مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

العراق يأمل جمع 88 مليار دولار في مؤتمر الكويت لاعادة الاعمار

شعار مؤتمر اعادة اعمار العراق في مركز الاعلام في الكويت في 11 شباط/فبراير. afp_tickers

تأمل الحكومة العراقية أن تجمع نحو 88 مليار دولار على شكل تعهدات لاعادة اعمار البلد الغني بالنفط الذي خاض حربا مدمرة استمرت ثلاث سنوات ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك في مؤتمر دولي انطلقت اعماله في الكويت الاثنين.

ويسعى مسؤولون في “مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق” الذي يستمر ثلاثة أيام الى الحصول على تعهدات من مانحين ومستثمرين لإعادة إعمار منازل ومدارس ومستشفيات العراق وبناه التحتية الاقتصادية.

وينضم وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى المؤتمر بعدما أجرى محادثات في القاهرة الاثنين، المحطة الأولى في جولته الشرق أوسطية.

وأفادت وزارة الخارجية في واشنطن أنها لن تقدم “مساهمات مباشرة” لتمويل جهود إعادة الإعمار لكن أكثر من 150 شركة أميركية تشارك في المؤتمر.

وأعلنت بغداد أنها “انتصرت” على تنظيم الدولة الإسلامية في كانون الأول/ديسمبر بعدما استعادت القوات العراقية، مدعومة بالتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، اجزاء واسعة من البلاد كانت المجموعة المتطرفة سيطرت عليها في منتصف العام 2014.

ويعول العراق الذي شهد حروبا منذ الثمانينات، وحصارا منذ اجتياح الكويت عام 1990، على المانحين الدوليين وخصوصا القطاع الخاص.

لكن الفساد المستشري يعد أحد أكبر التحديات امام بغداد في سعيها لجمع الاموال. وفي العام 2017، احتل العراق المرتبة 166 من بين 176 دولة على لائحة البلدان الاكثر فسادا التي تصدرها منظمة الشفافية الدولية.

وقال وزير التخطيط العراقي سلمان الجميلي في اولى جلسات المؤتمر ان العراق بحاجة الى 88,2 مليار دولار لاعادة الاعمار.

وأوضح لوكالة فرانس برس في وقت لاحق ان الاموال سيتم انفاقها بشكل رئيسي على البنى التحتية واعادة مئات آلاف النازحين الى مناطقهم.

من جهته، قال مدير عام وزارة التخطيط قصي عبد الفتاح ان اعادة اعمار العراق تتطلب جمع 22 مليار دولار بشكل عاجل، و66 مليار دولار اخرى على المدى المتوسط.

ورأى رجا أرشاد ريحان ممثل البنك الدولي ان هناك حاجة لاستثمارات في شتى القطاعات مشيرا إلى حاجة قطاع الاسكان وحده الى 17,4 مليار دولار. وقال إن هناك حاجة لـ30 مليار دولار من أجل البنى التحتية في مجالات الطاقة والصناعة.

وبحسب تقديرات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، فإن كلفة عمليات إعادة الإعمار للمناطق المتضررة قد تصل إلى مئة مليار دولار.

وقال مصطفى الهيتي مدير “صندوق اعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية” ان العراق بدأ “بعض الخطوات لإعادة الإعمار. لكن لم نستطع إنجاز اكثر من واحد بالمئة مما يحتاج اليه العراق”.

– 330 مليون من منظمات غير حكومية –

وأضاف “نريد مساعدات واستثمارات لإعادة الخدمات والبنى التحتية”، مشيرا الى وجود 2,5 مليون نازح بحاجة للمساعدة، وتضرر 138 ألف منزل ودمار أكثر من نصف هذا العدد جراء الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وتخلل جلسات اليوم الاول المخصصة للمنظمات غير الحكومية اعلان عدد من هذه المنظمات تعهدات لدعم الوضع الانساني في العراق بلغت قيمتها الاجمالية اكثر من 330 مليون دولار.

واكبر التعهدات كانت من اللجنة الدولية للصليب الاحمر بحجم 130 مليون دولار.

كما تعهدت عدة منظمات كويتية غير حكومية بمبلغ قدره 122,5 ملايين فيما كانت بقية التعهدات من منظمات في تركيا والسعودية وقطر والعراق وبريطانيا.

من جهتها، اعتبرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن “مؤتمر الكويت يوفر منبراً رئيسيا لإعادة التأكيد على أهمية العودة الطوعية والآمنة والمستدامة للنازحين العراقيين وكذلك لجمع الموارد لدعم جهود الحكومة في تحقيق هذا الهدف”.

وفي هذا السياق، دعت منظمة الامم المتحدة للطفولة وبرنامج الموئل التابع للمنظمة الاممية الى الاستثمار في البنية التحتية، وقالتا في بيان مشترك ان “واحدا من اربعة اطفال يعيشون في الفقر”.

أما منظمة الصحة العالمية، فدعت المجتمع الدولي الى الاستثمار في قطاع الصحة المنهار مشيرة إلى الدمار الذي لحق بأكثر من 14 مستشفى و170 منشأة صحية.

بدورها، حذرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) من أن “العراق خسر 40% من انتاجه الزراعي خلال الأربع سنوات الماضية التي سيطر فيها داعش على مساحات واسعة من الأراضي”.

وسيخصص اليوم الثاني من المؤتمر الثلاثاء للقطاع الخاص، واليوم الاخير لاعلان المساهمات المالية للدول المشاركة.

ويتزامن انعقاد المؤتمر في يومه الثاني مع اجتماع لوزراء خارجية بلدان التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية، وبينهم تيلرسون ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان.

وأفادت وكالة الانباء الكويتية الرسمية ان 74 دولة ومنظمة ستكون ممثلة في الاجتماع الذي من المقرر ان يشمل جلستين، الاولى تناقش “اخر تطورات تنظيم (داعش) في سوريا والعراق”، بينما تناقش الثانية “مكافحة الارهاب في مناطق العالم عامة ومتابعة جهود التحالف في محاربة (داعش) خاصة”.

وعشية الاجتماع، زار لودريان بغداد للتباحث مع المسؤولين بشأن اعادة الاعمار وضمان استقراره بعد الهزيمة العسكرية لتنظيم الدولة الاسلامية.

وصرح لودريان لدى وصوله الى بغداد “لقد أتيت لاعبر عن دعم فرنسا ومرافقتكم (في مسيرة اعادة الاعمار). سنكون دائما الى جانبكم كما فعلنا لدى مشاركتنا في التحالف (الدولي ضد الجهاديين) وسنكون كذلك خلال مرحلة اعادة الاعمار”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية