مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اتفاق بين طرفي النزاع في اليمن على تبادل 1081 أسيرا

رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى (يسار) ممثلا الحوثيين، وهادي هيج رئيس وفد الحكومة اليمنية يتصافحان والى جانبهما مبعوث الامم المتحدة الخاص الى اليمن مارتن غريفيث في غليون بسويسرا في 27 ايلول/سبتمبر 2020. afp_tickers

توصّلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا إلى اتفاق مع المتمردين الحوثيين لتبادل 1081 أسيرا، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة الأحد، بعد نحو عامين من التوقيع على عملية لتبادل آلاف الأسرى.

وأثنى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في حديث إلى الصحافيين في قرية غليون السويسرية على “إنجاز هام للغاية”.

وأكد أن الوفدين اتفقا على الاجتماع مجددا “للتفاوض بشأن عمليات إطلاق سراح جديدة”.

وأكد المتحدث باسم المتمردين الحوثيين محمد عبد السلام في تغريدة على تويتر “أبرمت لجنة الاسرى والمعتقلين اتفاق المرحلة الاولى للإفراج عن ما يزيد عن ألف اسير من الطرفين من بينهم سعوديين وسودانيين”.

ومن جانبها، رحبت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على لسان وزير خارجيتها محمد الحضرمي بالاتفاق، وطالب بتنفيذه “دون أي مماطلة”.

وقال الحضرمي في تغريدة على تويتر “نرحب بجهود المبعوث الأممي واللجنة الدولية للصليب الأحمر المتصلة بالاتفاق المرحلي في جنيف لإطلاق سراح الأسرى، ونطالب بتنفيذه وبتنفيذ المرحلة التالية من الاتفاق دون أي مماطلة في الجولة القادمة”.

وأكد وزير الخارجية اليمني أن الملف “ملف انساني بحت”.

ورحّب المتحدث الرسمي باسم قوات “تحالف دعم الشرعية في اليمن” العقيد الركن تركي المالكي بنتائج “اتفاق” تبادل الأسرى.

وأبلغ عضو في الوفد الحكومي وكالة فرانس برس بأن الاتفاق يشمل إطلاق الحكومة اليمنية 681 أسيرا وإطلاق الحوثيين 400 أسير بينهم 15 سعوديا وأربعة سودانيين.

وستشرف اللجنة الدولية للصليب الأحمر على إعادة السجناء إلى عائلاتهم.

نقل بيان عن فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط والأدنى قوله “هذه هي بداية العملية فقط، إننا ندعو جميع الأطراف إلى الاستمرار بنفس القدر من العجلة من أجل الاتفاق على خطة تنفيذ ملموسة، بحيث يمكن لهذه العملية أن تنتقل من مرحلة التوقيع على الورق إلى حقيقة على أرض الواقع “.

– أسباب “للحذر”-

وبحسب الباحثة في شؤون اليمن في جامعة أوكسفورد إليزابيث كيندال، فإن الاتفاق “إجراء هام لبناء الثقة” وسط الجهود لإنهاء النزاع في اليمن، ولكنها حذرت من أنه حال تعثر قد يؤدي إلى زيادة العداء.

وقالت لفرانس برس “يجب النظر إلى هذه الخطوة بشكل إيجابي نظرا لمدى استقطاب الأطراف المتحاربة وصعوبة حل النزاع”.

ولكنها أشارت إلى أن هناك “عدة أسباب للقلق.. كنا هنا عدة مرات من قبل. يتم الاتفاق على تبادل الأسرى ثم لا تصل إلى شيء وينتهي الأمر بالمتأثرين أكثر أحباطا وغضبا”.

وفي حال نُفذت عملية التبادل التي تم الاتفاق حولها في سويسرا، فستكون الأكبر منذ بداية النزاع الدامي على السلطة في منتصف 2014 وتدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في 2015 دعما للحكومة.

ووافق الجانبان في محادثات السويد في كانون الاول/ديسمبر عام 2018 على تبادل 15 ألف أسير، وجرت عمليات تبادل محدودة منذ التوقيع على الاتفاق.

وبدأ ممثّلون عن المتمردين المدعومين من إيران والحكومة التي تساندها الرياض على رأس التحالف العسكري مفاوضات لتبادل الأسرى في 18 أيلول/سبتمبر في إحدى المدن السويسرية التي لم يتم الكشف عنها.

وكان من المتوقع الاتفاق على تبادل 1420 أسيرا من بينهم شقيق هادي العميد ناصر منصور هادي.

ومحادثات سويسرا هي الاولى في بلد اوروبي منذ مفاوضات السويد.

ويمثّل اتمام العملية بارقة أمل بعد ست سنوات من الاقتتال الذي تسبّب بمقتل وإصابة آلاف وبأسوأ أزمة انسانية في العالم، وفقا للامم المتحدة، حيث يواجه ملايين السكان خطر المجاعة.

ويشهد اليمن منذ 2014 حرباً بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي. وتصاعدت الحرب مع تدخل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة في آذار/مارس 2015.

وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم العديد من المدنيين، حسب منظمات إنسانية عدة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية