مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إصابة بوريس جونسون بكوفيد-19 وحصيلة الوفيات العالمية تتجاوز 25 ألفا

الشرطة تفرق أشخاصا تجمعوا وسط مدينة غلاسكو بتاريخ 27 آذار/مارس 2020 afp_tickers

بات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أول مسؤول حكومي رفيع المستوى تتأكّد إصابته بفيروس كورونا المستجد الجمعة بينما سجّلت إيطاليا أكبر عدد يومي من الوفيات على الإطلاق في العالم مع فقدان أكثر من 25 ألف شخص حياتهم.

وفي آخر التطورات، أظهر تعداد أعّدته فرانس برس أن عدد الوفيات بلغ 25 ألفا و66 حتى الساعة 11,00 ت غ الجمعة معظمهم في أوروبا، بينما تجاوز عدد الإصابات في الولايات المتحدة ذاك الذي تم تسجيله في الصين.

وتعاني الاقتصادات كذلك إذ أشارت مديرة صندوق النقد الدولي إلى أنه من الواضح أن العالم دخل في مرحلة ركود في وقت تحوّلت جنوب إفريقيا إلى آخر دولة تفرض إجراءات عزل تام مع تسجيلها أولى الوفيات بكوفيد-19.

وأفاد جونسون، الذي سجّلت بلاده أكثر من 14 ألف إصابة بالفيروس و759 وفاة، أنه أصيب بعوارض طفيفة خلال الساعات الـ24 الأخيرة وفرض حجرا صحيا على نفسه بعدما أثبتت التحاليل إصابته.

وتأكّدت كذلك إصابة وزير الصحة البريطاني مات هانكوك كذلك وظهرت عليه هو الآخر عوارض طفيفة.

وأعلنت إيطاليا الجمعة تسجيل ما يقارب من ألف وفاة خلال 24 ساعة، وهي حصيلة قياسية في البلد والعالم، بحسب الأرقام الرسمية للدفاع المدني. وبذلك، ارتفع العدد الاجمالي للوفيات في إيطاليا إلى 9134، في حين أشار خبراء إلى أن الوباء قد يبلغ ذروته في البلاد خلال أيام بينما حذّرت السلطات الإقليمية من أن نهاية الأزمة لا تزال بعيدة.

وبالمجمل، سجّلت أوروبا أكثر من 300 ألف إصابة بالفيروس، أكثر من نصفهم في إيطاليا وإسبانيا، بحسب حصيلة لفرانس برس الجمعة.

وبلغ إجمالي عدد الوفيات في إسبانيا 4858 بعد وفاة 769 شخصا خلال الساعات الـ24 الماضية، في عدد يومي قياسي. لكن وتيرة الإصابات الجديدة بدت أبطأ في إسبانيا، وهو أمر وصفه المسؤولون بحذّر بأنه “مطمئن”.

وعانت أوروبا بشدّة من تداعيات الوباء خلال الأسابيع الأخيرة، إذ يعيش الملايين في أنحاء القارة في إجراءات عزل تام تركت شوارع باريس وروما ومدريد مقفرة.

– “عانت فقط من السعال” –

وفي فرنسا، حيث توفي 1995 شخصا جرّاء الوباء، أعلنت الحكومة تمديد قرار العزل التام حتى 15 نيسان/ابريل على أقل تقدير.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب “نجد أنفسنا في أزمة ستستمر وفي وضع صحي لن يتحسن في وقت قريب”.

وهزّت فرنسا، التي سجّلت 299 وفاة خلال 24 ساعة، خصوصا وفاة فتاة تبلغ من العمر 16 عاما بالفيروس وشكّلت صفعة للكثير من صغار السن الذين اعتقدوا حتى الآن بأنهم بمنأى عن الوباء.

وقالت سابين، والدة الفتاة، لفرانس برس إن جولي “عانت من سعال فقط” في البداية لكن حالتها تدهورت سريعا. وتوفيت الأربعاء بعد أقل من أسبوع على ظهور أولى العوارض عليها.

وأضافت سابين “الأمر لا يحتمل. كان من المفترض أن نعيش حياة طبيعية”.

– “لم ينصتوا” –

وتحوّل التركيز كذلك إلى الولايات المتحدة حيث بلغ عدد الإصابات المؤكدة نحو 94,238 ألفا، أي أعلى من الصين وإيطاليا.

وفي مدينة نيويورك، يواجه موظفو الصحة حصيلة متزايدة من الوفيات والمصابين في معقل الوباء في الولايات المتحدة، بما في ذلك عددا متزايدا من المرضى الأصغر سنا.

وقال موظف متخصص بمجال التنفس في المركز الطبي اليهودي لفرانس برس “الآن (الضحايا في) الخمسينات والأربعينات والثلاثينات” من عمرهم.

وأضاف “لم ينصتوا بشأن عدم الخروج وحماية أنفسهم وغسل أيديهم”.

وقال “مشاهدة شخص في الثلاثينات من عمره يموت أمر صعب. لا يمكنهم تلقي زيارات. يبقون وحدهم في الغرف مع معدّات التنفّس. إنه أمر مثير للكآبة”.

وظهر الفيروس بداية في الصين أواخر العام الماضي قبل أن ينتشر عالميا لتسجّل 550 ألف إصابة في 183 بلدا ومنطقة.

ويدرس العلماء يوميا النمو المتسارع للوباء لمعرفة إن كان سيكون بإمكانهم الانتصار عليه والحد من انتشاره.

وعلى مدى الأيام الستة الماضية، تم تشخيص حالات جديدة حول العالم تعادل تلك التي تم تشخيصها في الأيام الـ80 السابقة.

ونجحت بكين في السيطرة على تفشي الوباء عبر فرض إجراءات عزل وحجر تام لتبدأ ووهان، التي كانت بؤرة الوباء، عملية تخفيف القيود المشددة على الحركة التي فرضت على مدى شهرين.

وطُلب من ثلاثة مليارات شخص حول العالم التزام منازلهم، لتنقلب حياة الناس اليومية حول العالم رأسا على عقب.

واستُنزفت أنظمة الرعاية الصحية في الدول الأكثر تقدما لتصل إلى نقطة الانهيار بينما اضطر العاملون في مجال الصحة إلى اتّخاذ قرارات صعبة.

وقالت ساره تشينشيلا التي تعمل في مستشفى للأطفال قرب مدريد لفرانس برس “لدي خمسة مرضى وسرير واحد فقط. علي أن أختار من سيحصل عليه”.

وحذّرت منظمة الصحة العالمية الجمعة من أن النقص الشديد في معدّات الوقاية للموظفين الصحيين الذين يواجهون الوباء كوفيد-19 يعد بين التهديدات الأكثر إلحاحا بالنسبة إلى العالم حاليا.

وتصيب إجراءات العزل والقرارات المشابهة الاقتصاد العالمي في مقتل في ظل مخاوف من حدوث انكماش اسوأ من ذلك الذي حصل في ثلاثينات القرن الماضي إبان حقبة الكساد الكبير.

وقالت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستينا جيورجيفا الجمعة إنه “من الواضح أننا دخلنا ركودا سيكون اسوأ مما حصل في 2009 إثر الأزمة المالية العالمية”.

وعقد زعماء من مجموعة العشرين محادثات أزمة عبر تقنية الفيديو الخميس معلنين حزمة إنقاذ مالية تقدر بخمسة تريليونات دولار “من أجل مواجهة التأثير المالي والاجتماعي والاقتصادي للوباء”.

وساهمت حزم تحفيز غير مسبوقة في استعادة الأسواق عافيتها بعد شهر قاس، لكن الناس حول العالم يتحضرون لمصاعب اقتصادية.

وأعلنت الولايات المتحدة أن نحو 3,3 مليون شخص قدموا طلبات إعانة بطالة الأسبوع الماضي ما يشكل الرقم الأعلى على الإطلاق في هذا الصدد.

وعانى الموظفون في قطاع التجزئة على وجه الخصوص حيث أغلقت العديد من الدول كافة الأعمال التجارية غير الأساسية، في حين تعرضت صناعة السياحة العالمية والطيران إلى ضربات مدمرة.

– جيش المتطوعين –

وتوقعت منظمة السياحة العالمية الجمعة انخفاض عدد السياح بنحو 20-30 في المئة هذا العام مع خسائر للسياحة الدولية تقدر بقرابة 300 إلى 450 مليار دولار.

ولكن أمكن رؤية بصيص أمل في ظل الأزمة.

وبادرت جماعات مسلحة في اليمن والكاميرون والفيليبين إلى تخفيض وتيرة العنف بعد مناشدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لإيقاف النار.

كما انبثقت جيوش من المتطوعين في العديد من البلدان لمساعدة المحتاجين أو إيصال الطعام إلى المسنين أو حتى عرض خدمات الإيصال بسيارات الأجرة مجاناً، فضلاً عن توفير مساكن من دون ايجار للعاملين في القطاع الصحي وأقنعة واقعية تمت حياكتها في المنزل.

وقال لورينزو ماستروسيزاري وهو متطوع في روما “سلمنا اليوم بشكل عاجل أدوية لمرض السكر عبر النافذة إلى كلاوديا البالغة من العمر 70 عاما وتقطن مع والدتها التي تكبرها بعشرين عاما”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية