني

صورة نشرتها البحرية الاميركية لاطلاق السفينة "يو اس اس ستيثام" صاروخا خلال مناورات عسكرية في 20 ايلول/سبتمبر 2016 afp_tickers

اقتربت بارجة اميركية الاحد من جزيرة تسيطر عليها بكين في بحر الصين الجنوبي في مؤشر جديد الى التوتر بين البلدين قبل بضع ساعات من مباحثات هاتفية بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جينبينغ.

وعبرت السفينة الاميركية “يو اس اس ستيثام” على مسافة اقل من 12 ميلا بحريا (22 كلم) من سواحل جزيرة ترايتون الصغيرة في ارخبيل جزر باراسيل الذي تسيطر عليه بكين وتطالب تايوان وفيتنام بالسيادة عليه ايضا.

وهذه العملية الاميركية هي الثانية من نوعها في بحر الصين الجنوبي بهدف احتواء طموحات بكين منذ تولي ترامب الرئاسة.

وكانت السفينة الحربية “يو اس اس ديوي” عبرت في 25 ايار/مايو قرب ارخبيل سبراتلي الواقع الى الجنوب من ارخبيل باراسيل.

وعبر هذه الخطوة التي تأتي قبل ساعات من مباحثات هاتفية بين الرئيسين الاميركي والصيني، يبدو ان واشنطن تتشدد في موقفها من بكين بعد جهود من التقارب عكستها في بداية نيسان/ابريل قمة فلوريدا بين ترامب ونظيره الصيني.

واتخذت الادارة الاميركية الاسبوع الفائت خطوات عدة من شانها اثارة استياء بكين.

فقد وافقت الخميس على بيع اسلحة بقيمة 1,4 مليار دولار لتايوان التي لا تزال الصين تعتبرها جزءا من اراضيها.

وفي اليوم نفسه، اعلنت واشنطن للمرة الاولى فرض عقوبات على مصرف “داندونغ” الصيني المتهم بتسهيل تبادلات لصالح شركات ضالعة في تطوير الترسانة البالستية لكوريا الشمالية.

والخميس ايضا، اعربت الخارجية الاميركية عن قلقها حيال احترام الحريات في هونغ كونغ بعد عشرين عاما من عودة المدينة الى الحظيرة الصينية.

والثلاثاء، ادرجت الدبلوماسية الاميركية الصين على لائحتها السوداء لتهريب البشر، مساوية اياها بسوريا وكوريا الشمالية وفنزويلا.

– “لم تؤت ثمارا” –

وتتنافي هذه الخطوات المتتالية ومضمون اجتماع فلوريدا وما اعقبه من مبادرات حسن نية وخصوصا اعلان اتفاق في منتصف ايار/مايو حول تصدير لحوم البقر والغاز من الولايات المتحدة الى الصين.

لكن ترامب لم يخف في الاونة الاخيرة خيبة امله من جهود بكين للضغط على نظام كوريا الشمالية بعدما واظب طوال اشهر على الاشادة بحسن نية الحكومة الصينية على هذا الصعيد.

وكتب في تغريدة قبل اسبوعين ان الجهود الصينية “لم تؤت ثمارا”.

واجرت بيونغ يانغ في الاشهر الاخيرة تجارب صاروخية عدة منتهكة قرارات مجلس الامن الدولي.

وتطالب بكين بمعظم بحر الصين الجنوبي بما يشمل مناطق قريبة من سواحل دول عدة في جنوب شرق آسيا.

وتحتل ارخبيل باراسيل وعددا من الجزر الصغيرة والشعاب المرجانية في ارخبيل سبراتلي حيث بنت جزرا اصطناعية قادرة على استقبال قواعد عسكرية.

والاسبوع الفائت، اورد مركز الدراسات الاميركي المتخصص “ايه ام تي اي” ان ثلاث قواعد اقامتها بكين في ارخبيل سبراتلي باتت جاهزة لاستقبال مقاتلات ومنصات لاطلاق الصواريخ.

ونبه المركز الى ان نشر هذه الاسلحة، اضافة الى ما تم انجازه في جزر باراسيل، “سيتيح للطائرات الصينية ان تنفذ عمليات في غالبية منطقة بحر الصين الجنوبي”.

وسيتحدث ترامب هاتفيا مع نظيره الصيني الاحد في الساعة 20,45 (00,45 ت غ الاثنين) ومع رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي في الساعة 20,00 (00,00 ت غ الاثنين).

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية