مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

استئناف الحملة العسكرية على آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا

دخان يتصاعد من مخيم الباغوز المحاذي لنهر الفرات بعد استهدافه بالقصف في 18 آذار/مارس 2019 afp_tickers

استؤنف القصف المدفعي والجوي الجمعة ضد آخر مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المحاصرين على ضفاف نهر الفرات في سوريا، وفقًا لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن والمنخرطة في محاربة التنظيم المتطرف.

وبعد يومين من الهدوء النسبي، قصفت القوات التي تضم فصائل عربية وكردية وبدعم من طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مواقع التنظيم في الباغوز الواقعة في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق في شرق سوريا.

وبعد ضربات جوية ومعارك على الارض ليلة الخميس الجمعة وخلال ساعات الصباح الاولى من الجمعة، عاد الهدوء خلال النهار قبل ان تخرقه قذائف هاون عند العصر، حسب ما نقل فريق وكالة فرانس برس في المكان.

وافاد صحافي من فرانس برس أن مقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية كانوا يتوزعون على سطوح عدد من الابنية التي لا تزال قائمة في الباغوز.

ومساء الجمعة أعلن مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية عبر تويتر أن هناك معارك “حول تلة في الباغوز للقضاء على ما تبقى من تنظيم الدولة الاسلامية”.

كما قال عدنان عفرين المتحدث أيضا باسم قوات سوريا الديموقراطية مساء الجمعة إن “مجموعات صغيرة من داعش رافضة للاستسلام تشن هجمات وقواتنا ترد عليها”، مضيفا “قواتنا تضغط عليها للاستسلام او إنهاء الأمر بالقتال”.

الا ان المتحدثة باسم البيت الابيض ساره ساندرز اعلنت الجمعة “لقد تم القضاء على الخلافة في سوريا”.

وردا على سؤال من الصحافيين عما إذا كان تنظيم الدولة الإسلامية قد فقد 100 في المئة من أراضيه، أجابت “نعم”.

وكانت قوات سوريا الديموقراطية قامت الاربعاء والخميس بعمليات تمشيط وعززت قبضتها على المواقع التي انتتزعتها من الجهاديين الذين باتوا محصورين في بقعة صغيرة على أطراف الباغوز بموازاة نهر الفرات.

– أنفاق وأقبية-

وتشنّ قوات سوريا الديموقراطية منذ التاسع من شباط/فبراير هجوماً على جيب التنظيم في بلدة الباغوز، القريبة من قرية السوسة التي سيطرت عليها من قبل.

وحققت قوات سوريا الديموقراطية تقدماً الثلاثاء داخل آخر جيب للتنظيم وسيطرت على مخيم التنظيم في بلدة الباغوز، محاصرة مقاتليه الرافضين للاستسلام في بقعة صغيرة قرب نهر الفرات.

وذكر متحدث باسم القوات كينو غابرئيل أن مئات الجهاديين، بينهم نساء، ما يزالون على أطراف المخيم حيث أنكفأوا الى مخابئ على اطراف النهر وفي أسفل تلة تشرف على الباغوز.

واضاف “سننهي عملياتنا العسكرية في غضون يوم أو يومين، ما لم تكن هناك تطورات مفاجئة”.

ويختبئ آخر الجهاديين في أقبية وأنفاق تحت الأرض في الباغوز، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال القيادي في القوات جياكر أمد إن العديد من مقاتلي التنظيم يريدون الاستسلام لكن رفاقهم منعوهم و”نحن نبذل قصارى جهدنا لاستكمال هذه العملية دون قتال، لكن البعض منهم يرفض الاستسلام”.

وتعني الخسارة الكاملة لهذا المربع الذي يسيطر عليه الجهاديون نهاية سيطرة التنظيم المتطرف في سوريا، بعد هزيمته في العراق عام 2017.

وأعلن تنظيم الدولة الاسلامية في عام 2014 “الخلافة” على مناطق شاسعة في سوريا والعراق، قبل أن ينكفئ في جيوب صغيرة، إلا أنه رغم انكفائهم، يواصل مقاتلوه القتال عبر خلايا نائمة وشن هجمات دامية.

– شروط صعبة –

ويعد الهجوم على آخر جيب للتنظيم المرحلة الأخيرة للعملية التي أطلقت في 10 أيلول/سبتمبر 2018 لطرده من أخر معقل له في سوريا، وتم إبطاء الهجوم بسبب وجود آلاف المدنيين إلى حين خروجهم من هذا الجيب.

وعلى وقع تقدمها العسكري، أحصت هذه القوات خروج أكثر من 67 ألف شخص من جيب التنظيم منذ مطلع العام، بينهم خمسة ألاف جهادي تم توقيفهم بعد استسلامهم، بحسب هذه القوات. وبين المدنيين عائلات الجهاديين الذين تم نقلهم الى مخيمات وبشكل خاص إلى مخيم الهول (شمال شرق).

ويقيم في مخيم الهول أكثر من 72 ألف شخص بينهم 40 ألف طفل في ظروف صعبة، بحسب لجنة الإنقاذ الدولية.

وأسفر الهجوم منذ أيلول/سبتمبر عن مقتل 750 مقاتلا من قوات سوريا الديمقراطية ونحو ضعف هذا العدد من الجهاديين، بحسب المرصد. ولا توجد حصيلة عن عدد الضحايا بين المدنيين.

في كانون الأوّل/ديسمبر، أعلن ترامب على نحو مفاجئ سحب زهاء ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا، وبرّر وقتذاك قراره بالقول “لقد انتصرنا على تنظيم الدولة الإسلاميّة، وحان وقت العودة”. غير أنّه أعلن الأربعاء أنّ نحو 200 جندي سيبقون في نهاية المطاف على الأرض “لبعض الوقت”.

وتشكل جبهة الباغوز، التي تعد أرض القتال الأبرز على الساحة السورية، دليلاً على تعقيدات النزاع الذي دخل عامه التاسع، مخلفاً حصيلة قتلى تخطت 370 ألفاً، من دون أن تسفر الجهود الدولية عن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية