مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الضربة الاميركية تعقد الوضع لعسكرييها المنتشرين في سوريا

قوات اميركية في منبج في 5 اذار/مارس 2017 afp_tickers

تزيد الضربة العسكرية الاولى التي شنتها الولايات المتحدة ضد النظام السوري بشار الاسد الجمعة من صعوبة مهمة العسكريين الاميركيين الذين يحاربون تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

وتجوب المقاتلات الاميركية وتلك التابعة للتحالف الدولي الاجواء فوق شمال شرق سوريا منذ ايلول/سبتمبر 2014 عندما بدأت غاراتها الاولى ضد التنظيم الجهادي في العراق وسوريا.

وتنشر الولايات المتحدة نحو 900 مستشار عسكري وعناصر من القوات الخاصة وخبراء مدفعية من مشاة البحرية في المنطقة نفسها لدعم قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من مقاتلين اكراد وعرب والتي تحقق تقدما ميدانيا امام الجهاديين.

لم يكن على القوات الاميركية ان تخشى شيئا من قبل الجيش السوري. لكن قصف قاعدة الشعيرات (وسط) الجمعة يثير مخاوف من تغيير في موقف النظام او حليفته القوية روسيا.

وقال مسؤول عسكري اميركي كبير امام صحافيين صباح الجمعة “اتخذنا بالطبع اجراءات لحماية قواتنا في سوريا”. واضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته “لكن لا مؤشر حاليا بحصول تصعيد او هجوم او اي معلومات استخباراتية بعمل للرد”.

وتنشر روسيا التي تدعم سوريا عسكريا منذ ايلول/سبتمبر 2015 في هذا البلد طائرات حربية وبطاريات صواريخ جوية من طرازي اس-300 واس-400 معروفة بفاعليتها.

لكن الطابع المحدد جدا للضربة الاميركية يحد من مخاطر تصعيد عسكري ضد القوات الاميركية.

– توضيح الاستراتيجية –

خلافا لما كان يطالب به “الصقور” الاميركيون الذين يريدون شل الطيران السوري، فضلت ادارة ترامب الاكتفاء باستهداف قاعدة جوية واحدة تقول ان الطائرات التي نفذت الهجوم الكيميائي الثلاثاء على مدينة خان شيخون (شمال غرب) اقلعت منها.

وقال مسؤولون اميركيون انه تم ابلاغ روسيا مسبقا بالضربة التي لم تستهدف مكان انتشار الروس وتجهيزاتهم في القاعدة العسكرية.

تقول كريستين وورموث المسؤولة السابقة في البنتاغون في ادارة الرئيس السابق باراك اوباما والتي تعمل خبيرة لدة مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي اس آي اس) “لا ارى في الوقت الحالي مخاطر باستهداف روسيا او سوريا لمقاتلاتنا”.

وتضيف وورموث ان محاولة التعرض للقوات الاميركية المنتشرة في شمال سوريا “سينطوي على مخاطر عديدة”.

لكنها تقول ان الخطر الحقيقي يكمن في انجرار ادارة ترامب الى دوامة من الضربات الجديدة ضد النظام السوري بدون اي استراتيجية حقيقية او هدف معين. وتضيف ان “الاساس الاستراتيجي الذي نضعه ليس واضحا”.

وتتساءل وورموث “هل ضربة هذه الليلة (الجمعة) كانت ضربة وحيدة بهدف اظهار استعدادنا لاستخدام القوة” في حال هجوم كيميائي ام انها اشارة الى “تغيير متعمد” في السياسة الاميركية نحو اعتماد مقاربة اكثر حزما ازاء نظام الاسد؟

بانتظار اتضاح ذلك، التبعات الوحيدة للقوات الاميركية هي اعلان روسيا تعليق العمل باتفاق التنسيق من اجل تفادي الحوادث بين طائرات البلدين في الاجواء السورية.

وشددت وورموث ان “ذلك من شأنه أن يعقد عملياتنا ضد تنظيم الدولة الاسلامية”.

واضافت ان وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الذي سيتوجه الى موسكو الثلاثاء “سيسعى على الارجح” لاعادة العمل بالاتفاق.

واكد مسؤول عسكري اميركي صباح الجمعة ان العسكريين الروس لم يقطعوا اتصالاتهم مع العسكريين الاميركيين. وقال “ما زلنا نستخدم” خط الاتصال و”هناك شخص ما يرد”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية