مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

واشنطن تدعم نظاما فدراليا في العراق وتعتبر قتل الصحافي الاميركي “هجوما ارهابيا”

نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في واشنطن في 10 حزيران/يونيو 2014 afp_tickers

اعلن نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ان واشنطن تدعم نظاما فدراليا في العراق حيث قتل سبعون شخصا على الاقل برصاص اطلقه عناصر ميليشيا شيعية على مصلين في مسجد سني شمال شرق بغداد.

واعتبرت واشنطن قتل الصحافي الاميركي جيمس فولي “هجوما ارهابيا” على الولايات المتحدة مصعدة بذلك المواجهة مع تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي يسيطر على منطقة واسعة في العراق.

وقال مساعد مستشار الامن القومي بن رودس “حين ترون شخصا يقتل بهذا الشكل الفظيع، فهذا الامر يشكل هجوما ارهابيا على بلادنا”، مؤكدا ان “مناقشات مكثفة تجري لما هو ضروري للرد على هذا التهديد”.

ومنذ الثامن من اب/اغسطس، شنت الولايات المتحدة اكثر من تسعين غارة جوية على شمال العراق مستهدفة مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية وخصوصا حول سد الموصل الاستراتيجي الذي استعادته القوات الكردية والعراقية الاحد.

من جهته، دان مجلس الامن الدولي الجمعة “القتل الجبان والشائن” للصحافي الاميركي.

وقال اعضاء المجلس ال15 في بيان صدر بالاجماع انهم “يدينون بقوة القتل الجبان والشائن لجيمس فولي” بيد الدولة الاسلامية.

وفي محافظة ديالى التي تعتبر عراقا مصغرا كونها تضم خليطا من القوميات والاديان والمذاهب التي تعيش في ارض الرافدين، قال ضباط في الجيش والشرطة العراقيين ان مسلحين في ميليشيا شيعية النار اطلقوا الجمعة على مصلين في مسجد سني مما ادى الى مقتل سبعين شخصا.

ووقع الهجوم على مسجد مصعب بن عمير في احدى قرى منطقة حمرين التابعة لمحافظة ديالى على اثر مقتل مسلحين شيعة في مواجهات في المنطقة ذاتها. وقالت مصادر اخرى ان السبب يعود الى استهداف عناصر ميليشيا شيعية بقنبلة.

ويمكن ان يؤجج هذا الحادث التوتر الطائفي ويزيد من غضب الاقلية العربية السنية على الحكومة التي تهيمن عليها الغالبية العربية الشيعية في الوقت الذي تحتاج فيه السلطات الى تعاون هذه الاقلية في التصدي لمسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية” المتطرف.

وشن هذا التنظيم في التاسعة من حزيران/يونيو هجوما كاسحا على مناطق شمال بغداد وغربها وشرقها وسيطر على مناطق في خمس محافظات بينها ديالى.

ودانت الولايات المتحدة الهجوم “العبثي والبغيض” على المسجد السني ودعت جميع القادة العراقيين الى التصدي معا للتطرف الاسلامي.

واكدت وزارة الخارجية الاميركية في بيان على “الحاجة الملحة للقادة العراقيين من كل الاتجاهات السياسية لاتخاذ الاجراءات الضرورية من اجل المساهمة في توحيد البلاد ضد كل المجموعات العنيفة المتطرفة”.

واضاف البيان “ندعو جميع القادة العراقيين الى تشكيل حكومة جديدة وفقا للمهل الدستورية والوقوف ضد كل المجموعات العنيفة المتطرفة”.

ومساء الجمعة، اعلنت الوزارة عن محادثات هاتفية بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره العراقي هوشيار زيباري اتفقا خلالها على “وجوب التقدم سريعا نحو تشكيل حكومة” في بغداد.

وقد اعرب زيباري عن “تعازيه الحارة بمقتل الصحافي الاميركي جيمس فولي بوحشية من قبل الدولة الاسلامية” بينما قدم كيري “تعازيه على مقتل العديد من العراقيين من كل الطوائف ومن كل الاتنيات في الهجمات الوحشية التي تشنها الدولة الاسلامية”.

وقد اكدا ان “العراق والولايات المتحدة والمنطقة والاسرة الدولية يجب ان يقفوا جنبا الى جنب من اجل مواجهة هذا التهديد”، حسب بيان الخارجية الاميركية.

وكانت الحكومة العراقية توجهت بعد اندحار القوات النظامية العراقية امام هجوم تنظيم “الدولة الاسلامية”، الى الميليشيات الشيعية التي كانت حاربتها، طلبا لدعم قواتها.

وبهد ساعات، اكد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الجمعة ان الولايات المتحدة تدعم نظاما فدراليا في العراق ودعا الى وحدة البلاد التي تعاني من انقسام كبير.

وفي مقال نشر في صحيفة واشنطن بوست، يقترح بايدن الذي يؤيد بايدن منذ فترة طويلة خطة تقضي بتقسيم العراق الى ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي للشيعة والسنة والاكراد، “نظام فدراليا فعالا” كوسيلة لتجاوز الانقسامات في العراق.

وكتب نائب الرئيس الاميركي ان خطة من هذا النزع “ستؤمن تقاسما عادلا للعائدات بين كل الاقاليم وتسمح باقامة بنى امنية متمركزة محليا مثل حرس وطني لحماية السكان في المدن ومنع تمدد الدولة الاسلامية، وفي الوقت نفسه (تضمن) حماية وحدة وسلامة اراضي العراق”.

وشنت قوات الجيش العراقي والبشمركة الكردية عملية مشتركة فجر الجمعة لاستعادة السيطرة على ناحيتي جلولاء والسعدية في محافظة ديالى (شمال شرق بغداد) اللتين تمكن مسلحو الدولة الاسلامية من فرض سيطرتهم عليهما مطلع الشهر الجاري.

والعملية المشتركة بين الجيش العراقي وقوات البشمركة هي الثانية بعد سد الموصل الذي استعادته من الدولة الاسلامية الاحد الماضي.

وتمكنت قوة مشتركة من البشمركة وقوات مكافحة الارهاب الاتحادية بغطاء جوي اميركي من تحرير سد الموصل العملاق من سيطرة عناصر الدولة الاسلامية بعد معارك استمرت يومين.

من جهة ثانية دعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي وكيل المرجع الكبير اية الله علي السيستاني الجمعة الى التحرك لفك الحصار الذي يفرضه مقاتلو الدولة الاسلامية على ناحية امرلي التركمانية، التي تقع على بعد 75 كلم جنوب كركوك.

وصمدت هذه البلدة الواقعة على بعد 160 كلم شمال بغداد امام محاولات الدولة الاسلامية لاحتلالها منذ شهرين، على الرغم من قطع المياه والطعام وتطويقها من جميع المنافذ.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية