ادانة اسرائيليين اثنين بقتل فتى فلسطيني حرقا في 2014
دانت محكمة في القدس الاثنين اسرائيليين اثنين بخطف وقتل الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير حرقا في العام 2014 في جريمة ساهمت في تصعيد اعمال العنف التي سبقت الحرب في غزة.
وعلقت المحكمة حكمها على متهم ثالث هو زعيم المجموعة بانتظار صدور تقييم نفسي.
واعلنت المحكمة في حكمها ان المتهمين الثلاثة وهم بالغ وقاصران قاموا بخطف محمد ابو خضير وقتله وحرقه في تموز/يوليو 2014، لكن بدون ان تعلن العقوبة مضيفة انها تنتظر تقييما نفسيا للبالغ لتبيان ما اذا كان مسؤولا جنائيا عن افعاله.
وفي اللحظات الاخيرة قرر محامو المتهم يوسف حاييم بن دافيد (31عاما) المحرض والمنفذ الرئيسي للجريمة تقديم تقرير طبي الخميس الماضي يثبت غير اهليته العقلية للمحكمة وان وضعه النفسي ينفي عنه المسؤولية الجنائية ما جعل قضاة المحكمة يضحكون ويقولون "لو ان قرار المحكمة كان سيصدر قبل شهرين لكنتم احضرتم التقرير قبل شهرين".
وكان بن دافيد يدير حانوتا لبيع النظارات وتناول ادوية ضد الاضطراب الوسواسي القهري لسنوات عدة.
وافادت المحكمة ان المحامين قدموا وثيقة لدعم اقوالهم قبل بضعة ايام فقط ما يفسر التغيير المفاجئ في اللحظة الاخيرة، وسيعطي القضاة رايهم النهائي في 20 كانون الاول/ديسمبر في التقرير الطبي الذي قدم اليهم الخميس.
وتابعت المحكمة ان القضاة سيصدرون حكمهم في 13 كانون الثاني/يناير اقله في ما يتعلق بالقاصرين الذين لم تكشف معلومات عنهم عدا عن ان القاصر الاول من مواليد 4 اغسطس/اب 1997 وهو تلميذ مدرسة دينية، والاخر من مواليد 20 تشرين الثاني/نوفمر 1997. وتقرر ان يعرضا على ضابط سلوك لتقييم سلوكهم وتقديم تقرير للمحكمة قبل موعد النطق بالحكم.
وكان بن دافيد وهو يهودي مقيم في مستوطنة قريبة من القدس اوضح للمحققين عند توقيفه انه اراد الانتقام لخطف ثلاثة اسرائيليين وقتلهم قبل ثلاثة اسابيع بايدي فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وتشهد الاراضي الفلسطينية المحتلة واسرائيل مواجهات وعمليات تستهدف اسرائيليين منذ اكثر من شهرين.
ولم يعجب قرار التاجيل بعض الفلسطينيين الذين اعتبروا ان المحاكم الاسرائيلية تتعامل بمكيالين عند محاكمة الاسرائيليين والفلسطينيين.
- حبوب منومة -
وقال حسين ابو خضير والد محمد ابو خضير للصحافيين في مبنى المحكمة "وضعنا النفسي انا ووالدته سيء للغاية. صرنا نتناول الحبوب كل يوم لننام. نحن نفكر يوميا بابننا وكيف احرقوه حيا".
واضاف "هذه المحكمة لا تدين ما قام به الاسرائيليون الثلاثة من جريمة بشعة".
وتابع "المجرم الاسرائيلي يعامل بلطف عند الاسرائيليين. نحن نطالب بهدم بيوت المجرمين النازيين الجدد مثلما يهدمون بيوت الفلسطينيين للردع. لكن المحكمة العليا قالت انها لا تهدم بيوت اليهود وهذا غير رادع".
واكد "لن نقبل بحكم اقل من مدى الحياة لهؤلاء المجرمين والا سنلاحقهم في محكمة الجنايات الدولية".
وقال محامي عائلة ابو خضير مهند جبارة لوكالة فرانس برس "كان امام محامي المتهم الرئيسي سنة ونصف سنة ليقدم تقريرا عن وضع موكله العقلي، لكنه كان يقول في كل جلسة من جلسات المحكمة ان موكله مريض عقليا ولا يتواصل معه، وعندما يطلبون منه تقريرا طبيا كان يقول ان الاطباء الاسرائيليين يرفضون اعطاء مثل هذا التقرير".
وتابع جبارة "المهزلة انه في النهاية قدم تقريرا من طبيب اسرائيلي واستغرب لماذا وافقت هيئة القضاة على هذا التقرير في اللحظات الاخيرة".
وفي غزة، اعتبر الناطق باسم حركة حماس سامي ابو زهري ان قرار المحكمة هو "دليل على عنصرية الاحتلال ورعايته لجرائم المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني".
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية ايهاب بسيسو لفرانس برس ان "الحكومة تتطلع الى تدخل دولي فاعل من خلال المجتمع الدولي ووفق القوانين الدولية لحماية الشعب الفسطيني وتحقيق العدالة له".
وفي اسرائيل، اعلن رئيس كتلة الاحزاب العربية في الكنيست ايمن عودة ان محمد ابو خضير "اغتيل فقط لانه عربي، وهذه المرة ايضا، على غرار مرات اخرى كثيرة في الماضي، حين يكون القتلة يهودا فانهم يفيدون من حماية المؤسسات القضائية".
- رش البنزين وحرق ابو خضير حيا -
وقتل محمد ابو خضير (16عاما) من حي شعفاط في القدس الشرقية المحتلة في الثاني من تموز/يوليو 2014 بعدما خطفه المتهمون الثلاثة وضربوه ونكلوا به ورشوا عليه البنزين واحرقوه حيا في غابة في القدس الغربية.
وذكرت وسائل الاعلام حينها ان مقتل الفتى الفلسطيني ربما كان انتقاما لمقتل ثلاثة اسرائيليين فقد اثرهم منذ 12 حزيران/يونيو بالقرب من منطقة حلحول قرب الخليل.
وساهم مقتل ابو خضير في تاجيج اعمال العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين والتي ادت الى شن الحرب على غزة في تموز/يوليو واب/اغسطس 2014 في عملية اطلق عليها اسم "الجرف الصامد" بهدف وقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة وهدم الانفاق التي تستخدمها مجموعات فلسطينية مسلحة.
واستمرت الحرب خمسين يوما وكانت الاطول والاكثر دموية ودمارا بين الحروب الثلاث على القطاع واسفرت عن مقتل اكثر من 2200 فلسطيني.