مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انفاق ارامكو على الابتكار يواجه تحدي ضغوط الاكتتاب

صورة وزعتها مجموعة ارامكو السعودية النفطية العملاقة بدون تاريخ لمركز ألأبحاث والتطوير في الظهران بشرق السعودية afp_tickers

من الرجال الآليين، إلى الطائرات المسيّرة، زادت أرامكو الانفاق على الابتكار التكنولوجي رغم تراجع أسعار النفط. لكن الاكتتاب العام للشركة وضغوط المستثمرين الراغبين بأرباح أكبر، قد يجبرونها على التراجع.

وتطرح السعودية جزءا من الشركة التي تعتبر عماد الاقتصاد والاستقرار الاجتماعي في المملكة، للبيع، في خطوة تشكل حجر الأساس لاستراتيجية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد المرتهن للنفط.

ومن المتوقع أن يؤدي تداول أسهم الشركة في السوق المالية المحلية ثم في بورصة أجنبية، إلى دعوات من قبل الشركات والأفراد المستثمرين لتحقيق أكبر هامش من الأرباح، وإن على حساب النفقات، ومن بينها تلك المرتبطة بالبحوث والتكنولوجيا.

ففي السنوات الأخيرة، زادت أكثر شركات العالم تحقيقا للأرباح انفاقها على الابتكار، بعكس العديد من الشركات النفطية الأخرى التي اضطرت إلى تقليص هذا الانفاق بسبب تراجع أسعار الخام.

وبحسب إدارة أرامكو، فإن إنفاق الشركة على البحث والتطوير بلغ 591 مليون دولار في 2018، مقابل 507 ملايين دولار في 2017.

وقالت إيلين والد الخبيرة في الشؤون النفطية السعودية لوكالة فرانس برس إن “البحث والتطوير يخلقان تقنية مفيدة لأرامكو لكن بعض المشاريع قد تكون أو لا تكون قابلة للتطبيق على الإطلاق من الناحية التجارية”.

وأضافت “لم تضطر أرامكو أبدًا إلى الرد على المستثمرين الذين تهمّهم النتائج الفصلية للشركة. عندما يتم الاكتتاب، سيتغير ذلك”، موضحة أنه “من السهل تفهّم قلق البعض من احتمال وجود ضغوط لتقليص أو تغيير إستراتيجيتها حيال البحث والتطوير نتيجة لذلك”.

واستعرضت أرامكو قدراتها في مجال الابتكار التكنولوجي مؤخرا خلال جولة إعلامية في مقر الشركة في الظهران حيث بنت مجمّعات سكنية ضخمة ومدارس ومراكز تجارية لموظفيها البالغ عددهم 15 ألفا، شبيهة بتلك الواقعة في ضواحي المدن الاميركية الكبرى.

وجلس المهندسون أمام أجهزة الكمبيوتر في مركز قيادة بين شاشات عملاقة تتتّبع تدفق النفط الخام من حقول النفط، عبر شبكة معقّدة من خطوط الأنابيب ومصافي التكرير، إلى ناقلات تصل في جميع أنحاء العالم.

– روبوتات وطائرات مسيرة –

عرض الموظفون ابتكارات عديدة، من تقنية الحفر المعززة للإنتاج، إلى الروبوتات والطائرات من دون طيار التي صُنعت باستخدام أدوات التنقيب.

وقال أحمد الخويطر، كبير مسؤولي قسم التكنولوجيا في أرامكو، انّه “على مدى السنوات الخمس الماضية، زاد إنفاقنا على البحث والتطوير بأكثر من الضعف”.وأضاف “لقد فتح ذلك الباب أمام الاستثمار في مراكز البحث العالمية المستوى”.

وتقول أرامكو إنّ علماءها ومهندسيها البالغ عددهم 1300 في 12 مركزًا للبحوث حول العالم، من بكين إلى ديترويت، يساعدونها على تقديم براءات اختراع جديدة كل عام.

ويوضح المسؤولون أنّ الاستثمارات الواسعة النطاق ساعدت في ضخ النفط بكلفة ضئيلة مقارنة منافسيها من تحت الكثبان الرملية والبحار.

وبعد سنوات من التأجيل، قرّرت أرامكو رسميا الأحد الماضي إدراج جزء من أسهمها في السوق المحلية، بعد وقت قصير من إعلان هيئة السوق المالية السعودية الموافقة على تداول الأسهم.

وحدّدت 17 تشرين الثاني/نوفمبر موعدا لبدء شراء أسهم فيها من دون أن تعلن عن سعر السهم أو موعد بدء التداول الفعلي، أو حتى نسبة الطرح الاجمالية.

وتعمل السعودية بكل طاقتها على انجاح الاكتتاب الذي يعد حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد المسمّى “رؤية 2030”. ويسعى المسؤولون إلى استقطاب عشرات مليارات الدولارات لتمويل مشاريع ضخمة ضمن هذا البرنامج الطموح.

لكن محلّلين تساءلوا ما إذا كان الاكتتاب يلعب دورا بناء بالنسبة لأرامكو نفسها، التي ينظر إليها على انها عماد الاقتصاد والاستقرار الاجتماعي.

وقالت نشرة “اينرجي انتيليجنس” مؤخرا إن أرامكو “مثال للإدارة الفائقة والكفاءة (..) وهي الأفضل في الشرق الأوسط. ومن خلال طرح أرامكو للتداول، تخاطر الرياض بتعطيل الصيغة التي أنتجت بئرا ماليا في نهاية المطاف”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية