مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

القوى الكبرى تطمئن القلقين من الاتفاق مع ايران وخامنئي يدعو الى الحذر

ايرانيتان تحتفلان بالاتفاق بعد توقيعه 14 يوليو 2015 afp_tickers

سعت وواشنطن ولندن الخميس الى طمأنة القلقين من تبعات الاتفاق النووي مع ايران في حين دعا المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الى عدم الوثوق بان القوى الكبرى ستعمل على تطبيق الاتفاق.

وفي اطار المساعي الدولية لترويج الاتفاق، سعى وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الى طمأنة اسرائيل. وقال قبل لقاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو “لم نكن لنوافق على الاتفاق من دون التأكد من ان هناك تدابير متينة تتيح الاشراف الفعال على البرنامج النووي الايراني”.

واضاف ان “تركيزنا الان سيكون على التنفيذ السريع والكامل للاتفاق لضمان ان يبقى السلاح النووي بعيدا عن متناول ايران”.

وهاموند هو اول مسؤول كبير من مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا والصين) يزور اسرائيل بعد الاعلان عن الاتفاق التاريخي مع ايران الثلاثاء.

وكان نتانياهو وصف الاتفاق بانه “خطأ تاريخي” وقال ان اسرائيل “غير ملزمة به” ملمحا الى ان احتمال توجيه ضربة عسكرية للمنشآت الايرانية لا يزال قائما.

وفي الاطار نفسه، اوضحت القوى الكبرى الست التي عقدت مع طهران اتفاق فيينا،في رسالة بعثت بها الى الامم المتحدة ان ايران ستبقى تحت تهديد اعادة العمل بالعقوبات الدولية طوال خمسة عشر عاما.

وهذا الاتفاق الذي يستمر عشر سنوات، سيتيح رفع العقوبات في مقابل ضمانات ان ايران لن تحصل على القنبلة النووية. لكنه ينص على آلية لاعادة شبه تلقائية لهذه العقوبات اذا لم تف ايران بالتزاماتها.

وقالت الرسالة المؤرخة في 14 تموز/يوليو وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها، ان مجموعة 5+1 — الاعضاء الدائمون في مجلس الامن (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا) بالاضافة الى المانيا — تلتزم بتمديد هذه الآلية خمس سنوات بعد انتهاء فترة صلاحية اتفاق فيينا.

واوضحت الرسالة انه “خلال فترة خمس سنوات” اضافية، فان بلدان 5+1 “ستتمسك بتطبيق المبدأ (…) الذي ينص على اعادة العقوبات في حال لم تلتزم ايران بطريقة ملحوظة هذا او ذاك من التزاماتها” الواردة في اتفاق فيينا.

من جهته، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان بلاده “ستحكم بحسب الادلة” على سياسة ايران الخارجية بعد الاتفاق. وقال امام الشيوخ “في ما يتعلق بالمستقبل، فلنمتنع عن اطلاق اي تكهنات. سنرى ونحكم على سياسة ايران الخارجية بحسب الادلة”.

والاسبوع المقبل يتوجه ايضا وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر الى اسرائيل. كما من المفترض ان يزور زعيم المعارضة الاسرائيلية اسحق هرتزوغ واشنطن قريبا في مسعى للحصول على ضمانات امنية.

وفي واشنطن، يجري وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس مباحثات مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي ابدت بلاده قلقا من الاتفاق مع خصمها الاقليمي.

وفي واشنطن، واجه الرئيس الاميركي باراك اوباما منتقدي الاتفاق الاربعاء قائلا انهم على خلاف مع “99% من العالم واخفقوا في تقديم اي بديل حقيقي”.

ومع طرح الاتفاق على مجلس الامن الدولي قال اوباما ان مقترحات معارضيه في الداخل والخارج لا تقود سوى الى الحرب.

وقال اوباما “اذا كان 99% من المجتمع الدولي وغالبية الخبراء النوويين ينظرون الى هذا الأمر ويقولون انه سيمنع ايران من حيازة قنبلة ذرية في حين انكم تجادلون بانه لا يفعل او ان كان يفعل فان ذلك سيكون مؤقتا، عليكم اذن ان تقدموا بديلا”.

وقالت “اما ان تحل المسألة عبر الدبلوماسية، عبر التفاوض، او عبر القوة، عبر الحرب. هذه هي الخيارات”.

وفي هذا السياق سيشارك وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى جانب وزيري الخزانة والطاقة الاميركيين الخميس المقبل في جلسة استماع في مجلس الشيوخ حول الاتفاق النووي الذي ابرم مع ايران، في اول مواجهة مع الكونغرس المشكك.

واعلنت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ان الجلسة الاولى حول ايران ستعقد في الساعة العاشرة (14,00 تغ) من الخميس 23 تموز/يوليو.

وكان اوباما اكد انه سيستخدم حقه في تعطيل اي قرار في حال حاول الجمهوريون عرقلة الاتفاق المبرم بعد نحو سنتين من المفاوضات الشائكة والذي يهدف الى تحجيم البرنامج النووي الايراني مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الخانقة عن ايران.

وسعى اوباما الى طمأنة مخاوف السعودية ودول الخليج السنية التي ترى ان الاتفاق يشرع تدخل ايران في المنطقة الغنية بالنفط. وقال ان العلاقات بين واشنطن وحلفائها الخليجيين لن تتغير وان الاتفاق لا ينهي “الخلافات العميقة” مع ايران.

واضاف للصحافيين “ايران لا تزال تطرح تحديات لمصالحنا وقيمنا” متحدثا عن “تاييدها للارهاب والعمل عبر وكلائها لزعزعة استقرار بعض مناطق الشرق الاوسط”.

وفي ايران، حذر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي في رسالة وجهها الى الرئيس الايراني حسن روحاني من ان “بعض” القوى الكبرى لا يمكن الوثوق بها في تطبيق الاتفاق النووي الايراني وحثه على التيقظ.

وهنأ خامنئي الذي كانت له الكلمة الفصل في الاتفاق التاريخي في رسالته التي نشرت الخميس المفاوضين الايرانيين على “الجهود التي بذلوها بدون كلل”.

لكنه دعا الرئيس روحاني الى “التنبه من احتمال انتهاك الاطراف الاخرى التزاماتها”.

وقال في الرسالة “تعلمون جيدا انه لا يمكن الوثوق ببعض الدول” التي شاركت في المفاوضات، دون ان يحدد ما هي الدول التي يشير اليها من بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والمانيا.

واعتبر خامنئي ان الاتفاق بحد ذاته “انجاز كبير” ولكنه يتطلب “الفحص الدقيق” قبل اقراره.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية