مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أمير الكويت الراحل يوارى الثرى والأمير الجديد يؤدي اليمين الدستورية

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي توفي في 29 أيلول/سبتمبر عن 91 سنة، كان عميد الدبلوماسية وحكيم العرب afp_tickers

ووري جثمان أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح الثرى في الكويت الأربعاء بعد وصوله من الولايات المتحدة، بينما أدى الشيخ نواف الأحمد الصباح الأربعاء اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة الكويتي، ليصبح أميرا للبلاد.

وكان الشيخ صباح يتلقى العلاج في مينسوتا منذ تموز/يوليو الماضي، أعلن عن وفاته الثلاثاء عن 91 عاماً.

ووصلت طائرة إيرباص حكومية كويتية من طراز اي 340 تحمل جثمانه بعد ظهر الأربعاء، وقامت السلطات بإغلاق الطرق في العاصمة الكويت للسماح بوصول الجثمان إلى مسجد بلال بن رباح لأداء صلاة الجنازة ومن ثم إلى مقبرة الصليبخات.

وكان الديوان الأميري أعلن أنه “امتثالاً لمتطلبات السلامة والصحة العامة” فإن “مراسم الدفن ستقتصر على أقرباء سموه”.

وسجلت الكويت حتى الآن أكثر 104 آلاف إصابة بفيروس كورونا المستجد وأكثر من 600 حالة وفاة.

وأعلنت الكويت الحداد لأربعين يوما.

ووصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لتقديم العزاء بالأمير الراحل، بحسب وسائل إعلام قطرية.

وكانت الكويت تقوم بوساطة لحل الأزمة الخليجية بين قطر ودول خليجية اخرى.

وصل الأمير صباح إلى سدة الحكم في مطلع العام 2006 بعدما صوّت البرلمان المنتخب لصالح إعفاء ابن عمه الشيخ سعد من مهامه بعد أيام فقط من تعيينه أميرا للبلاد بسبب مخاوف على وضعه الصحي، وتسليم السلطة للحكومة التي كان يرأسها الشيخ صباح.

وكان الشيخ صباح وزيرا للخارجية الكويتية لسنوات طويلة، وعرف عنه خلال فترة عمله في الوزارة بكونه وسيطا موثوقا من قبل الدول الإقليمية والمجتمع الدولي.

– “صمام أمان”-

والشيخ صباح، الأمير الـ15 للكويت التي تحكمها اسرته منذ 250 سنة، ساعد بلاده على تخطي تبعات غزو العراق، وانهيار الأسواق العالمية، والأزمات المتلاحقة داخل مجلس الأمة الكويتي والحكومة وفي البلاد.

ينظر إلى الأمير الراحل على أنّه مهندس السياسة الخارجية الحديثة لدولة الكويت الغنية بالنفط.

فخلال عمله على رأس وزارة الخارجية لأربعة عقود، نسج علاقات وطيدة مع الغرب، وخصوصا مع الولايات المتحدة التي قادت الحملة العسكرية لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي في 1991.

وبرز في وقت لاحق كوسيط بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، وبين السعودية وقطر في أعقاب الازمة التي تسببت بقطع العلاقات بين البلدين في حزيران/يونيو 2017.

وعلى الرغم من تقدمه بالسن، ظل الأمير منخرطا إلى حد كبير بالأعمال اليومية وبالسياسة الاقليمية والدولية.

وقال نواف العتيبي وهو مواطن كويتي إن “لقد كان هذا الرجل صمام أمان للأمة العربية وليس للكويت” فقط.

– “تحديات”-

وسمّي الشيخ نواف (83 عاما) وليا للعهد في 2006، بعد إجماع من أفراد العائلة الحاكمة الذين اختاروه لتولي المنصب، نظرا لشعبيته داخل الأسرة وصورته كسياسي متواضع يعمل بعيدا عن الأضواء.

وأدى الشيخ نواف اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة الكويتي، ليصبح الأمير السادس عشر للكويت.

وبدا التأثر على الأمير الجديد عند ادائه اليمين أمام مجلس الأمة.

وقال في كلمته “أعاهد الله وأعاهد شعب الكويت وأعاهدكم ان ابذل غاية الجهد وكل ما في وسعي حفاظا على رفعة الكويت وعزتها وحماية أمنها واستقرارها وضمانا لكرامة ورفاه شعبها”.

وأكد “يواجه وطننا تحديات خطيرة لا سبيل من تجاوزها الا بوحدة الصف”.

وأضاف “نؤكد اعتزازنا بالدستور والنهج الديموقراطي ونفتخر بالكويت دولة قانون ومؤسسات”.

تتمتّع دولة الكويت بحياة سياسية نشطة الى حد ما تختلف مع الدول الخليجية النفطية الاخرى. ولديها برلمان منتخب يتمتع بصلاحيات تشريعية.

وليس من المتوقع أن تتغير سياسات البلاد، حتى مع قيام دول خليجية وهي الإمارات والبحرين بتطبيع العلاقات مع إسرائيل مؤخرا.

والتطبيع مع إسرائيل أمر لا يحظى بشعبية لدى الجمهور الكويتي.

وقالت تشينزيا بيانكو الباحثة المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط في معهد “المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية” إنّه “يجب أن ينظر إلى الشيخ نواف الأحمد باعتباره استمرارية أكثر من كونه قائدا جديدا”.

وترى بيانكو أنه “وراء الكواليس، من المرجح أن يستمر الأمراء الأصغر سنا في التنافس لخلافته”.

ومن بين الأسماء المرشحة لتولي ولاية العهد نجل الشيخ صباح ونائب رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، وهو شخصية معروفة في الكويت.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية