مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وقف النار صامد في اليمن رغم خروقات يقلل اطراف النزاع من تأثيرها

يمنيون يصلحون طريقا في حي المنصورة في عدن الاحد 10 نيسان/ابريل 2016 afp_tickers

اكد مسؤول عسكري يمني الاثنين صمود وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه منتصف الليل على رغم خروقات ميدانية متبادلة قلل اطراف النزاع من آثارها على الاتفاق الذي يمهد لمباحثات سلام مرتقبة.

وحضت الامم المتحدة على تثبيت الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ الساعة 2100 ت غ مساء الاحد، تمهيدا للبحث عن حل سياسي خلال المباحثات التي تقام برعايتها في الكويت في 18 نيسان/ابريل. وتعهد اطراف النزاع، حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، بالتزام التهدئة.

واعلن المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دو جاريك الاثنين ان اتفاق “وقف الاعمال القتالية يبدو صامدا بشكل عام” في اليمن.

الا انه اشار الى بقاء “بعض الجيوب التي تشهد اعمال عنف” في البلاد، منذ بدء العمل باتفاق وقف اطلاق النار ليل الاحد الاثنين.

وقال رئيس اركان الجيش الموالي لهادي اللواء محمد علي المقدشي لوكالة فرانس برس، ان وقف النار صامد رغم “اعتداءات” المتمردين.

واوضح “الهدنة لم تنهر، ونأمل ان توقف الميليشيات الاعتداءات وتلتزم بوقف اطلاق النار”، مشيرا الى خروقات من قبل المتمردين في محافظات تعز (جنوب غرب) ومأرب (شرق صنعاء) والجوف (شمال).

وافاد المجلس العسكري المرتبط بالقوات الحكومية في تعز عن تسجيل 25 خرقا للهدنة منذ ليل امس، ومقتل مدني على الاقل في قصف المتمردين للمدينة التي يحاصرونها منذ اشهر.

وأكد المجلس انه رد على الخروقات في اطار “الدفاع عن النفس”.

من جهتهم، افاد المتمردون عبر وكالة “سبأ” التابعة لهم، عن “رصد اكثر من 33 خرقا منذ الدقائق الاولى لدخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ”، منها غارة جوية واحدة على الاقل للتحالف في تعز، وعمليات عسكرية برية في مناطق كرش (جنوب) ونهم (شمال غرب) ومأرب.

وافادت مصادر عسكرية ان ثلاثة جنود من القوات الموالية للحكومة قتلوا في مواجهات في نهم فيما قتل جنديان اخران في تعز.

رغم ذلك، قلل المعنيون من آثار هذه الخروقات على صمود الاتفاق.

وقال العميد الركن احمد عسيري، المتحدث باسم التحالف الذي بدأ عملياته في آذار/مارس 2015 دعما لهادي، ان ما جرى “حوادث بسيطة”.

واضاف لفرانس برس “هذا هو اليوم الاول ويجب ان نكون صبورين (…) يوما بعد يوما سيكون الوضع افضل”.

كما اكد رئيس الوزراء اليمني احمد عبيد بن دغر “التزام الحكومة بالهدنة”، وان توجيهات صدرت لقواته “بضبط النفس ووقف اطلاق النار”، وذلك بحسب ما نقلت وكالة “سبأ” الحكومية.

واعتبر بن دغر ان “المؤشرات الاولى للهدنة تبدو جيدة”.

– هدنة “اساسية وملحة” –

الاتفاق هو الرابع منذ بدء التحالف عمليات التحالف، ويسبق استئناف المباحثات برعاية الامم المتحدة في الكويت مطلع الاسبوع المقبل.

واتت تصريحات بن دغر خلال استقباله في الرياض الاثنين موفد الامين العام للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ، في لقاء تمهيدي للمباحثات.

ونقلت “سبأ” عن بن دغر قوله “نريد سلاما دائما يحقق آمال كل اليمنيين ويكون السلاح بيد الدولة فقط وليس بيد اطراف اخرى”، مضيفا “نريد الخروج من هذه الازمة ونتمنى بان الطرف الآخر قد استوعب الدرس”.

وكان ولد الشيخ ابرز اهمية تثبيت الاتفاق على مساعي الحل.

وقال في بيان فجر اليوم ان الهدنة “اساسية وملحة ولاغنى عنها”، وتشكل “خطوة اولى في اتجاه عودة السلام الى اليمن”.

وأقر بوجود “الكثير من العمل لضمان احترام كامل لوقف الاعمال القتالية واستئناف مباحثات السلام في الكويت”، وان ذلك “يتطلب تسويات صعبة من كافة الاطراف وشجاعة وتصميما للتوصل الى اتفاق”.

الا ان الموفد الاممي رأى ان “التقدم المحرز يوفر فرصة حقيقية لاعادة اعمار البلد الذي عانى كثيرا من العنف منذ امد بعيد”، مؤكدا انه “لم يعد بامكان اليمن السماح بخسارة المزيد من الارواح”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية