مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

والدا جندي اسرائيلي قتل في غزة يريدان استعادة رفاته

اللفتنانت الاسرائيلي هدار غولدين الذي قتل في غزة في آب/اغسطس 2014 afp_tickers

بعد أربعة أعوام على مقتل ابنهما في الأول من آب/اغسطس 2014 في واحد من الأيام الأكثر دموية في حرب اسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، تحول سمحا وليا غولدين إلى وجهين يتابع الاسرائيليون معركتهما باهتمام كبير لاستعادة رفاته.

وحضر آلاف الأشخاص تشييع اللفتنانت هدار غولدن الذي كان في الثالثة والعشرين من العمر، في مقبرة بعد يومين على مقتله، في مقبرة كفر سابا.

لكن في الواقع لم تتسلم ليا خبيرة المعلوماتية وسمحا أستاذ التاريخ، جثته التي لم يتم العثور عليها. ويبدو أنها موجودة بانتظار عملية تبادل، لدى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة وتطبق وقف إطلاق نار هش مع اسرائيل.

ومنذ مقتل هدار، تكافح ليا وسيمحا غولدين لاستعادة جثة أحد أبنائهما الأربعة. وفي الأسابيع الأخيرة، أثارت قضيتهما اهتماما أكبر مع الجهود الدبلوماسية التي تبذل لهدنة طويلة الأمد بين اسرائيل وحماس.

وأكدا لوكالة فرانس برس أنه إذا وافقت الدولة العبرية باتفاق طويل الأمد مع الحركة الفلسطينية بدون أن تتمكن من تأمين عودة رفاته إلى عائلته، فإن والدي الجندي سيشعران بالإهانة وسيكون ذلك عارا على الحكومة الاسرائيلية.

– ضغط على نتانياهو –

التقى سمحا وليا غولدين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في الثاني من ايلول/سبتمبر، ومعهما أفراد عائلة أورون شاول أحد الجنود الاسرائيليين الذين قتلوا في 2014 ولم يعثر على جثته أيضا.

وأكد نتانياهو لهؤلاء أنه لن يكون هناك “أي ترتيبات مع حماس بدون إعادة جثماني الجنديين”.

لكن الزوجين غادرا “خائبين” مقر رئاسة الحكومة ويواصلان اتهام نتانياهو بأنه “لا يفعل شيئا مهما” من أجل ابنهما.

وقتل هدار غولدين في الأول من آب/أغسطس خلال مهمة استطلاع في نفق بالقرب من رفح بجنوب قطاع غزة، خلال هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة.

ويبدو أن مقاتلين فلسطينيين باغتوه مع رفاقه. ونجح الفلسطينيون في نقل جثته إلى النفق بعد هذه المواجهة التي قتل فيها ثلاثة اسرائيليين.

وانهيار الهدنة واختفاء هدار غولدين أديا إلى تصاعد النزاع وصبت اسرائيل على رفح وابلا من القذائف بينما كان يعتقد أن الجندي على قيد الحياة.

وقتل عشرات الفلسطينيين (حوالى سبعين مدنيا حسب الجيش الاسرائيلي و135 على الأقل حسب منظمة العفو الدولية) في يوم “الجمعة الأسود” هذا.

وقتل في هذه الحرب أكثر من 2200 فلسطين بينهم 551 طفلا، حسب الأمم المتحدة.

وقال سمحا غولدين أنه كان على نتانياهو أن “يشترط لإنهاء الحرب إعادة الجنود، ولم يفعل ذلك لذلك تستمر هذه القضية منذ أربعة أعوام”.

– حتى غزة –

في نظر الاسرائيليين، يشبه مصير الجندي غولدين قضية الجندي جلعاد شاليط الذي خطف في 2006 وبقي محتجزا خمسة أعوام. وقد أفرج عنه في 2011 في إطار عملية تبادل شملت ألف أسير فلسطيني.

ومصير الجنود المفقودين قضية تتسم بحساسية كبيرة في اسرائيل التي يبلغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة ومعظم الشباب اليهود فيها يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية، بينما تولي الديانة اليهودية أهمية كبرى للشعائر الجنائزية.

ولتوعية الرأي العام بقضيتهم، نظم والدا الجندي معارض للوحاته وشاركا في نقاشات في البرلمان والتقيا وزراء. كما دعيا إلى الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي.

وأثارت معاناة الوالدين مشاعر الكثير من الاسرائيليين.

وتؤكد ليا غولدين أنها لن تكف عن بذلك الجهود “حتى إذا اضطررت للذهاب إلى غزة”، ليس من أجل ابنها وحده، بل من أجل كل الجنود “الذين سيقاتلون في الحرب المقبلة”، كما قالت.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية