مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

واشنطن تنتقد غياب الامن في مكان تحطم الطائرة الماليزية في اوكرانيا

عمال الانقا الاوكرانيون يجمعون جثث ضحايا الطائرة الماليزية التي تحطمت في غرابوف شرق اوكرانيا، في 19 تموز/يوليو 2014 afp_tickers

عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من غياب الامن في مكان تحطم الطائرة الماليزية في شرق اوكرانيا الذي يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا، ودعت مجددا الى حماية الادلة وضمان وصول المحققين الدوليين الى الموقع.

وبعد 48 ساعة على سقوط الطائرة التي كانت تقوم برحلة بين امستردام وكوالالمبور وعلى متنها 298 شخصا بينهم 192 هولنديا، وتقول واشنطن انها اسقطت بصاروخ ارض جو، ما زال المتمردون يمنعون المسؤولين الاوكرانيين والمفتشين الدوليين من الوصول الى الموقع.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي ان “الموقع ليس مؤمنا وهناك العديد من الافادات بشأن نقل جثث وسحب قطع من الطائرة وهي تترافق مع امكانية تزوير ادلة”.

واضافت “هذا امر غير مقبول وهذه اهانة لكل الاشخاص الذين فقدوا اقارب لهم واهانة للكرامة التي ندين بها للضحايا”.

وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اعرب السبت لنظيره الروسي سيرغي لافروف عن قلقه “العميق” لعدم السماح لمراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا من الوصول الى موقع تحطم الطائرة، داعيا موسكو الى ان تتخذ اجراءات فورية “لخفض التوتر في اوكرانيا والعمل على ان يتوقف المتمردون الموالون لروسيا عن القتال.

وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان كيري اعرب للافروف في اتصال هاتفي عن “قلق الولايات المتحدة العميق من منع المراقبين الدوليين التابعين لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا لليوم الثاني على التوالي من الوصول كما ينبغي الى موقع تحطم الطائرة”.

واضافت ان كيري ابلغ نظيره الروسي في هذه “المحادثة الصريحة”، ان “الولايات المتحدة قلقة للغاية ايضا من التقارير التي تفيد بأنه تم العبث ببعض بقايا الضحايا او الحطام، او سحبها بطريقة غير مناسبة من موقع” تحطم الطائرة الماليزية.

من جهته، صرح وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس خلال لقاء مع الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو انه يشعر “بصدمة واستياء” من طريقة التعامل مع الجثث.

ووعد بان “يفعل ما بوسعه لمحاكمة المذنبين (…) ليس فقط الذين ضغطوا الزر بل والذين جعلوا ذلك ممكنا ايضا”.

وفي لاهاي، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته ان الرئيس الروسي “يجب ان يتحمل مسؤولياته حيال المتمردين”، وذلك “بعد محادثة هاتفية مكثفة معه”. واضاف انه على بوتين ان “يظهر للعالم وهولندا انه يفعل ما هو متوقع منه”.

من جهته، دان رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت “حالة الفوضى الكاملة” في مكان سقوط الطائرة التي كانت تقل بين ركابها 28 استراليا، وطالب روسيا بالتعاون في التحقيق.

وقال ابوت للقناة التلفزيونية اي بي سي، ان “الصعوبة هي ان الفوضى، الفوضى الكاملة تعم المكان”، موضحا ان “الامور التي تجرى عادة في موقع تحطم طائرة لم تجر” في هذا الحادث.

واضاف انه “من الضروري جدا ان تفعل استراليا ما بوسعها لاستعادة الجثث والتأكد من حماية الموقع واجراءات تحقيق صحيح واحقاق العدل”.

ولم يسمح لحوالى ثلاثين مفتشا من منظمة الامن والتعاون في اوروبا سوى “بدخول محدود”الى الموقع الذي يمتد على مساحة عدة كيلومترات مربعة تبعثرت فيه الحقائب والجثث ووثائق وتنبعث منه روائح كريهة.

واعلن الناطق باسم البعثة مايكل بوسيوركيف مساء السبت ان بعض قطع حطام الطائرة “نقلت على ما يبدو” في موقع تحطم طائرة البوينغ 777.

وتحدث عن “اكياس من السوق الحرة مفتوحة (…) وزجاجات للمشروبات الكحولية كسرت”، وقطع اخرى احترقت لكنها سقطت في اماكن لا تبدو عليها آثار نيران.

اما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، فدعا في مقال في صحيفة صنداي تايمز الى مزيد من الحزم حيال روسيا، وطلب من الغرب “تغيير مقاربته مع موسكو”.

وقال ان “روسيا يمكنها ان تستغل هذه الفرصة لتخرج من هذه الازمة الخطيرة التي تتفاقم. آمل ان تفعل ذلك. لكن اذا لم يحدث ذلك فسنتحرك بحزم”.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اشار الى ان الطائرة اصيبت بصاروخ اطلق من منطقة يسيطر عليها الانفصاليون “المدعومون من روسيا”، معتبرا ان هذه القضية “انذار” لاوروبا في علاقاتها مع موسكو.

وتنفي روسيا اي مسؤولية لها في هذا الحادث.

واتفقت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل وبوتين على اجراء تحقيق دولي ومستقل باشراف المنظمة الدولية للطيران المدني حول حادث تحطم الطائرة.

لكن وزير النقل الماليزي ليوا تيونغ لاي تحدث عن “مؤشرات حيوية” لم تتم حمايتها في الموقع. وقال ان “تدخلات في مكان سقوط الطائرة يمكن ان تضر بالتحقيق بحد ذاته”.

وفي الوقت نفسه، اتهمت الحكومة المتمردين الذين يشتبه بانهم اسقطوا طائرة البوينغ “بالسعي الى تخريب الادلة على هذه الجريمة الدولية، بدعم من روسيا”.

وتحطمت الطائرة في منطقة يسيطر عليها المتمردون بالقرب من مدينة شاختارسك. ويجعل النزاع المسلح بين المتمردين الذين رفضوا وقفا آنيا لاطلاق النار وحكومة كييف العمليات اكثر صعوبة.

وقالت حكومة كييف في بيان رسمي امس ان “الارهابيين نقلوا 38 جثة الى مشرحة دونيتسك حيث قال اطباء يتحدثون بلكنة روسية واضحة انهم سيقومون بتشريحها. ويبحث الارهابيون ايضا عن وسائل نقل لنقل بقايا الطائرة الى روسيا”.

واكد زعيم انفصالي لصحافيين من وكالة فرانس برس السبت في غرابوف ان جثثا نقلت الى مشرحة دونيتسك. وقال ان “27 جثة نقلت صباح اليوم” السبت.

وتحت اشراف المتمردين، يقوم رجال الانقاذ الذين يرتدون بزات بيضاء وقفازات بيضاء وزرقاء بوضع اشلاء جثث في اكياس سوداء للموتى.

وفي دونيتسك يقوم مقاتلان مسلحان من المتمردين بحماية مدخل المشرحة ويمنعان اخذ صور او لقطات لها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية