The Swiss voice in the world since 1935

الولايات المتحدة وكينيا تحضّان على وقف إطلاق النار في إثيوبيا

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقائه ممثلي المجتمع المدني الكيني في نيروبي في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 afp_tickers

حضّت الولايات المتحدة وكينيا الأربعاء على وقف إطلاق النار في إثيوبيا، وأعربتا عن أملهما بإمكان التوصل إلى حل بالتفاوض بين الحكومة والمتمردين في وقت تُبذل فيه جهود دبلوماسية حثيثة لوضع حد للحرب الدائرة منذ عام.

وحذّر بلينكن الذي يجري جولة إفريقية تستمر حتى السبت وتشمل ثلاث دول هي كينيا ونيجيريا والسنغال، من انحسار الديموقراطية عالميا وحثّ كينيا، حليفة الولايات المتحدة على ضمان حرية الانتخابات التي ستشهدها العام المقبل.

والتقى بلينكن الرئيس الكيني أوهورو كينياتا مدى ساعة ونصف الساعة، في اجتماع كان من المقرر أن تقتصر مدّته على عشر دقائق.

وكان كينياتا قد أجرى زيارة خاطفة إلى أديس أبابا التقى خلالها رئيس الوزراء أبيي أحمد الأحد في خضم قلق متزايد على خلفية تهديد متمردي تيغراي بالزحف إلى العاصمة أديس أبابا.

وفي مؤتمر صحافي مشترك عقب محادثات مع بلينكن قالت وزيرة الخارجية الكينية رايتشل أومامو “نثق في قدرة إثيوبيا على إيجاد حل لهذه الأزمة. نعتقد أن وقف إطلاق النار ممكن”.

من جهته دعا بلينكن إلى اتّخاذ “خطوات ملموسة نحو السلام” وإلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها بشدة مئات الآلاف ممن يواجهون خطر المجاعة مع دخول الحرب الدائرة بين القوات الحكومية الإثيوبية و”جبهة تحرير شعب تيغراي” عامها الثاني.

وقال بلينكن “أجدد دعوتنا إلى كل الفرقاء للانخراط بشكل عاجل وجدي في مفاوضات لوقف الأعمال العدائية من دون شروط مسبقة”، وهو كرر دعوة الرعايا الأميركيين لمغادرة البلاد بأسرع وقت ممكن.

وإثيوبيا حليفة مقرّبة للولايات المتحدة، لكن واشنطن أعربت عن استيائها إزاء إعاقة دخول المساعدات إلى منطقة تيغراي التي ترزح بحكم الأمر الواقع تحت وطأة حصار يمنع دخول المساعدات الإنسانية، وفق الأمم المتحدة.

وهذا الشهر ألغى الرئيس الأميركي جو بايدن اتفاقا تجاريا حيويا مع إثيوبيا، لكنّه لم يقرر فرض عقوبات، مفضّلا إتاحة فرصة للجهود الدبلوماسية.

لكن بلينكن، وردا على سؤال، لم يستبعد أن تعلن بلاده لاحقا أن “الفظائع” في تيغراي ترقى إلى مصاف الإبادة الجماعية.

وقال بلينكن “بغض النظر عن توصيفنا لها، يجب أن تتوقف هذه الأعمال ويجب أن تحصل محاسبة”.

– منافسة مع الصين –

وكان بايدن قد تعهّد إيلاء إفريقيا اهتماما أكبر في مكافحة التغيّر المناخي وكوفيد-19، وبذل مزيد من الجهود لنشر القيم الأميركية في مواجهة تصاعد نفوذ الصين التي تنفّذ مشاريع استثمارية في إفريقيا غير مشروطة بأي مطالب على صعيد الديموقراطية.

وفي مؤشرات لها رمزيتها، عبر موكب بلينكن قرب طريق يتم بناؤه بتمويل صيني، وعقد مؤتمره الصحافي في فندق كانت إحدى قاعاته محجوزة لغرفة التجارة الكينية الصينية.

وفي إشارة إلى خمسين مليون جرعة لقاحية مضادة لكوفيد-19 قدّمتها الولايات المتحدة هبة لإفريقيا، قال بلينكن “لقد فعلنا ذلك من دون أي شروط سياسية”.

وشدد على أن الخطوة ترمي إلى “إنقاذ الأرواح. هذا هو المعيار الوحيد المهم”.

وفي جولته الإفريقية الأولى منذ توليه منصب وزير خارجية الولايات المتحدة، قال بلينكن إن السودان سيحظى بدعم المجتمع الدولي ومساعداته مجددا في حال إعادة “الشرعية” للحكومة التي تمت إطاحتها في الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر.

وقال بلينكن في مؤتمره الصحافي في نيروبي “من الضروري أن تستعيد المرحلة الانتقالية الشرعية التي كانت عليها (…) إذا أعاد الجيش الأمور إلى مسارها وفعل ما هو ضروري، أعتقد أنه من الممكن استئناف دعم المجتمع الدولي الذي كان قوياً للغاية”.

وكانت الولايات المتحدة قد علّقت مساعدة للسودان بـ700 مليون دولار بعد الانقلاب العسكري الذي أعاق العملية الانتقالية نحو الديموقراطية التي كانت قد انطلقت في العام 2019 إثر إطاحة الدكتاتور عمر البشير، بعدما أحكم قبضته على السلطة مدى 30 عاما.

– قلق إزاء الانتخابات في كينيا –

واستهل بلينكن جولته بلقاء ممثلين عن المجتمع المدني الكيني، وهو حذّر من “انحسار الديموقراطية” في كثير من الدول.

وقال خلال هذا اللقاء “لقد شهدنا هنا التحديات نفسها التي نشهدها في أجزاء كثيرة من العالم: التضليل والعنف السياسي وترهيب الناخبين ورشوة الناخبين”.

وشابت أعمال عنف الانتخابات الكينية الأخيرة التي أجريت في العام 2017، إلا أن كينياتا وخصمه السابق رايلا أودينغا توصلا إلى صلح قبل عام من الاستحقاق الذي سينظم العام المقبل.

ولاحقا شدد بلينكن على ضرورة “تعاون كل الفرقاء لا سيما الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني لضمان إجراء انتخابات آمنة ومستقرة تعكس إرادة الشعب الكيني”.

وحذّر إيرونغو هاوتن مدير منظمة العفو في كينيا الذي شارك في الاجتماع مع ممثلي المجتمع المدني من أن المؤشرات ليست جيدة بالنسبة للاستحقاق الانتخابي المقرر في آب/أغسطس.

وقال هاوتن إنه يرى أن “كل المؤشرات تدل على أن الانتخابات ستكون محل نزاع حاد وستشهد أعمال عنف” وهو حضّ الولايات المتحدة على اليقظة و”عدم منح كينيا” صكا مفتوحا في تعويلها على قيادة كينياتا لحل الأزمة في إثيوبيا.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية