مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

واشنطن تعمل على رص صفوف التحالف الدولي ضد الجهاديين بعد الاعتداءات

موكب لتنظيم الدولة الاسلامية في شوارع سرت، مطلع 2015 afp_tickers

بعد عامين من بدء غاراتها على تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق، التقت قرب واشنطن الاربعاء الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بعد سلسلة اعتداءات تبناها التنظيم الجهادي في العالم في الفترة الاخيرة.

وقال وزير الدفاع اشتون كارتر لدى افتتاح الاجتماع “علينا جميعا ان نبذل مزيدا من الجهود”.

ويشارك في الاجتماع عدد من وزراء الدفاع بينهم الفرنسي جان ايف لودريان، وهو يعقد في قاعدة اندروز الجوية الضخمة في ضواحي العاصمة الفدرالية.

وتابع الوزير الاميركي “علينا التاكد” من ان القوات العراقية والجماعات السورية المتعاونة مع التحالف “لديها ما تحتاج له للفوز في المعركة” ضد الجهاديين ثم “لاعادة اعمار مناطقها وادارتها”.

من جهته اقر وزير الخارجية جون كيري ظهر الاربعاء خلال استضافته لمؤتمر لمانحي العراق “ان المعركة ضد داعش بعيدة عن نهايتها بالطبع، رغم احرازنا التقدم”.

ويستقبل كيري الخميس حوالى 30 من نظرائه من دول التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية الذي انشئ في صيف 2014. وشن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حوالى 14000 غارة في سوريا والعراق في عامين.

كما اشاد وزير الخارجية الاميركي “بالاندفاعة” في مكافحة التنظيم المتطرف مع الاقرار بان “اعمال الارهاب تبقى خطرا يوميا دائما”.

وان كانت سيطرة التنظيم المتطرف على الارض بدأت بالانحسار في سوريا والعراق، فقد انتقل عناصره وآخرون متأثرون به، الى تنفيذ اعتداءات رهيبة في نيس واسطنبول وبغداد ودكا وحتى في المانيا اوقعت مئات القتلى والجرحى.

– “مئة مخطط لتنظيم الدولة الاسلامية منذ 2014” –

وخلص رئيس لجنة الامن الداخلي في الكونغرس مايكل ماكول في تقرير الى وقوع اكثر من “100 مخطط ارهابي متصل بتنظيم الدولة الاسلامية ضد الغرب منذ 2014”.

وعلق الخبير في المجلس الاطلسي للبحوث في واشنطن مايكل فايس ان “تنظيم الدولة الاسلامية تلقى ضربات موجعة، لكن لم يتم القضاء عليه”.

اضاف الخبير “طبعا فقد قدرته على الاحتفاظ بمساحات واسعة من الاراضي، لكنه لم يفقد قدرته على تنفيذ اعتداءات ظرفية”.

وخسر التنظيم في العراق قرابة 50%، وفي سوريا ما بين 20 و30% من الاراضي التي سيطر عليها في 2014، وفق واشنطن.

كما يعتزم التحالف الدولي البدء بسرعة بمعركة استعادة مدينة الموصل في شمال العراق بعد اخراج التنظيم من معقله في الفلوجة الواقعة على بعد نحو سبعين كيلومترا الى الغرب من بغداد.

لكن فايس شكك في القدرة على استعادة الموصل والرقة في شمال سوريا التي يعتبرها الجهاديون بمثابة عاصمة “لخلافتهم”، قبل نهاية عهد اوباما في كانون الثاني/يناير.

في سوريا حيث اودت الحرب بحياة اكثر من 280 الف شخص وشردت الملايين، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء ان نحو 60 مدنيا بينهم اطفال قتلوا في غارات نفذها التحالف الدولي في بلدة الاتارب التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في حلب.

وزار جون كيري موسكو الجمعة حيث اتفق مع المسؤولين الروس على “اجراءات ملموسة” لم يكشف عن تفاصيلها لانقاذ الهدنة ومحاربة الجهاديين في سوريا.

– مليارا دولار من اجل العراق –

كذلك يبحث اعضاء التحالف ما بعد القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية، لا سيما بالنسبة الى العراق الذي تسعى الولايات المتحدة وكندا واليابان والمانيا وهولندا والكويت الى جمع “ملياري دولار على الاقل” من اجله، وفق كيري.

فبغداد تحتاج الى المال لاعادة النازحين الى المناطق التي تستعيدها من الجهاديين واعادة اعمار البلاد. وقال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري الثلاثاء في واشنطن ان “الوقت حان لمساعدة العراق لما بعد التحرير”، مطالبا بخطة مارشال.

واستعادت القوات العراقية الفلوجة وتقدمت في وادي دجلة باتجاه الموصل وسيطرت على قاعدة القيارة القديمة على بعد نحو ستين كيلومترا جنوب المدينة والتي سيتم الانطلاق منها لمهاجمة الموصل، وفق العسكريين الاميركيين.

واعلنت واشنطن كذلك ارسال مئات من الجنود الاضافيين الى العراق لمساعدة الجيش العراقي في معركة استعادة الموصل ليرتفع عدد الجنود الاميركيين في العراق الى 4600.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية