مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ولي العهد السعودي وصل الى فرنسا وسط تكتم ضمن جولة شملت دولا غربية

ولي العهد السعودية الامير محمد بن سلمان في الرياض في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

وصل ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وسط تكتم تام الأحد إلى فرنسا في زيارة تستمر ثلاثة أيام لعرض اصلاحاته وتعزيز العلاقات مع باريس بعد توتر مرتبط بالازمات الاقليمية.

وفي سياق حملة دبلوماسية يقوم بها بهدف التقرب من الغرب، حطت طائرة ولي العهد البالغ من العمر 32 عاما قرابة الساعة 11,00 (9,00 ت غ) في مطار لو بورجيه قرب باريس حيث كان في استقباله وزير الخارجية جان إيف لودريان.

وسيكون الاحد يوم زيارة خاصة لولي العهد ولم ترد أي معلومات حول برنامجه أو حتى مكان وجوده، بعدما أفاد مصدر قريب من الوفد السعودي ان الامير قد يحضر الحفل الختامي لمهرجان عيد الفصح في مدينة اكس ان بروفانس بجنوب فرنسا، غير أن وكالة فرانس برس لم تلاحظ في المكان أي انتشار أمني قبيل بدء الحفل الموسيقي.

وترقبا لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي، تظاهر بضع عشرات الناشطين لفترة وجيزة مطلقين ألعابا نارية ورافعين لافتة كتب عليها “أوقفوا مبيعات الأسلحة للسعودية”، في وقت تندد عدة منظمات غير حكومية بتزويد الرياض معدات عسكرية تستخدم في النزاع في اليمن حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا دعما للسلطة المعترف بها دوليا في وجه المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

ويبقى مكان إقامة الأمير في فرنسا سريا، ونزل قسم على الأقل من الوفد المرافق له في فندق “جورج الخامس” الذي تملكه العائلة المالكة السعودية في باريس، على ما ذكر صحافيو فرانس برس.

– علاقة معقدة –

يقوم ولي العهد السعودي بحملة لاعطاء صورة اكثر ليبرالية وحداثة للمملكة المحافظة، مدعوما بعدة تدابير شديدة الوقع اتخذها تجاه حقوق النساء وضد الفساد.

وإن كان قضى في سياق جولته على الغرب ثلاثة أسابيع حافلة في الولايات المتحدة، حليفة السعودية التاريخية، التقى خلالها رؤساء شركات ووقع اتفاقات لتشجيع الاستثمار في بلده الذي يريد اعداده لمرحلة ما بعد النفط، فإن البرنامج الرسمي للمحطة الفرنسية من جولة ولي العهد التي تبدأ رسميا الاثنين يبدو أكثر تواضعا.

ومن غير المتوقع توقيع أي عقود خيالية، فيما شهدت العلاقات بين البلدين لفترة طويلة توقيع عقود تجارية ضخمة. وباتت العاصمتان تطمحان الآن لإقامة “تعاون جديد” يواكب التحول الاجتماعي والاقتصادي للسعودية.

وذكر مصدر قريب من الوفد السعودي انه سيتم توقيع نحو 18 بروتوكول اتفاق في مجالات السياحة والطاقة والنقل. وسيعلن ايضا عن اتفاقية تعاون لتطوير منطقة العلا في الحجاز حيث توجد آثار تاريخية هامة وخصوصا مدائن صالح.

ومن المقرر أيضا أن يزور ولي العهد مع رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب الاثنين “المحطة إف” (ستاسيون إف) الحاضنة للشركات الناشئة.

أما الشق الدبلوماسي من الزيارة، فستدون إدارته في غاية الحساسية على ضوء العلاقة المعقدة بين باريس والرياض.

فالسعودية تلعب دورا في العديد من الأزمات التي تهز الشرق الأوسط، حيث تخوض مع إيران صراعا على النفوذ في المنطقة. وتعتبر الرياض موقف فرنسا حيال طهران شديد الاعتدال.

وقال الخبير في الشرق الاوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية دوني بوشار ان “العلاقات الثنائية ليست جيدة ومحمد بن سلمان اقتنع بصعوبة بزيارة فرنسا”، مشيرا الى ان الامير محمد “معجب جدا بالاميركيين” وينظر “ببعض التعالي الى فرنسا”.

وسيكون الاتفاق النووي الإيراني والنزاع في سوريا والحرب في اليمن والوضع في لبنان في صلب لقاء ولي العهد مع الرئيس الفرنسي بعد ظهر الثلاثاء.

ومن المتوقع أن تكون المحادثات متوترة بشأن الملف الأول.

ويعول ولي العهد السعودي بهذا الشأن على توطيد العلاقات مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي هدد بالانسحاب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع ايران ما لم يتم ادخال تعديلات عليه قبل 12 ايار/مايو المقبل. لكن ماكرون سيحاول اقناع ولي العهد السعودي بانقاذ الاتفاق.

وبشأن لبنان، فإن ماكرون تدخل شخصيا في الازمة المرتبطة برئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في تشرين الثاني/نوفمبر، حين أعلن الأخير استقالته من الرياض حيث بقي اسبوعين في ظروف لم تتضح فيما اتهمت السلطات اللبنانية الرياض باحتجازه. وعند عودته إلى لبنان، تراجع عن استقالته.

وقال بوشار ان باريس ترغب في ان “يكون لبنان مستقرا قدر الامكان، وهذا الامر لا يمر الا باتفاق ما” مع حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، يرفضه السعوديون.

وحول اليمن، تنوي منظمات غير حكومية ان ترفع صوتها خلال زيارة ولي العهد السعودي لحض باريس على وقف تصدير الاسلحة الى المملكة.

والمشكلة الاخرى التي تعوق العلاقات الفرنسية السعودية، مذكرة توقيف اصدرها القضاء الفرنسي في كانون الاول/ديسمبر ضد الاميرة حصة شقيقة ولي العهد التي يشتبه بانها أمرت حارسها الشخصي بضرب عامل في باريس.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية