مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الامم المتحدة تهدد بيونغ يانغ بتشديد العقوبات بعد التجربة النووية

الامين العام للامم المتحدة بان كي مون متحدثا في نيويورك في 6 كانون الثاني/يناير 2016 afp_tickers

اجمع مجلس الامن الدولي الاربعاء على التنديد بالتجربة النووية الكورية الشمالية مهددا بتشديد العقوبات الدولية التي فرضت على بيونغ يانغ منذ تجاربها السابقة الثلاث.

وبعد مشاورات مغلقة استمرت ساعتين، اعلنت الدول ال15 الاعضاء في المجلس وبينها الصين حليفة بيونغ يانغ انها قررت “البدء فورا بالعمل على هذه الاجراءات” التي سيتضمنها “قرار جديد لمجلس الامن”.

والتفاوض حول هذا القرار سيستغرق اياما عدة.

ولم يحدد البيان طبيعة هذه “الاجراءات الاضافية” ولم يشر علنا الى عقوبات.

لكن دبلوماسيين امميين اوضحوا ان المجلس يعتزم تشديد العقوبات الدولية عبر اضافة اسماء الى قائمة الافراد والشركات التي فرضت عليها عقوبات لصلتها بالبرنامج النووي الكوري الشمالي.

وفي بيانها الذي تلاه سفير الاوروغواي ايلبيو روسيلي الذي يتراس مجلس الامن في كانون الثاني/يناير، اكدت الدول الاعضاء ان التجربة الكورية الشمالية الرابعة تشكل “انتهاكا صارخا للقرارات” السابقة للامم المتحدة وتظهر “خطورة هذا الانتهاك”.

واعلنت كوريا الشمالية الاربعاء انها قامت بتجربة جديدة ناجحة استخدمت فيها قنبلة هيدروجينية، في خطوة تعكس تصميم هذه الدولة على الدفع ببرنامجها النووي قدما رغم المعارضة الدولية.

وسارعت العواصم الكبرى والامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى التنديد بالتجربة الجديدة بوصفها انتهاكا لهذه القرارات.

– تشكيك –

وتلقى الخبراء في المجال النووي الاربعاء بتشكيك كبير الاعلان الكوري الشمالي، مشيرين الى ان النشاط الزلزالي الذي رصد يوازي بنظرهم تفجير قنبلة أقل قوة.

وقال التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي “أجريت اول تجربة لقنبلة هيدروجينية للجمهورية بنجاح عند الساعة 10,00 (1,30 ت غ) من السادس من كانون الثاني/يناير 2016”.

واوضح ان القنبلة “صغيرة الحجم”، مضيفا “مع النجاح الكامل لقنبلتنا الهيدروجينية التاريخية، ننضم الى صفوف الدول النووية المتقدمة”.

وتستخدم في القنبلة الهيدروجينية او القنبلة النووية الحرارية تقنية الانصهار النووي. وهي تسبب انفجارا اقوى بكثير من الانفجار الناجم عن الانشطار الذي يولده اليورانيوم والبلوتونيوم فقط.

وعرض التلفزيون امرا موقعا من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون يحمل تاريخ 15 كانون الاول/ديسمبر باجراء التجربة ودعوة الى بدء سنة 2016 على “الوقع العظيم لاول تفجير لقنبلة هيدروجينية”. واشارت بيونغ يانغ الى ان الامر أعطي قبل يومين من عيد ميلاد زعيمها.

لكن البيت الابيض اعتبر الاربعاء ان “التحليل الاولي الذي اجري لا يتماشى مع تاكيدات بيونغ يانغ انها قامت بنجاح باول اختبار لقنبلة هيدروجينية”.

– تنديد دولي –

ونددت كوريا الجنوبية واليابان المجاورتان ب”انتهاك” صارخ لقرارات الامم المتحدة. وصدرت مواقف مماثلة من الاتحاد الاوروبي ولندن وباريس وموسكو.

وقالت الصين، حليفة بيونغ يانغ، انها “تعترض بشدة” على هذه التجربة فيما حذر وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر ونظيره الكوري الجنوبي في محادثة هاتفية الاربعاء من ان اعلان كوريا الشمالية اجراء اول تجربة نووية لقنبلة هيدروجينية سيكون له “عواقب”.

والشهر الفائت، لمح كيم جونغ اون ان بلاده طورت قنبلة هيدروجينية، لكن خبراء دوليين شككوا في ذلك.

وقال الخبير الاسترالي كريسبن روفيري ان “المعطيات الزلزالية تشير الى ان الانفجار كان اقل قوة بكثير من انفجار نتوقعه عند تجربة قنبلة هيدروجينية. للوهلة الاولى، يبدو انهم اجروا تجربة نووية ناجحة لكنهم لم يتمكنوا من انجاز المرحلة الثانية، مرحلة انفجار الهيدروجين”.

واعتبر المحلل في مؤسسة “راند كوربوريشن” للابحاث بروس بينيت ان السلاح الذي تمت تجربته “كان على الارجح بحجم القنبلة الاميركية في هيروشيما لكنه لم يكن قنبلة هيدروجينية. ما حدث هو انشطار”. واضاف “الانفجار الذي حصل كان يفترض ان يكون اقوى بعشر مرات” لو كانت القنبلة هيدروجينية.

وكان خبراء الزلازل رصدوا هزة ارضية بقوة 5,1 درجات بالقرب من موقع التجارب النووية الرئيسي في شمال شرق كوريا الشمالية، وكانوا اول من شكك في ان القنبلة هيدروجينية.

وبحسب التقديرات الاولية لوزارة الدفاع الكورية الجنوبية فان قوة القنبلة كانت تراوح بين ستة وتسعة كيلوطن، ما يوازي الطاقة التي انبعثت خلال التجربة الاخيرة في 2013.

وكانت التجربة الاميركية الاولى لقنبلة هيدروجينية في 1952 ادت الى انبعاث عشرة كيلوطن من الطاقة.

ويرى معظم الخبراء ان بيونغ يانغ ما زالت بعيدة جدا عن امكان انتاج قنبلة نووية حرارية لكنهم منقسمون بشأن قدرتها على صنع اسلحة ذرية صغيرة وهي مرحلة اساسية في انتاج الرؤوس النووية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية