مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

البابا يرسم 13 كاردينالا جديدا يتفقون معه في الرؤية

البابا فرنسيس خلال حفل رسم الكرادلة الجدد في الفاتيكان في 5 تشرين الاول/اكتوبر 2019. afp_tickers

رسم البابا فرنسيس السبت 13 كاردينالا جديدا بينهم خبراء في الحوار مع الإسلام والاستماع للمهاجرين في خطوة إضافية لتشكيل مجلس كرادلة يشاطره رؤيته وسيكلف يوما ما انتخاب حبر أعظم جديد.

وبحسب تقليد الكنيسة، ركع هؤلاء الكرادلة الجدد أمام الحبر الاعظم لتلقي القبعة المربعة التقليدية خلال الحفل الذي اقيم في الفاتيكان.

وفي عظته أمام الكرادلة الجدد ذكرهم البابا بأهمية “الرأفة” مشيرا الى انها “أساسية في الإنجيل” وليست حدثاً عرضياً”.

وذكّر البابا “بأن التصرفات السيئة لرجال الكنيسة تعود إلى فقدان الشعور بالرأفة التي نلناها، والاعتياد على النظر في الاتجاه الآخر، وعيش اللامبالاة” كما ورد على موقع الفاتيكان. كما “ذكّر بجهوزية الكاردينال واستعداده ليقدم دماءه، وهذا ما يرمز إليه الثوب الأحمر، وهذا الأمر يرتكز إلى الإدراك بأننا نلنا الرأفة وبأننا قادرون على منحها للآخرين”.

ومن أصل 225 كاردينالا، هناك 128 تقل أعمارهم عن ثمانين عاما ويملكون بالتالي حق التصويت لانتخاب حبر أعظم. واختار البابا فرنسيس 52 بالمئة من هؤلاء الناخبين واختار بنديكتوس السادس عشر ثلثهم والبابا يوحنا بولس الثاني 14 بالمئة منهم.

وقال رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان المونسنيور ميغيل أنخيل ايوسو غيكسو إن نصف الكرادلة الجدد يحملون صفات “مبشرين”. والاسباني ايوسو غيكسو نفسه مبشر وخبير في الاسلام وعاش لفترة طويلة في مصر والسودان.

ويرى كبير أساقفة الرباط منذ 2017 كريستوبال لوبيز روميرو أن رسمه كاردينالا يعد “تشجيعا” للمجتمعات الكاثوليكية في شمال إفريقيا التي “تكاد لا تُرى”. ويضم المغرب حيث الاسلام دين الدولة، عددا قليلا من الكاثوليك الذين هاجر معظمهم من إفريقيا جنوب الصحراء والتقاهم البابا فرنسيس في آذار/مارس الماضي.

– كل القارات –

من أبرز الكرادلة الجدد الأب اليسوعي الكندي التشيكي الأصل مايكل تشيرني نائب رئيس الإدارة المكلفة المهاجرين واللاجئين في الفاتيكان. ويرأس البابا هذه الإدارة.

ويعتبر رجل الدين الذي أصبح اسقفا مساء الجمعة وسيصبح كاردينالا السبت أن البابا فرنسيس يكرس نفسه بالكامل لـ”كنيسة مدرجة في العالم الحديث” في إطار قرارات المجمع الثاني للفاتيكان.

أما الكاردينال المقبل ماتيو تسوبي (63 عاما) رئيس أساقفة بولونيا في إيطاليا والعضو في جمعية سانت إيجيديو المساهمة بشكل كبير في استقبال اللاجئين، فيدعو إلى قبول المؤمنين المثليين بحرارة في الكنيسة.

وكتب مقدمة واحد من أكثر الكتب رواجا لليسوعي الأميركي جيمس مارتن المدافع النشط عن الكاثوليك المثليين. وتسلم البابا خلال الأسبوع الجاري نسخة من هذا الكتاب.

وبات المونسنيور ألفارو راماتسيني (72 عاما) رئيس أساقفة أبرشية هويهويتينامغو الفقيرة في غواتيمالا، كاردينالا السبت. وهو يعمل منذ عقود على حماية الفقراء والمهاجرين والسكان الأصليين ويعد من أشد المدافعين عن البيئة.

وحرص البابا على اختيار الكرادلة من جميع القارات. فمن آسيا، رسم رئيس أساقفة العاصمة الإندونيسية جاكرتا اغناطيوس سوهاريو هارجواتموديخو كاردينالا، ومن إفريقيا رئيس اساقفة كينشاسا فريدولين امبونغو بيسونغو الذي رسم كاردينالا بحضور رئيس بلده الكونغو الديموقراطية.

وانضم الكوبي المونسنيور خوان دي لا كاريتاد غارسيا رودريغيز ، رئيس أساقفة سان كريستوبال في هافانا إلى الكرادلة، إلى جانب كبير أساقفة لوكسمبورغ جان كلود هوليريش (61 عاما) رئيس مفوضية أسقفيات الاتحاد الأوروبي.

وأكد هوليريش أنه فوجىء باختياره، موضحا أن “البابا يختار غالبا دولا فقيرة ولوكسمبورغ لا تنتمي إلى هذه الفئة”.

وأصغر الكرادلة هو المونسنيور البرتغالي جوزيه تولنتينو ميندونشا ويبلغ من العمر 53 عاما، ويعمل في مجال أرشيف ومكتبة الكنيسة الرومانية المقدسة، أي أنه لا يملك سيرة عادية لاختياره كاردينالا.

وأخيرا، اختار البابا ثلاثة رجال لا يمكنهم أن يكونوا ناخبين لأنهم تجاوزوا الثمانين من العمر. وبين هؤلاء كبير الأساقفة البريطاني مايكل لويس فيتزجيرالد سفير الفاتيكان السابق الذي يملك معرفة واسعة بالاسلام.

وهناك ايضا المونسنيور الإيطالي أوجينيو دال كورسو الذي يعمل في التبشير في إيطاليا، وكبير أساقفة كاوناس المونسنيور سيجيتاس تامكيفيسيوس الذي أمضى سنوات في سجن سوفياتي لأنه حرر صحيفة سرية تتحدث عن اضطهاد المسيحيين الكاثوليك.

وقد زار البابا خلال رحلة إلى ليتوانيا في أيلول/سبتمبر 2018 الزنزانة التي كان محتجزا فيها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية