مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تزايد الضغوط الأوروبية على لندن في المرحلة الأخيرة من مفاوضات بريكست

الصورة الجماعية لرؤساء ورؤساء حكومات دول الاتحاد الاوروبي في سالزبورغ في 20 ايلول/سبتمبر. afp_tickers

كثف القادة الاوروبيون الضغوط على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الخميس وطالبوها بمراجعة مقترحاتها من اجل وضع اللمسات الاخيرة على مفاوضات البريكست التي دخلت مرحلة حاسمة لكنها ما زالت تواجه عقبة الملف الايرلندي.

ورغم أنهم رحبوا بالتطورات “الإيجابية” في المملكة المتحدة و ب”اجواء” أفضل في التحضير للبريكست المقرر نهاية اذار/مارس 2019 ، فإن القادة ال27 طلبوا بشكل رئيسي من زعيمة المحافظين تحسين مقترحاتها الأخيرة اثناء قمة الاتحاد الأوروبي في سالزبورغ (النمسا).

وقال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك ان اقتراح تيريزا ماي حول إطار التعاون الاقتصادي المستقبلي بين التكتل وبريطانيا بعد بريكست لن ينجح.

واضاف في ختام القمة ان “إطار العلاقات الاقتصادية كما هو مقترح لن يعمل جيدا لانه سينسف أسس السوق الداخلية” للاتحاد الاوروبي.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان المقترحات البريطانية “غير مقبولة كما تم تقديمها” كونها “لا تحترم السوق الموحدة”، موضحا ان “ساعة الحقيقة” بالنسبة المفاوضات قد حانت.

وردت ماي أن خطتها ما تزال “الاقتراح الجدي والموثوق به” على الطاولة، ما من شانه ان يضمن على المدى الطويل عدم ظهور حدود فعلية جديدة بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا.

وأضافت “سنقدم قريبا مقترحاتنا الخاصة” لمعالجة المشكلة الايرلندية التي اصبحت تمثل الخطر الرئيسي لفشل المفاوضات وتسفر عن مغادرة بريطانيا الاتحاد الاوروبي دون اتفاق.

-“الإبداع”-

وتوصلت لندن وبروكسل الى تسوية بشأن معظم القضايا التي يتعين تسويتها قبل موعد البريكست بما في ذلك الفاتورة التي يتعين على لندن ان تدفعها. لكنهم يواصلون التعثر في بعض النقاط، وبشكل رئيسي المسألة الأيرلندية.

ويتفق الطرفان على تجنب إعادة الحدود الفعلية بين إقليم أيرلندا الشمالية وأيرلندا، لكن لندن تعترض على شروط “شبكة الامان” التي يطالب بها الاتحاد الاوروبي من اجل ضمان هذه النتيجة.

وترفض لندن حلا عرضته الدول ال27 يقضي بابقاء ايرلندا الشمالية ضمن الاتحاد الجمركي في حال عدم التوصل الى اتفاق آخر يرضي الطرفين، لانها ترى ان ذلك سيكون بمثابة حدود الامر الواقع بين ايرلندا الشمالية وبقية المملكة المتحدة.

– استفتاء ثان؟ –

ونبه ماكرون الى انه “سيكون هناك صعوبات”، مشددا على ضرورة ان “يوحد (الاوروبيون) صفوفهم”. وأضاف “يجب التوصل الى حل، ولكن ينبغي الا يضر (هذا الحل) بالتجانس وبقوة الحريات الاربع للسوق الموحدة”.

من جانبه، قال رئيس وزراء مالطا جوزف موسكات لاذاعة بي بي سي “هناك وجهة نظر تحظى باجماع، او بشبه اجماع حول الطاولة مفادها اننا نود (…) ان تجري المملكة المتحدة استفتاء آخر”.

لكن ماي رفضت الاربعاء هذه الفرضية بشدة وحمل كل طرف الطرف الاخر مسؤولية تقديم تنازلات من اجل انفصال “ناجح”.

وقالت المسؤولة المحافظة مساء الاربعاء، بعيد مطالبة توسك لندن باقتراحات “اعيد صوغها”، “اذا اردنا التوصل الى خلاصة ناجحة، على الاتحاد الاوروبي ان يقيم موقفه كما عمدت المملكة المتحدة الى تقييم موقفها”.

وكرر رئيس الوزراء الايرلندي ليو فرادكار ان “الوقت ينفد” مضيفا “ما نريد تجنبه هو اقامة حاجز جديد امام حركة السلع والتجارة وانتقال الافراد”.

وناقش القادة الاوروبيون مسائل أمنية على غرار التعاون بين عناصر الشرطة ومكافحة المضامين الارهابية عبر الانترنت.

كذلك، علق رؤساء الدول والحكومات الخميس على مباحثاتهم المغلقة الاربعاء في ما يتعلق بملف الهجرة.

ولئن تحدث البعض عن “اجواء أفضل”، فانهم اقروا بان النقاش لم يسجل تقدما حول تقاسم استقبال طالبي اللجوء الذين يصلون الى السواحل الاوروبية، وهو أمر لا تزال دول شرق اوروبا ترفضه بشدة.

وشهد الصيف مواقف متشنجة محورها السفن التي تقل مهاجرين في البحر المتوسط، وخصوصا مع رفض ايطاليا فتح موانئها ما دامت لم تتلق وعدا اوروبيا بتقاسم هذا العبء.

وجدد رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي مطالبته ب”آلية اوروبية” تعكس تضامن الدول الاعضاء، ملاحظا ان “مشاركة حفنة من الدول (في هذا الامر) لا تعني وجود آلية اوروبية”.

في المقابل، اعتبر المستشار النمسوي سيباستيان كورتز المعروف بموقفه المتشدد في هذا الملف ان “قضية الهجرة لن تحل بتوزيع (اللاجئين داخل الاتحاد الاوروبي) بل بالدفاع عن الحدود الخارجية”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية