مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الرياض تستنكر البيانات الخارجية حول قضية المدون رائف بدوي وترفض التدخل في شؤونها

ناشطون يعتصمون امام السفارة السعودية في واشنطن تضامنا مع المدون رائف بدوي 11 يونيو 2015 afp_tickers

اعلنت الخارجية السعودية الخميس استنكارها للانتقادات التي وجهتها لها دول ومنظمات حول قضية المدون رائف بدوي الذي حكم عليه بالسجن عشر سنوات والف جلدة بتهمة “الاساءة للاسلام”، مؤكدة رفضها التدخل في شؤونها الداخلية ونظامها القضائي.

وعبر مصدر مسؤول في الخارجية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية “عن الاستغراب والاستنكار الشديدين من التصريحات والبيانات الصادرة من بعض الدول والمنظمات الدولية حول قضية (بدوي) رغم انه لم يصدر أي تصريح بشأنه من القضاء او أي جهة رسمية في الدولة”.

واضاف المصدر ان “القضاء في المملكة يتمتع بالاستقلالية” و”المملكة لا تقبل التدخل في قضائها أو شأنها الداخلي من أي طرف كان”.

وافادت زوجة رائف بدوي لوكالة فرانس برس الاحد ان المحكمة السعودية العليا ايدت حكم السجن عشر سنوات والجلد الف مرة لزوجها المسجون بتهمة “الاساءة للاسلام”.

واتهمت وزيرة خارجية السويد مارغو فالستروم التي كانت تسببت في ازمة دبلوماسية مع الرياض في آذار/مارس بشان حقوق الانسان، الثلاثاء مجددا المملكة السعودية باستخدام “اساليب القرون الوسطى” من خلال الحكم بالجلد.

ودعت الولايات المتحدة الاربعاء السعودية الى “الغاء العقوبة الوحشية” ضد بدوي.

ووصف الاتحاد الاوروبي الحكم بانه “غير مقبول” و”مناف للكرامة البشرية”.

واعتقل بدوي (31 عاما) في 17 حزيران/يونيو 2012 وحكم عليه في ايار/مايو 2014 بالسجن عشر سنوات وغرامة مليون ريال (267 الف دولار) والف جلدة موزعة على 20 اسبوعا. ونفذ الحكم باول خمسين جلدة امام مسجد الجفالي في جدة في التاسع من كانون الثاني/يناير.

ولم يتم تنفيذ اي عمليات جلد منذ الجولة الاولى لدواعي صحية ثم لاسباب لم يتم توضيحها.

وبعد تثبيت الحكم الاحد ابدت زوجة المدون ومنظمات حقوقية خشيتها من استئناف عملية الجلد.

وحذرت منظمة العفو الدولية من استئناف تنفيذ هذه العقوبة “الوحشية واللاانسانية” مضيفة ان “المحكمة العليا السعودية اثبتت ان السلطات لا تسعى الى العدالة بل الى جعل المدون مثلا لضرب حرية التعبير”.

كما اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش ان المعاملة “الوحشية والجائرة” التي يقع بدوي ضحيتها تندرج ضمن هجمة اشمل تستهدف الاحتجاجات السلمية.

وبدوي مؤسس “الشبكة الليبرالية السعودية الحرة” مع الناشطة سعاد الشمري، وحائز جائزة جمعية “مراسلون بلا حدود” للعام 2014 عن حرية التعبير. وقد اغلقت السلطات الموقع. وبدوي مسجون منذ 2012.

من جهتها امضت سعاد الشمري ثلاثة اشهر في السجن في بداية 2015. كما ان محامي بدوي يقبع خلف القضبان.

ودعا موقع المدونين المدافع عن حرية التعبير الى انهاء نفوذ رجال الدين في المملكة التي تعتمد المذهب الوهابي المتشدد.

ولم تخف انصاف حيدر زوجة بدوي اللاجئة مع اطفالهما الثلاثة في كندا خيبتها اثر قرار المحكمة العليا النهائي غير القابل للطعن.

وقد قالت في اتصال هاتفي مع فرانس برس الاحد الماضي “كنت آمل انه مع اقتراب شهر رمضان (يحل بعد ايام) ومع تولي الملك الجديد في السعودية، ان يتم العفو عن مساجين الراي وضمنهم رائف”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية