مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وزراء اسرائيليون يدافعون عن جنود بدوا فرحين باطلاق النار على فلسطيني

جنود اسرائيليون متمركزون عند الحدود مع قطاع غزة خلال مواجهات مع متظاهرين فلسطينيين في 30 اذار/مارس 2018 afp_tickers

دافع وزراء يمينيون اسرائيليون الثلاثاء عن جنود ظهروا في شريط فيديو فرحين بعد اطلاق النار من بعد على فلسطيني لا يبدو أنه كان يشكل خطراً، قبل أن يسقط أرضا على الحدود بين الدولة العبرية وقطاع غزة.

واشاد وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان بالقناص الذي ظهر في شريط فيديو يطلق النار على الفلسطيني. وقد لقي هذا الشريط انتشارا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال ليبرمان خلال زيارة قام بها الى قاعدة عسكرية في الجولان السوري المحتل “القناص يستحق وسام شرف، بينما يجب تجريد مصور الفيديو من رتبة العسكرية.”

وقلل وزير الامن العام الاسرائيلي من حزب الليكود الحاكم غلعاد اردان من اهمية الشريط الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال “كل شيء على ما يرام. انتم تثيرون ضجة أكبر من اللازم”.

واضاف اردان ان “اطلاق النار ليس على أي كان، انما على مخرب يقترب من الشريط الحدودي في وقت ممنوع فيه الدخول، وجاء من منطقة تسيطر عليها حركة حماس”.

وتابع معلقا على كلام الجنود “هذه ردود فعل انسانية لجنود موجودين في موقع توتر”.

وقامت القناة العاشرة الخاصة ببث شريط الفيديو من دون ان تكشف كيف حصلت عليه، ثم جرى تداوله على نطاق واسع سواء على مواقع التواصل الاجتماعي او عبر محطات تلفزيونية اخرى. وقد تم تصويره من الجانب الاسرائيلي من الحدود مع قطاع غزة التي شهدت منذ 30 آذار/مارس مواجهات دامية بين الجيش الاسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين أوقعت 31 قتيلا فلسطينيا وعشرات الجرحى.

ويُسمع في الشريط صوت جنود يتحدثون بالعبرية، ثم صوت يقول بالعبرية “اقتله هل لديك رصاصة؟”، في حين يبدو على مسافة بعيدة شبان فلسطينيون. ويرد الجندي القناص بالقول “لا استطيع رؤيته جيدا بسبب الاسلاك الشائكة. ابن العاهرة انه يتحرك كثيرا”.

ويسمع صوت جندي آخر يقول “اقترب صوبي المكان هنا افضل، الذي يرتدي الازرق لي (بمعنى ساتكفل به).. هل ستضرب الذي يرتدي اللون الوردي؟”.

ويُسمع اطلاق رصاصة واحدة تصيب الشاب الفلسطيني الذي يرتدي السترة الوردية اللون ويسقط معها أرضا ويركض حوله الشبان لرفعه. ثم يسمع اطلاق نار ويعلو هتاف عدد من الجنود، ويقول أحدهم “يا له من فيديو، ابن العاهرة، يا له من فيديو، بالطبع صوّرت، لقد أصيب في رأسه”.

واعرب الجنود الاسرائيليون عن فرحهم الشديد لعملية القنص، وينتهي الفيديو برؤية السواتر الترابية والسياج الحدودي، ويقول المصور بلهجة حاقدة “كلهم أولاد عاهرات.”

ولم يتّضح اذا كان الضحية الذي سقط أرضا أصيب أم قتل.

ويأتي نشر هذا الشريط في الوقت الذي يواجه فيه الجيش الاسرائيلي انتقادات شديدة بسبب اطلاقه الرصاص الحي على المتظاهرين الفلسطينيين.

ومن جهته اكد الجيش الإسرائيلي على صحة شريط الفيديو لكنه قال “انه تم تصويره في 22 كانون الاول/ديسمبر الماضي في منطقة كيسوفيم وان اطلاق النار حدث بعد مواجهات واعمال شغب عنيفة استمرت ساعتين تقريبا، وان الفيديو يصور فقط جزءاً قصيراً من الرد على اعمال الشغب العنيفة التي شملت رشق الحجارة ومحاولات تخريب السياج الأمني​​”.

وتابع الجيش الاسرائيلي انه “تم استخدام الوسائل اللازمة لتفريق المتظاهرين، بما في ذلك التحذيرات الشفهية ونداءات بالتوقف واطلاق طلقات تحذيرية في الهواء، وعندما لم تنجح التحذيرات تم إطلاق رصاصة واحدة باتجاه احد الفلسطينيين المشتبه بقيادة المواجهات بينما كان على بعد أمتار قليلة من السياج”.

وقال الجيش “ان الفلسطيني الذي ظهر في شريط الفيديو أصيب بجروح في ساقه”.

واضاف الجيش “من غير المسموح التصوير أثناء تنفيذ عملية عسكرية وتوزيع هذه المواد” وان “الكلام الذي صدر عن الجنود في الفيديو لا يتناسب مع درجة ضبط النفس المتوقعة من جنود في الجيش”.

-اشادة بالجيش-

ووصف وزير الدفاع الاسرائيلي ليبرمان الجيش الاسرائيلي بانه “الجيش الاخلاقي الافضل في العالم”.

كما قال وزير التعليم الاسرائيلي نفتالي بينيت في مقابلة مع اذاعة الجيش “نحن نرسل جنودنا الى ساحة حرب وعلينا الدفاع عنهم وحمايتهم. نحن منذ ايام نواجه اشخاصا يريدون دخول البلاد فليس من الحكمة انتقاد الجنود. كل من كان في الميدان يعرف انه لا يمكنك الجلوس في مقهى في تل ابيب او في الاستوديو وتدين الجنود”.

اما عضو الكنيست بيتسائيل سموتريش فكتب على حسابه على تويتر “نحن امام عدو يريد تدميرنا. أفضل الجنود الذين يضحكون وهم يطلقون النار. دعمي الكامل لمقاتلينا”.

– “خارج القانون” –

وتعليقا على شريط الفيديو في الجانب الفلسطيني، قالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لوكالة فرانس برس “هذا جزء من سلوك عام للجيش الإسرائيلي السيء السمعة الذي يتصرف خارج القانون ويفلت من العقاب”.

وأضافت “نحن نتحدث عن الموضوع منذ مدة طويلة ولكن لا أحد يستمع الينا حتى عندما تكون لدينا أدلة مرئية فعلية ويظهر في مقاطع فيديو جنود يطلقون النار بشكل عشوائي على محتجين غير مسلحين”.

وتابعت عشراوي “كنا نشكو ولكن للاسف لا احد يصدقنا ما لم يوثقه مصدر إسرائيلي”.

واشارت الى ان “قضية إطلاق قناص النار ليست جديدة على الإطلاق، لكن حان الوقت كي يرى العالم ويصدق ما كنا نقوله طوال الوقت”.

وبدأ الفلسطينيون في 30 آذار/مارس حركة احتجاجية أطلق عليها “مسيرة العودة” بالتزامن مع ذكرى “يوم الأرض”، وستختتم بذكرى النكبة في 15 ايار/مايو، للمطالبة بتفعيل “حق العودة” للاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار المحكم الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية