مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انطلاق الحملات الانتخابية لاول عملية اقتراع بمشاركة النساء في السعودية

المرشحة الجازي الحسيني تحمل بطاقة ترخيص لحملتها الانتخابية، في الدرعية قرب الرياض الاحد 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 afp_tickers

بدأت سعوديات الاحد حملتهن للانتخابات البلدية المقررة بعد اقل من اسبوعين، والتي ستكون اول عملية انتخابية يشاركن فيها ترشحا واقتراعا، في المملكة المحافظة جدا التي تفرض قيودا كثيرة عل النساء بينها منعهن من قيادة السيارة.

وتستمر الحملة 12 يوما قبل انتخابات 12 كانون الاول/ديسمبر.

وتقدمت نحو 900 امرأة بترشحهن للانتخابات المقررة في 12 كانون الاول/ديسمبر. ويتنافس سبعة آلاف مرشح على مقاعد في 284 مجلسا.

ولم تسجل سوى 130600 سعودية على اللوائح الانتخابية اي نحو عشر مرات اقل من الرعايا الرجال، بحسب ارقام رسمية.

وتعتزم بعض النساء المشاركة لدعم المرشحات ايا يكن برنامجهن. وقالت ام فواز، المدّرسة الشابة في مدينة حفر الباطن، “سنصوت للنساء وان لم نكن نعرف عنهن شيئا (…) يكفي انهن نساء”.

وقالت سحر حسن ناصيف الناشطة في جدة (غرب) “انها اولى خطوات حقوق المراة” خصوصا مع ترشح نساء.

غير ان ثلاثا منهن استبعدن.

وغردت الناشطة لوجين الهذلول عبر حسابها على موقع “تويتر”، “تم استبعاد اسمي من قائمة المرشحين في – الدائرة الخامسة – وسأستعين بالطرق النظامية للاعتراض”.

اضافت “لم تذكر اسباب استبعادي بعد”، متمنية التوفيق “لجميع المرشحات والمرشحين”.

والهذلول ناشطة بارزة اوقفتها السلطات السعودية في كانون الاول/ديسمبر لاكثر من شهرين، لدى محاولتها دخول المملكة آتية من الامارات وهي تقود سيارتها، في تحد للحظر الذي تفرضه السعودية على هذا الامر.

وكانت الهذلول قالت لوكالة فرانس برس في وقت سابق الاحد انها تقدمت بترشحها “لزيادة نسبة مشاركة النساء”.

وقالت ناشطة اخرى هي تماضر اليامي لوكالة فرانس برس ان اسمها سحب من لائحة المرشحين. وقالت انها ستطعن في الامر “لكني لا اعتقد ان ذلك سيغير شيئا”.

وكانت الناشطة نسيمة السادة افادت في وقت سابق اليوم انها تبلغت من اللجنة الانتخابية مساء السبت، رفض ترشحها عن مدينة القطيف (شرق).

واوضحت انها “لا تعرف سبب ذلك”، مشيرة الى انها جمدت حملتها التي كانت تنوي اطلاقها اليوم بكثافة عبر وسائط الكترونية، لتبيان التفاصيل.

– انفتاح محدود –

ويشكل دخول النساء المعترك السياسي تحديا كبيرا في المملكة السعودية التي تعتمد قراءة متشددة للاسلام.

وتطبق المملكة معايير صارمة في التعامل مع النساء، اذ اضافة الى منعهن من قيادة السيارات، يفرض عليهن ارتداء النقاب في الاماكن العامة ونيل اذن الرجل للسفر والعمل والزواج، ما يلقى انتقاد منظمات حقوقية.

وصوت السعوديون مرتين في 2005 و2011 . وفي هذه السنة الاخيرة التي شهدت احداث الربيع العربي، منح الملك الراحل عبد الله للسعوديات الحق في الانتخاب والترشح.

وبعد عامين عين نساء في مجلس الشورى.

ورغم الانفتاح المحدود في عهد الملك عبد الله (2005-2015) لا تزال هناك عقبات على درب المساواة بين الجنسين وحضور النساء في المملكة.

وللترويج لبرامجهن بامكان النساء اعتماد شبكات التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك. كما يمكنهن وضع لافتات وملصقات لكن بدون صورهن وهذا منع يسري ايضا على المرشحين من الرجال.

ففي حفر الباطن تم تمزيق ملصق انتخابي اشتمل على صورة رجل وامراة، بحسب شهود.

وبامكان مرشحة مخاطبة الجمهور من النساء في اجتماع انتخابي لكن يتعين عليها تكليف متحدث باسمها القيام بهذه المهمة في اجتماع لرجال.

وقالت الجازية الحسيني المرشحة في الرياض انها كانت تعتزم اقامة خيمة في منطقة الديرية بالرياض، لكن “عندما طلبت من صاحب الارض منحي اذنا لذلك… رفض”.

ولا تزال الديموقراطية الانتخابية مفهوما جديدا في البلاد حيث تبقى الولاءات القبلية مهمة.

وابدى سعود الشمري الذي يقيم في الرياض نظرة اكثر تفاؤلا، وقال “نسعى الى التطوير ورؤية نقلة حقيقية بما يخدم البلاد، بعيدا من التعصب القبلي والعائلي، لكن نتمنى رؤية تغيير حقيقي”. واضاف “مشاركة المرأة ايجابية، ومن المحتمل بشكل كبير ان اصوت لامرأة اذا ما اقنعني برنامجها الانتخابي”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية