مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الكاتب التركي قدري غورسيل يأمل في خروج الصحافة التركية من “الغيبوبة”

قدري غورسيل وزوجته نظيره اثناء مقابلة مع وكالة فرانس برس في منزلهما في اسطنبول، 4 ت1/اكتوبر 2017 afp_tickers

رأى الصحافي التركي قدري غورسيل ان الصحافة التركية “بين الحياة والموت” لكنها ما زالت قادرة على الخروج من “غيبوبتها”، بعدما أمضى قرابة عام في السجن مع زملائه في صحيفة جمهورييت المعارضة.

أفرج عن غورسيل، الصحافي وكاتب المقالة منذ التسعينيات، في الشهر الفائت بعد إمضائه 330 يوما في السجن لملاحقته في إطار قضية مثيرة للجدل تستهدف “جمهورييت”.

وتتهم السلطات حوالى 20 من العاملين في الصحيفة المؤسسة في 1924 بالاتصال بمختلف المجموعات التي تعتبرها أنقرة “ارهابية”.

ويرى مدافعون عن حقوق الانسان في هذه القضية انعكاسا لتدهور وضع الحريات في تركيا منذ محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو 2016 التي تلتها حملة تطهير هائلة تجاوزت من تعتبرهم أنقرة انقلابيين لتطال الاوساط الناقدة للرئيس رجب طيب اردوغان.

واعتبر غورسيل ان “الصحافة التركية بين الحياة والموت” ووضعها “يفطر القلب” بسبب تدهو حرية التعبير والقيود التي تفرضها السلطات. لكنه ما زال يتحلى بالامل.

وصرح لوكالة فرانس برس في مقابلة في منزله باسطنبول “لمن يقول ان الصحافة ماتت أجيب انها في غيبوبة”، مضيفا “أعني بذلك انها قادرة على الخروج من هذه الغيبوبة” وهذا رهن بالصحافيين أنفسهم.

– “المهنة الوحيدة” –

تنتمي هذه الصحيفة إلى مؤسسة أغلبية اعضائها من الصحافيين، خلافا لوسائل الاعلام التركية الكبرى التابعة لشركات لديها مصالح في مختلف القطاعات الاقتصادية ما يجعلها أكثر ضعفا أمام الضغوط.

ويرى أنصار “جمهورييت” ان الصحيفة مستهدفة لرفضها الانصياع إلى خط الحكومة.

انضم غورسيل الذي تعاون مع وكالة فرانس برس بين 1993 و1997 إلى فريق جمهورييت في 2016، بعد مغادرة صحيفة “ملّييت” لدى اتخاذها خطا تحريريا أكثر حذرا.

وما زالت القضية التي يلاحق فيها مستمرة وستعقد جلستها التالية في 31 تشرين الاول/اكتوبر، فيما بقي اربعة من زملائه في السجن وهم رئيس مجلس إدارة الصحيفة اكين اتالاي ورئيس تحريرها مراد صابونجو والصحافي الاستقصائي احمد شك والمحاسب يوسف إمري ايبر.

ويؤكد غورسل انه سيواصل الكتابة لصالح الصحيفة لكن “في الوقت الراهن لا أشعر انني مستعد. أحتاج لبعض الوقت”، مضيفا ان “الصحافة هي المهنة الوحيدة التي أعرفها”.

ويؤكد موقع بي24 المتخصص في حرية الصحافة ان حوالى 170 صحافيا معتقلين في تركيا. ووضعت منظمة مراسلون بلا حدود هذا البلد في المرتبة 155 من 180 في تصنيفها السنوي للعام 2017 لحرية الصحافة.

– “قبلة الحياة” –

أكد غورسيل بالعودة إلى الفترة التي أمضاها في السجن انه تمكن من الحفاظ على صحته الجسدية والنفسية.

وقال “لم احسب الأيام أبدا (…) واظبت على النظر إلى الامام والتفكير في المستقبل”.

أَضاف “لم أرغب في منح الذين أبقونا معتقلين شعورا بالرضى. لذلك لم أتذمر على الإطلاق”.

بعيدا عن اعتبار فترة سجنه عاماً خسره، رأى غورسيل انه “حولها إلى فرصة” بالغوص في قراءات لم يسمح له الوقت بها اثناء عمله.

وأكد “بعد جميع التجارب ما زالت استطيع السير مرفوع الرأس. هذا يشعرني بالفخر”.

وخلد صحافي في وكالة فرانس برس لحظة خروج غورسيل من سجن سيليفري قرب اسطنبول في 25 ايلول/سبتمبر، بصورة بدا فيها مقبلا زوجته نظيرة.

هذه الصورة جرى تداولها بكثافة على جميع شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام التركية واعتبرت رسالة تفاؤل نادرة وسط فترة اضطرابات.

وقال غورسيل باسما “علي الاقرار بأننا تبادلنا القبل أيضا اثناء لقاءاتنا في غرفة الزيارات. لم يمنعنا حراس السجن اطلاقا عن ذلك”.

واطلقت زوجته نظيرة على هذه الصورة عنوان “قبلة الحياة”.

واعتبرت انها “كانت صورة ايجابية صادرة من تركيا (…) عسى ان توحي هذه القبلة (للمجتمع التركي) باستعادة حب الحياة عوضا عن التذمر”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية