مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المنظمات غير الحكومية تنتقد اعمال العنف الوحشية للشرطة في كينيا

زعيم المعارضة الكينية رايلا اودينغا يصل الى كاوانغوار في 29 تشرين الاول/أكتوبر 2017، للمشاركة في احتفال ديني. afp_tickers

يقول المدافعون عن حقوق الانسان ان قمع حركة الاحتجاج المعارضة في كينيا بإطلاق الرصاص الحقيقي والقيام بحملات مداهمة في الأحياء الفقيرة والإفراط في استخدام الغاز المسيل للدموع، ذكر البلاد بالسلوك “الوحشي” الذي يمكن أن تعمد إليه الشرطة من غير أن تحاسب على أعمالها.

وتقول قوات الأمن الكينية التي توجه إليها باستمرار تهمة تنفيذ إعدامات بلا محاكمة، إنها تجد نفسها معزولة احيانا في مواجهة المتظاهرين، وتنفي التهم التي تسوقها منظمات الدفاع عن حقوق الانسان.

لكن حصيلة اعمال العنف التي ترافق الازمة السياسية الكينية لا تكذب، كما يعتبر اوتسينو ناموايا الذي شارك في إعداد تقرير صدر في 15 تشرين الاول/اكتوبر حول الاعمال الوحشية للشرطة، لحساب هيومن رايتس ووتش وكتب مع منظمة العفو الدولية.

وتقول منظمات الدفاع عن حقوق الانسان، ان 49 شخصا على الاقل قتلوا منذ الثامن من آب/اغسطس تاريخ إجراء الانتخاب الذي أبطله القضاء، مشيرة الى ان القسم الأكبر منهم قضى على يد الشرطة.

واضاف ناموايا ان “عناصر الشرطة اطلقوا في بعض الحالات الرصاص الحي على متظاهرين هاربين”، مشيرا الى “استخدام مفرط للقوة” في معاقل المعارضة، غرب البلاد وفي ضواحي نيروبي.

فالصورة واضحة المعالم: شرطة مكافحة الشغب ترد بالغاز المسيل للدموع، والطلقات التحذيرية، وتطلق احيانا النار بهدف القتل على متظاهرين يقيمون حواجز ويلقون حجارة وينصرف البعض منهم الى السلب والنهب.

ويشكل المتظاهرون القسم الاكبر من القتلى انما ليس بصورة دائمة، على غرار هذه الفتاة التي تبلغ التاسعة من العمر، وقتلت في 12 آب/اغسطس برصاصة طائشة في إحدى ضواحي نيروبي، بينما كانت واقفة على شرفة منزل.

– رضيع قتيل –

في اربع من مناطق غرب البلاد، لم يجر الانتخاب الجديد الذي كان مقررا الخميس وتم ارجاؤه. وكانت المعارضة دعت الى المقاطعة، وقطع انصارها السير ومدخل بعض مكاتب التصويت، للتأكد من التقيد بهذه الدعوة.

ودعا رؤساء عدد كبير من بعثات المراقبة الانتخابية منها بعثتي الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي الجمعة، “جميع الكينيين الى الامتناع عن القيام بأعمال غير مشروعة واحترام حقوق مواطنيهم”.

لكنهم دعوا ايضا “الاجهزة الامنية الى تحمل مسؤولية تصرفاتها اذا ما ادت الى اصابات او وفيات”.

واكد ناموايا ان “افلات قوات الشرطة من العقاب مشكلة لأن عناصر الشرطة يعرفون انهم يستطيعون اطلاق النار من دون ان يشعروا بالقلق”.

ويذكر بأن حوالى ثلث 1100 قتيل خلال أسوأ اعمال عنف تسبق الانتخابات في تاريخ كينيا المستقلة، قد سقطوا في قمع التظاهرات.

لكن الشرطة لا تكتفي على ما يبدو بتفريق التظاهرات. فقد قامت ايضا بعمليات دهم استخدمت فيها القوة في الاحياء العشوائية وقامت بضرب بعض الاشخاص ما ادى الى الوفاة في بعض الاحيان.

وفي كيسومو (غرب) قال خمسة جرحى استجوبوا الخميس في أحد المستشفيات، انهم تعرضوا للضرب بينما كانوا في منازلهم. ويؤكد دونكان بارازا الذي كسرت يده، ان عناصر من الشرطة خلعوا باب منزله في ضاحية نياليندا. وقال “ضربوني حتى من دون ان يقولوا لي لماذا؟”.

وفي ظروف مماثلة، اصيب رضيع في شهره السادس اصابة خطيرة في 11 آب/اغسطس. وقال والده ان الشرطة ألقت قنابل مسيلة للدموع في منزلهم ثم خلعت باب الدخول وانهالت عليه وعلى زوجته بالضرب مستخدمة العصي.

وتلقى الرضيع الذي كان على ذراعي والدته، ضربة على رأسه.

– الشرطة المحلية –

وصف حاكم منطقة كيسومو أنيانغ نيونغو القريب من زعيم المعارضة رايلا اودينغا، الخميس، الشرطة بأنها “ميليشيا”. وقال “اذا ما ارادت الشرطة تفريق الناس، يمكنها ان تفعل ذلك باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، لكنها لا تطلق الرصاص الحي”.

وقال اوتسينو ناموايا ان استبعاد الشرطة المحلية في بعض الاماكن، والاستعانة بوحدة جي اس يو (القوات الخاصة للشرطة) يؤثران على موجة العنف هذه”. واضاف ان هذه “الوحدة تتصرف كما لو انها تلقت اوامر، وان هذه الاوامر تقضي باستخدام العنف”.

واضاف “عندما تكلف الشرطة المحلية تنفيذ العمليات، تتضاءل حالات العنف”.

وفي مدينة مومباسا الساحلية، شاهد مصور لوكالة فرانس برس أحد قادة الشرطة المحلية يرافقه كاهن، وهو يتحاور مع متظاهرين غاضبين، وتمكن أخيرا من تهدئة غضبهم. ولم يطلب من القوة الخاصة التي كانت موجودة التدخل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية