مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اختبار للتعاون بين الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الأطلسي في بروكسل

الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ (الثاني إلى اليمين) في مواجهة وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس خلال اجتماع للحلف الاطلسي في 14 شباط/فبراير 2018 في بروكسل afp_tickers

يواجه الاجتماع الوزاري للحلف الاطلسي الذي بدأ الاربعاء في بروكسل اختبارا لمدى تماسك اعضائه ازاء الموقف من تقاسم “العبء” المالي بين الحلفاء، وازاء المخاوف الأميركية من مبادرة الدفاع الاوروبية.

بدأ اجتماع وزراء الدفاع الذي يستمر يومين، في الساعة 11,00 (10,00 ت غ) بمناقشات حول مساهمات مختلف الأعضاء في نفقات الدفاع بطلب من الأميركيين.

واعلنت الولايات المتحدة زيادة جديدة ب35% على موازنة نشر الجنود الاميركيين في اوروبا في 2019 لتصل الى 6,5 مليارات دولار بعد زيادة قدرت ب40% في 2018.

وصرح الامين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ قبل بدء الاجتماع “إنه تشجيع للأوروبيين لبذل المزيد من أجل دفاعهم”.

وتابع “إننا بحاجة إلى المزيد من الأموال والقدرات والمساهمات”، وقد تعهدت دول الحلف بزيادة إنفاقها العسكري ليصل إلى 2% من إجمالي ناتجها الداخلي بحلول 2024.

– تعاون اوروبي –

ومن شأن المبادرة الاوروبية الدفاعية ان تسمح للاوروبيين بتحقيق ذلك. لكن هذا الامر يطرح تساؤلات داخل الحلف.

وكان ستولتنبرغ قال الثلاثاء “يجب الا يصبح الاتحاد الاوروبي بديلا لما يفعله الحلف”، محذرا من اغلاق الاسواق العسكرية الاوروبية امام الولايات المتحدة والدول غير الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.

وجاء هذا التصريح ردا على المخاوف التي أعرب عنها الوفد الأميركي بقيادة وزير الدفاع جيم ماتيس. وبحسب مصدر دبلوماسي في الحلف اعربت كندا والنروج وايسلندا والبانيا عن قلقها.

ومن شأن التعاون البنيوي الاوروبي الذي اطلقه 25 بلدا اوروبيا في كانون الاول/ديسمبر 2017 ان يسمح بتطوير مشترك لقدرات دفاعية والاستثمار في مشاريع مشتركة. ويفترض ان يدر صندوق اوروبي دفاعي استثمارا اجماليا لتطوير القدرات الدفاعية بقيمة خمسة مليارات يورو بعد العام 2020.

وقال الأمين العام للحلف الأطلسي الأربعاء إن “مبادرة الدفاع الأوروبية إن كانت مصممة بشكل جيد، يمكن أن تساهم في توزيع عادل للاعباء”.

ويخشى الأميركيون بصورة خاصة إغلاق أسواق الدفاع في دول الاتحاد الأوروبي أمام الشركات الاميركية لصالح الشركات الأوروبية.

وفاجأت هذه النبرة الشديدة بعض الأوروبيين، بل أثارت استياءهم. وأكد دبلوماسي أوروبي في بروكسل “لا نية للأوروبيين في أي ازدواجية غير ضرورية (في الوسائل) أو اكتساب قدرات غير مفيدة”.

وحذر دبلوماسي أوروبي من انه “ينبغي قيام علاقة ندية، لأن الدول الأوروبية لا يمكنها توفير تجهيزات دفاعية في السوق الأميركية”، فيما استنكر دبلوماسي أوروبي آخر “أن نكون أعضاء في الحلف لا يعني أن علينا الارتهان لصناعة الاسلحة الاميركية”.

– وجوب شرح المواقف –

وسيخصص عشاء العمل الأربعاء لبحث المبادرة الأوروبية ومن المتوقع أن يسمح بتبديد المخاوف.

وأقر ستولتنبرغ بوجود “خلافات في وجهات النظر” لكنه نفى أن يكون هناك ضعف في الثقة بين الأميركيين والأوروبيين وستكلف وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني تبديد هذه المخاوف.

وقال دبلوماسي أوروبي “لا بد من العمل قليلا على شرح (المواقف) لكن ليس هناك أي مشكلة جوهرية” مضيفا “إن البعض يجد من المناسب الاشارة الى توتر بين الولايات المتحدة والأوروبيين، لكن هذا غير صحيح”.

أما التوتر بين واشنطن وأنقرة، فهو قد يهدد وحدة صف الحلف الأطلسي، وأعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الثلاثاء أن العملية العسكرية التركية في سوريا ضد مقاتلي “وحدات حماية الشعب الكردية” المتحالفة مع واشنطن أضعفت مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

وتشن القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها منذ 20 كانون الثاني/يناير هجوماً في منطقة عفرين بشمال سوريا، تقول إنه يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة “إرهابية”.

وقال مصدر دبلوماسي في بروكسل إن هذه العملية “مصدر قلق للحلف الأطلسي، لكن لا يمكن تسويته داخل الحلف”، معتبرا أن “المسألة ستجد حلا بشكل ثنائي، بين الولايات المتحدة وتركيا”.

والتقى جيم ماتيس نظيره التركي نور الدين جانكلي مساء في لقاء بدأ بفتور اذ صافحه الوزير الاميركي دون حماسة امام عدسات الكاميرات. ولم يدل المسؤولان باي تصريحات.

ورأى دبلوماسي أوروبي أنه “يجب الحفاظ على وحدة الحلف، لأن البعض يريد إضعافه”، بدون ذكر روسيا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية