مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ولي العهد السعودي يختتم زيارته الى فرنسا بعشاء مع ماكرون

صورة وزعها القصر الملكي السعودي يظهر فيها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمام متحف اللوفر في باريس في 8 نيسان/أبريل 2018 afp_tickers

يختتم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الثلاثاء زيارته الرسمية الى فرنسا بعشاء يقيمه له الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحريص على إقامة “تحالف” استراتيجي مع هذا البلد الذي يعتبر طرفا اساسيا في الشرق الاوسط.

وتأتي زيارة ولي العهد لباريس التي استمرت ثلاثة أيام وجرت تحت شعار الثقافة والدبلوماسية أكثر منها تحت عنوان اقتصادي، بعد جولة لثلاثة أسابيع في الولايات المتحدة، حليفة الرياض التاريخية.

وبحث ولي العهد السعودي الشاب البالغ من العمر 32 عاما، منذ الأحد المسائل الاستراتيجية الكبرى في الشرق الأوسط بصورة مطولة مع الطرف الفرنسي، كما ناقش الخلافات في وجهات النظر بين البلدين حول نقاط كثيرة منها.

وبالرغم من أن الزيارة لا تركز على الشق التجاري، إلا أن لقاء نظمه الوفد السعودي مع عدد من أرباب العمل الفرنسيين أفضى إلى توقيع 19 اتفاقا تجاريا بين شركات فرنسية وسعودية ولا سيما في مجالات البتروكيميائيات ومعالجة المياه والمحتويات الرقمية والصناعة، على ما أعلن مصدر في الوفد السعودي.

ومن أبرز هذه الاتفاقات اتفاق بين شركة توتال الفرنسية وأرامكو السعودية من أجل التطوير المشترك لموقع بتروكيميائي في السعودية. وبين الشركات الفرنسية المعنية بالاتفاقات أيضا مجموعة “ويبيديا” للإعلام والتكنولوجيا المتخصصة في الترفيه ومجموعة “فيوليا” العملاقة لمعالجة المياه والنفايات.

كما أعلن قصر الإليزيه أن إيمانويل ماكرون سيزور السعودية “في نهاية العام” لتوقيع عقود.

ويقوم محمد بن سلمان بحملة تقرب من الغرب سعيا لإظهار صورة أكثر انفتاحا للمملكة المحافظة في سياق مساعيه الإصلاحية.

– “مناقشات استراتيجية” –

وأوضح قصر الاليزيه الأحد أنه خلال عشائهما على انفراد في اللوفر الأحد كان الرئيس الفرنسي “حريصا على اجراء نقاش استراتيجي مع محمد بن سلمان من أجل بناء تحالف مع السعوديين”.

وسيعرض ماكرون وبن سلمان الخطوط العريضة لهذا التحالف مساء الثلاثاء على الصحافة في قصر الإليزيه قبل حفل عشاء ثان.

وسيطرت على هذه الزيارة الملفات الساخنة في الشرق الأوسط. ومن بين هذه الملفات الاتفاق النووي الايراني والحرب في اليمن حيث تخوض الرياض وطهران حربا بالوكالة، والضغوط السياسية في لبنان والازمة السورية.

وفي الملف الايراني خصوصا، يستند ولي العهد إلى موقف واشنطن التي تهدد بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، من الآن حتى 12 أيار/مايو، في حين تأمل فرنسا والأوروبيون انقاذه.

ومن المفترض أن تحاول باريس اقناع الرياض بالمشاركة في الجهود التي تبذلها في منطقة الساحل. فالسعودية هي مساهم في مجموعة دول الساحل الخمس التي تشكل بنية أساسية للتنمية وارساء الأمن في المنطقة بالنسبة إلى باريس، خصوصا في وجه التهديد الجهادي. وتريد الحكومة الفرنسية الحفاظ على المساعدة السعودية.

ومن المتوقع أن توقع الثلاثاء رسمياً شراكة بين باريس والرياض لتطوير منطقة العلا (شمال غرب المملكة) الغنية بالآثار والمناظر الخلابة لتصبح مجمعا سياحيا حيث ستكون فرنسا طرفا فاعلا.

وسيطر الشق الثقافي على الزيارة مع الاعلان عن اتفاق لتشكيل أوركسترا وطنية وإنشاء دار للأوبرا في السعودية ومشاركة المملكة في مهرجان كان السينمائي.

– لقاء مع سعد الحريري –

كما التقى ولي العهد بشكل مفاجئ الاثنين رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في باريس، ونشر الحريري على تويتر صورة يظهر فيها برفقة محمد بن سلمان والعاهل المغربي محمد السادس الذي سيلتقي ماكرون مساء الثلاثاء، يبتسون ويبدو عليهم الارتياح.

ويأتي هذا اللقاء غير المدرج أساسا على جدول أعمال الزيارة والذي أكده المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، بعد مرور أشهر على أزمة نجمت عن إعلان الحريري استقالته من الرياض قبل أن يتراجع عنها لاحقا في بيروت.

وقدّم الحريري في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر استقالته بشكل مفاجئ من الرياض، واتهم حزب الله وايران بـ”السيطرة” على لبنان في خطوة يُعتقد انها اتت بضغط من ولي العهد السعودي.

وبقي الحريري لأسبوعين في الرياض وسط ظروف غامضة، ليغادرها الى باريس ومنها الى بيروت اثر وساطة من الرئيس الفرنسي.

واعلن الاليزيه الثلاثاء ان الحريري سينضم الى اللقاء المسائي بين ماكرون وبن سلمان.

وقامت السلطات اللبنانية بحملة دبلوماسية حينها للمطالبة بعودته بعدما اعتبره الرئيس اللبناني ميشال عون “محتجزاً” رغم إرادته. وتوترت اثر ذلك العلاقة بين لبنان والسعودية.

وتراجع الحريري عن استقالته فور عودته الى بيروت، من دون أن يكشف ظروف استقالته.

وبعد انهاء زيارته الى فرنسا، يتوجه ولي العهد الى مدريد قبل العودة الى المملكة، للتحضير لقمة جامعة الدول العربية المقبلة في 15 نيسان/أبريل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية