مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وقف اطلاق النار في جوبا يصمد لليوم الثاني

نازحون من مناطق القتال وجدوا ملجأ لهم في كنيسة سانت جوزيف في جوبا afp_tickers

صمد وقف اطلاق النار في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان لليوم الثاني على التوالي الاربعاء بعد الاشتباكات العنيفة التي ادت الى مقتل المئات واجبرت عشرات الالاف على الفرار من منازلهم.

ولم تسمع طلقات الرشاشات او المدافع الاربعاء، كما تمكنت طائرات تجلي الاجانب من المغادرة من المطار الدولي رغم عدم استئناف الرحلات التجارية بعد.

وقال احد سكان المدينة طلب عدم الكشف عن اسمه “لم اسمع اي طلقات نارية اليوم. ولم اشاهد اي دبابة او مروحية (..) ولكن هناك الكثير من الجنود ورجال الشرطة في الشوارع”.

وخرج العديد من الناس من منازلهم الا ان اخرين توخوا الحذر بعد اربعة ايام من القتال العنيف الذي اندلع مساء الجمعة وتوقف لفترة وجيزة السبت في الذكرى الخامسة لاستقلال البلاد، واستؤنف الاحد والاثنين.

ولم يعرف تحديدا عدد القتلى في معارك يومي الاحد والاثنين، الا ان نحو 300 شخص قتلوا خلال ساعات قليلة الجمعة.

وذكر اداما دينغ مستشار الامم المتحدة الخاص حول منع الابادة، ان بعض المدنيين” استهدفوا بناء على اصولهم الاتنية”.

بينما اعتبرت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني زوما الاربعاء ان الوضع في جنوب السودان “غير مقبول اطلاقا”، منددة بشدة بقادة هذا البلد.

وقالت الامم المتحدة ان نحو 36 الف شخص فروا من منازلهم ولجأوا الى قواعد الامم المتحدة والكنائس ومباني منظمة اغاثة.

وقتل جنديان صينيان تابعان لقوات حفظ السلام وجرح اخرون.

وتركز القتال على منطقة جبل غرب المدينة حيث كانت تتواجد قاعدة عسكرية للمتمردين السابقين بالقرب من معسكر للامم المتحدة للنازحين بسبب الحرب الاهلية في البلاد.

– “جوع ويأس”-

شكل تجدد اعمال العنف ضربة جديدة للاتفاق الذي ابرم العام الماضي لانهاء العنف الذي اندلع في كانون الاول/ديسمبر 2013 عندما اتهم الرئيس سلفا كير نائبه رياك مشار بمحاولة الانقلاب عليه.

وكير هو من قبيلة الدنكا بينما مشار من قبيلة النوير، وادى النزاع الى انقسام البلاد على اسس اتنية.

ومهد اتفاق تم التوصل اليه في اب/اغسطس 2015 الطريق لعودة مشار الى العاصمة في اواخر نيسان/ابريل لتولي منصب نائب الرئيس مرة اخرى في ما يسمى بحكومة الوحدة.

وسمح لمشار بالعودة مع نحو 1400 جندي من المتمردين السابقين المسلحين باسلحة خفيفة، ومن المقرر ان يحتفظ كير بنحو 3400 مسلح كحد اقصى مع “نزع سلاح” المدينة.

الا انه خلال القتال الذي اندلع الاحد والاثنين استخدمت الدبابات والمروحيات القتالية والاسلحة المضادة للطائرات لقصف مواقع مشار.

وفي تصريح من العاصمة الاثيوبية اديس ابابا، وصف غوي جويول يول المتحدث باسم مشار الوضع بانه “هش” متهما قوات كير بمحاصرة قوات مشار.

وقال “هذا استفزاز”.

وتفاقمت النتائج الكارثية للحرب الاهلية على المدنيين بسبب القتال الاخير.

والثلاثاء قالت ارثرين كازين، المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي، في عمان خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس ان “ثلاثة ارباع سكان جنوب السودان يحتاجون مساعدات انسانية”.

وحذرت من ان “المواجهات الأخيرة ستدفع الكثير من الاشخاص الى الجوع واليأس”.

وذكرت وكالات اغاثة في جوبا ان الوضع الانساني يتدهور بسبب نقص المياه والغذاء وارتفاع ثمنه.

وقال بيتر وولش مدير عمليات منظمة “انقذوا الاطفال” في جنوب السودان “تتوزع الجثث في الشوارع، والمتاجر نهبت، والاسواق اغلقت، والناس يصطفون للحصول على الطعام، العائلات تحاول يائسة مغادرة المدينة”.

بدوره قال يان ايغلاند الامين العام لمنظمة “مجلس اللاجئين النروجي” انه “اذا لم يصمد وقف اطلاق النار فان الوضع الانساني المتدهور حالياً سيصبح اسوأ على الارجح”.

واضاف “لا يمكننا ان نساعد جنوب السودان اذا لم يكن زعماء البلد مستعدين للعمل معا لبناء بلدهم”.

واشار الى ان منظمته اجبرت على “وقف” اعمال الاغاثة بسبب انعدام الامن، بينما بدأت منظمات اغاثة اخرى في اجلاء موظفيها ما يزيد من عرقلة عمليات الاغاثة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية